حالة من القلق سيطرت على الوسط الرياضى بعد انتشار وباء إنفلونزا الخنازير بين لاعبى السباحة فى عدد من الأندية فى مقدمتهم نادى الزمالك والشمس والأهلى عقب مشاركتهم فى بطولة منطقة القاهرة للسباحة التى أقيمت فى النادى الأهلى فى الفترة من 2 إلى 20 أغسطس الحالى الأمر الذى ينذر بتفشى المرض فى باقى الألعاب الأخرى التى تحظى بمشاركة أعداد كبيرة من اللاعبين، خاصة مع تضارب آراء الأطباء والمسئولين فى هذه الأندية عن سبب انتشار هذه العدوى بين اللاعبين وهو ما رصدته «الشروق» أثناء متابعتها للأزمة الحالية داخل الأندية الثلاثة. فى البداية أكد ياسر الفرماوى رئيس جهاز ألعاب الماء بنادى الشمس الرياضى ارتفاع عدد المصابين بإنفلونزا الخنازير بالنادى إلى 14 حالة منهم 8 لاعبين شاركوا فى البطولة تحت 11 سنة وثلاث حالات لأولياء أمور بعض اللاعبين وتم حجزهم جميعا فى مستشفى حميات العباسية ومستشفى القوات المسلحة بالإضافة إلى ثلاث حالات ظهرت يومى الخميس والجمعة الماضيين أى بعد انتهاء البطولة بثمانية أيام كاملة، وهما اللاعبان مصطفى خالد ومحمد وجيه واللاعبة دنيا عمرو، وقد أدى ظهور الحالات الثلاث الأخيرة إلى العديد من علامات الاستفهام حيث أكد الأطباء أن فترة حضانة المرض 72 ساعة فقط تظهر خلالها الأعراض ولكن من المستحيل أن تظهر الأعراض بعد أسبوع كامل من الإصابة وهو ما أثار القلق حول كيفية إصابتهما خاصة أن اللاعبين الثلاثة لم يشاركوا فى البطولة وقد تم حجز اللاعبين الثلاثة بمستشفى حميات إمبابة ومنحهم جرعات عقار «التاميفلو» ووضعهم تحت الملاحظة. وأشار الفرماوى إلى أنه تم الإفراج حتى الآن عن حالتين فقط من نادى الشمس هما اللاعبان محمد خالد وعلاء هانى اللذان خرجا من المستشفى بعد ثبوت سلبية العينات الثانية التى أخذت منهم وتأكد تعافيهم من المرض عقب انتهائهما من أخذ جرعة «التاميفلو» على مدى الخمسة أيام متواصلة، وأوضح أن باقى الحالات مستقرة ومن المنتظر أن يتم أخذ عينة منهم للتأكد من شفائهم تماما. وأضاف الفرماوى أنه من المرجح أن تكون عدوى المرض قد انتقلت للاعبين عن طريق لاعبى نادى الزمالك خاصة أنهم أول من ظهرت عليهم أعراض المرض بالإضافة إلى ظهور حالات مرضية لديهم فى قطاع الغطس وهو لم يكن مشاركا فى البطولة، الأمر الذى يضع علامات استفهام أخرى حول كيفية إصابة هؤلاء اللاعبين، موضحا أن حمام سباحة النادى الأهلى برىء من انتشار العدوى، حيث أكدت الجهات الطبية أن الماء وسيط غير ناقل للمرض وأن العدوى تنتقل عن طريق التنفس مرجحا أن التجمعات الكبيرة للاعبين فى البطولة وبعض العادات الخاطئة منها تبادل القبلات فى مجتمعنا المصرى هى السبب الرئيسى وراء انتشار هذا المرض بشكل كبير بين اللاعبين. وأكد أن ما حدث ينذر بكارثة خاصة أننا نقترب من موسم المدارس الذى يشهد أكبر تجمع طلابى كما أنه لا يخلو بيت من وجود طلبة فى مراحل التعليم المختلفة. وأشار إلى أن نادى الشمس اتخذ عدة إجراءات وقائية من أجل الحد من انتشار المرض فى مقدمتها منح قطاع السباحة بالكامل إجازة لمدة أسبوع مشيرا إلى أن الحياة داخل باقى قطاعات النادى عادية فى حين تم