نتعرض للعديد من الضغوط المعنوية والمادية فى رحلة الحياة، تبحث كل منا على إسعاد من حولها وتوفير سبل الراحة لكل أفراد أسرتها. تقوم المرأة بعدة مهام فهى الأم والزوجة والطاهية وربة المنزل إلى جانب عملها خارج البيت. وفى النهاية تنسى نفسها وتبدأ فى التذمر وإعلان العصيان. إذا كنت تحلمين بحياة أكثر سعادة ويسرا فتذكرى أن فاقد الشىء لا يعطيه، إذا كنتى تحلمين بالسعادة فلابد أولا أن تسعدى نفسك حتى تستطيعى بذل مزيد من العطاء. وحتى تكون حياتك أجمل عليكِ باتباع بعض النصائح التى تحملك على جناحها إلى عالم أكثر وردية. • لا للأفكار القديمة: لماذا اعتدنا ألا نطلب تحقيق المستحيلات إلا من الأم؟ صورة المرأة السوبر التى اعتادوا تلقيننا إياها تسبب لنا الكثير من التعاسة على المدى الطويلة، فليس من العدل أن تقوم الأم بكل المهام وحدها دون مشاركة، يطالبها المجتمع بالتضحية دائمة من أجل إسعاد من حولها. تمردى على تلك الموروثات فلا شىء يجبرك على أن تكونى نسخة من أمك أو من أمهات الأفلام القديمة فالزمن مختلف، أن تفعلى ما يحلو لكى بعض الوقت ليس من الأنانية فى شىء، لكنه حقك الطبيعى فى الحياة. • لا تخضعى لكل من حولك:
أنتِ تحبين أطفالك لاشك فى ذلك ولكن من قال إن معنى حبك لهم أن تسعى لتلبية كل طلباتهم حتى الصعب منها، تحقيق أحلام أطفالك حتى قبل أن يطلبوها مهمة شاقة لا ينبغى أن تضعيها على عاتقك وحدك، كما أن تلبية كل رغبات الأبناء يجعلهم ينشأون على الأناينة والاعتماد عليكِ فى كل شىء، مما يؤثر فى تكوين شخصياتهم. ربما يختلف الأمر بالنسبة للصغار حتى سن دخول المدارس ولكن شئيا فشيئا يجب أن يعتاد الطفل الاعتماد على نفسه فى العديد من الامور. تذكرى أن تنازلاتك المستمرة تضر بأطفالك أكثر مما تفيدهم لأنهم سيعتادون الأخذ دون العطاء ولن يستطيعوا مواجهة الحياة بلا دعم خارجى. • خصصى وقتا لنفسك: قليل من النظام سيجعل حياتك أكثر سعادة لأنه سيتيح لك الاستمتاع ببعض الوقت لممارسة هواياتك المفضلة أو للراحة، فالحياة ليست رحلة شقاء تستغرق العمر كله، أنت بحاجة للاستراحة أثناء اليوم للحظات تستطيعين فيها التنفس مل رئتيك وتناول فنجان من القهوة أو كوبا من الشاى فى هدوء. كما يجب أن تخصصى وقتا للقاء صديقاتك القدامى فهذا سيؤدى بالضرورة لتحسين حالتك المزاجية ويمكنك من مواصلة أداء دورك. هذه الاستراحات القصيرة تمكنك من شحن طاقتك وتخلصك من الإحساس بالملل. • لا بالبرامج المسبقة: إعداد قائمة بالمهام التى ينبغى عليكِ إنجازها يوميا يسبب لك الكثير من الإرهاق، فرغبتك فى توفير الوقت لأداء كل المهام على أكمل وجه وعدم تمكنك من إنجازها جميعا فى بعض الأحيان يصيبك بالإحباط وتشعرين بعدها بالتقصير. يمكنك عمل برنامج قصير وإعداد قائمة غير مكبلة بالواجبات يمكنك أيضا تأجيل بعض المهام للغد إذا لم تجدِ الوقت الكافى لإنجازها. ما عليك سوى تقدير أهمية كل مهمة وترك الباقى للظروف. • تقبلى الأفكار السلبية: يمر علينا جميعا لحظات نشعر فيها بعدم قدرتنا على مواصلة الجهود وبالملل من الحياة الروتينية التى نصبح ونبيت فيها ونبدأ فى التذمر والشكوى، اسألى نفسك دائما إلى متى سأستطيع القيام بكل تلك المهام الموكلة لى؟ الحديث مع النفس ومصارحتها بالحقيقة، أمر صحى للغاية حتى لا تصابين بالاكتئاب. لا داعى للتعبير عن أفكارك السلبية أثناء نوبات الغضب خاصة أمام الأطفال فلن يعوا أحاسيسك ولكن يمكنك التحدث بهدوء عن مشاعرك أمام الزوج واطلبى منه المساعدة لتخطى الأفكار السلبية. • لا تبحثى عن المثالية: قبل أداء أى مهمة تذكرى أنك لست امرأة سوبر، لست أفضل الأمهات ولا أجمل الزوجات ولا أصدق الصديقات، أنت امرأة طبيعية تصرفاتك تحتمل الخطأ والصواب، لا يمكنك أداء كل المهام بنفس درجة الاتقان، أن تحافظى على صورتك الجميلة فى عيون زوجك وأن تكونى الأم المثالية لأبنائك. فكلما سعيتى وراء هذا السراب كلما يأستى الوصول إلى الهدف المنشود. • أجلى للغد: الإصرار على ترتيب البيت وأن يكون كل شىءفى مكانه فى التو واللحظة أمرا مرهقا للغاية. لماذا لا تجعلين شعارك من الآن ولاحقا، لماذا لا يتأجل الأمر للغد؟ إن مطالبة جميع من حولك باتباع تعليمات النظام فى البيت أمرا يسبب الكثير من الملل لهم والكثير من الإحباط لك. نعم النظام يجعل البيت أجمل والحياة أكثر سهولة عند البحث على الأشياء، ولكن إرهاق النفس بكل تلك الأمور سيصيبك فى النهاية بالملل أيضا. خير الأمور الوسط، لا داعى للإصرار على النظام ولا يعنى ذلك أيضا الإهمال ولكن يمكنك الوصول لأمر وسط يرضى جميع الأطراف. • فى التأنى السلامة: تستيقظين مبكرا لإعداد الإفطار بسرعة للاولاد قبل ذهابهم للمدرسة ثم تقومين بتوصيلهم بنفسك مع التعرض لمعاناة المرور اليومية. عليكِ أيضا الذهاب بأمك للطبيب وشراء حاجيات المنزل والعودة بسرعة للبيت لاعداد طعام الغداء ثم يأتى الاولاد ويتناولون الطعام وتقومين بتنظيف المكان بعدها واستذكار دروسهم. ما كل هذا الإجهاد. النشاطات المكثفة والسريعة سترهقك بدنيا ونفسيا وفى النهاية ستتذمرين. اختارى إيقاعا أكثر هدوءا لانجاز المهام مع عدم ضرورة عمل كل شىءفى نفس اليوم وبسرعة. • الآخر: طلب المساعدة من الآخرين يقلل من الضغوط العصبية التى تعانين منها ويعنى ثقتك فيمن حولك أيضا. المشاركة مع الزوج أو الام أو الحماة فى إنجاز المهام تجعلك تشعرين بأنك لست وحدك وفى سن معين أيضا لابد من مشاركة الاولاد حتى يقدروا مدى الجهد الذى تبذلينه من أجل إسعادهم. استندى على غيرك فأنت بحاجة للسند. اعتمدى على أسرتك أو أصدقائك أو حتى خادمة تثقى بها لتقسيم المهام فيما بينكم. اتركى لزوجك مكانا لمشاركتك أمر الابناء على وجه الخصوص حتى تنمين علاقته بهم. • البعد عن الشاشة: الوقت الطويل الذى تقضينه أمام شاشة الكمبيوتر ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعى أو البحث على الإنترنت أو مشاهدة المسلسلات لوقت طويل طوال اليوم وممارسة ألعاب الكمبيوتر كل ذلك يستهلك الكثير من وقتك بلا داع. استخدام التكنولوجيا يلتهم الوقت ولايفيد الجسم. استبدلى هذا الوقت فى ممارسة الرياضة أو الالتقاء الاصدقاء حتى تتغير حالتك المزاجية للأفضل. • مراجعة مخاوفك: بعض أنواع المخاوف تأتى من مخاطر حقيقية وتحتاج منا للحذر كالخوف من أن تصدمنا سيارة أو عبور الطريق من غير عبور المشاة. وهو مخاوف تهدد وجودنا بالمقام الأول وللتخلص منها يجب أن نتذكر مصدر هذه المخاوف أولا. ابحثى عن الجانب الإيجابى فى كل ما تخافين منه فبعض هؤلاء الذين يخافون ركوب الطائرة مثلا عليهم أن يتذكروا المسافات التى تطويها والوقت الذى توفره لهم وعليهم أيضا التفكير فى كل ما يحققه لنا السفر من متع وفوائد. التخلص من مخاوفك على الاولاد أو الخوف من خيانة الزوج تحرمك الاستمتاع باللحظات الجميلة التى تعيشينها. • الابتسامة دائما: الابتسامة سلاح فعال للوقاية من التعاسة وعندما تبتسمين يشرق وجهك ويستدعى عقلك كل الأفكار الإيجابية، إذا شعرتى بالاكتئاب ارسمى ابتسامة على وجهك وستشعرين بالتحسن. ابتسمى حتى وأنت تتحدثين فى الهاتف، فالابتسامة تنعكس على نبرة صوتك وتجعله يبدو ودودا والابتسامة تعنى التفاؤل وكلما زاد تفاؤلك كنت أكثر قدرة على مواجهة الحياة بسعادة أكبر. • عبرى عن رغباتك: كبت رغباتك يسبب لكى الكثير من التعاسة. تذكرى أن نصفك الآخر قد لايكون له القدرة دائما على قراءة افكارك ان لم تعلنى عنها. قد يبحث عن إسعادك ولكن ربما يصعب عليه معرفة كيفية إسعادك. كما أن الرجل يفتقد ابتكار أفكار جديدة يحققها لك نظرا لانشغاله الدائم فى العمل.ساعديه فى ذلك وحددى طلباتك بصراحة ووضوح مع اختيار الوقت المناسب لعرضها. يمكنك استقطاع جزء من الوقت لكل منكما بعيدا عن مشاغل الحياة والعمل والأولاد حتى يستمع كلا منكما للآخر فى حديث ودى بعيدا عن المشكلات والأفكار السلبية. فإن ما يهمك لا يدخل بالضرورة فى دائرة اهتماماته فطبيعة الرجل مختلفة تماما عن طبيعة المرأة لذلك تقبليه ولا تغيريه.