توزيع منشورات ووضع ملصقات داخل النادى لتوعية الأعضاء. ولفت الفرماوى النظر إلى اتخاذ بعض أولياء أمور اللاعبين تصرفات قاتلة لوقاية أبنائهم عن طريق منحهم جرعة علاجية دون إصابتهم بالمرض وهو ما يعد أمرا قاتلا، ففى حالة إصابة أولادهم بالمرض بشكل فعلى فلن تفلح معه أى أدوية لأن الجسم قد اعتاد عليه. وعلى صعيد نادى الزمالك صاحب الرصيد الأكبر من الإصابات أكد أشرف عبدالله رئيس جهاز الغطس بنادى الزمالك أن حالات الإصابة بالنادى وصلت حتى الآن إلى 28 حالة منهم 23 لاعبا والمدرب و4 حالات لأولياء الأمور محتجزين جميعا فى مستشفى حميات إمبابة مشيرا إلى أنه تم الإفراج عن 14 حالة بعد تأكد شفائهم من الفيروس بعد أخذ العينة الثانية منهم ومن بينهم ابنته، فى حين دخل المستشفى ثلاث حالات جديدة يوم الخميس الماضى. وقد أبدى اشرف استياءه الشديد وغضبه من مستوى المستشفى قائلا «إنه رغم قيام النادى بوضع اللاعبين فى القسم المميز إلا أن المستشفى تفتقر إلى النظافة وأقل الإمكانيات اللازمة مثل أجهزة الاستدعاء وشبكة الاتصالات الداخيلة للوصول للأطباء والممرضين وقت الحاجة إليهم كما أن العاملين بها يفتقرون لأبسط المعلومات عن كيفية التعامل مع المرض فيقومون بإعطاء المرضى الدواء بنفس الملعقة دون تغيرها أو حتى غسلها بالإضافة إلى السرقات داخل المستشفى حيث سرق من أولادنا عدد من الموبايلات والأجهزة الالكترونية وغيرها وعندما توجهنا للمسئولين قالوا لنا «كل واحد ياخد باله من حاجته». وعن الإجراءات الوقائية التى اتخذها نادى الزمالك صاحب الرصيد الأكبر من العدوى أكد أشرف أنه تم إيقاف تدريبات كل الألعاب لمدة 15 يوما وتم التنبيه على كل الأعضاء أنه فى حالة ظهور أى أعراض للمرض على أى من أبنائهم يجب عليه التوجه فورا للمستشفى لإجراء التحليلات اللازمة مشيرا إلى أن الحياة داخل النادى طبيعية حيث يذهب عدد كبير من الأعضاء إلى النادى عقب الإفطار لتمضية الوقت مع أبنائهم. وعلى صعيد النادى الأهلى أكد الدكتور جمال صلاح طبيب جهاز السباحة بالنادى أن عدد الإصابات فى النادى وصلت إلى 6 حالات منهم سباح وسباحة بفرع النادى بمدينة نصر، بالإضافة إلى والدة وأخت اللاعب ووالدة وأخ اللاعبة الذى ثبتت إصابتهم بالمرض بعد إجراء التحاليل. وفى مفاجأة غير متوقعة أكد الدكتور جمال أن إصابة اللاعب واللاعبة لم يكن عن طريق البطولة حيث ظهرت عليهم أعراض المرض بعد 5 أيام من انتهاء البطولة أى يوم الثلاثاء الماضى وهو ما يؤكد عدم إصابتهم عن طريق البطولة وفقا للمعلومات الطبية التى تؤكد أن الإصابة تظهر أعراضها بعد 72 ساعة من الإصابة كحد أقصى ولكن هاتين الحالتين ظهرتا بعد 5 أيام كاملة وحتى الآن لم يتم التعرف على طريقة إصابتهما بالفيروس، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يتم غدا الاثنين أخذ العينة الثانية من المصابين لتحليلها للتأكد من شفائهم من المرض. وعن الإجراءات التى اتخذها النادى أكد أنه تم منع التجمعات الكبيرة لمدة أسبوع كما تم متابعة جميع اللاعبين ووضع ملصقات على جدران النادى لتوعية الأعضاء، مشيرا إلى أن الحياة فى النادى كما هى لم تتغير.