تمردت على دور الفتاة «الكيوت»«.. ولا شىء اسمه سينما نظيفة أفلام محمد خان حالة خاصة.. وجرأتى فى الفيلم محسوبة بعد غياب عن السينما، عادت الفنانة هنا شيحا مرة أخرى فى «قبل زحمة الصيف» لتثير جدلا واسعا بدورها المختلف والجرىء، فتلعب دور الشابة هالة المطلقة التى تقرر السفر إلى قرية سياحية «قبل زحمة الصيف» لتلتقى حبيبها، وفى ذات الوقت تعانى بسبب أولادها الذين لا يسمعون لها فى كثير من الأحوال، وهو الدور الذى وصفته شيحا ب«المختلف» وترفض وصفه بالجرىء وخصوصا بعد حملة الانتقادات التى تعرضت لها بعد ظهورها بالمايوه وبسبب مشهد القبلة، وهو الأمر الذى ترد عليه هنا شيحا فى الحوار التالى: ** فى البداية كيف جاءت عودتك للسينما بعد غياب طويل؟ جاءت البداية عندما كلمنى وائل عمر منتج الفيلم وقال لى انهم يريدوننى أن أجسد دورا فى فيلم لمحمد خان فاندهشت جدا وسعدت للغاية وخصوصا أن الدور غير تقليدى بالمرة، فقلت له ارسل لى السيناريو الذى كان مختلفا تماما، لأن أى سيناريو يحتوى على الصراع والحبكة والذروة ثم النهاية لكن هذا النص كان ليس كذلك، فأفلام محمد خان معروفة أنه ليس بها أى صراع فهى تتبع حياة أشخاص فى وقت محدد ومكان محدد، فهى تعتبر حالة اكثر منها حدوتة طبيعية بها بداية وذروة ونهاية، وهذه هى سينما محمد خان وأفتخر بالعمل معه، وقد أعجبنى حالة الفيلم وأعجبنى الطرح، حيث يعتمد الفيلم بالدرجة الأولى على جمعة الجناينى الذى يشاهد الأشخاص أبطال الفيلم من بعيد ولا يحكم عليهم، وهذه حالة طبعا ليست موجودة بالمرة فى السينما المصرية، التى غالبا ما تحكم على الشخصيات بل وتحاكمهم أحيانا، ومن هنا أعجبنى السيناريو جدا لأنه يرصد حالات انسانية بدون الحكم عليهم أصلا، ولذلك كان الفيلم بسيطا جدا وسلسا للغاية. ** هل شخصية هالة تشبهك؟ لا على الإطلاق، فهى لا تشبهنى، وقد أعجبنى جدا تناول السيناريو لشخصية هالة التى تنفصل عن زوجها وتحاول الاعتناء بأولادها، ولكنها فى النهاية إنسانة لها مشاعر، فتذهب وراء قلبها ومن هنا تسافر للساحل الشمالى لتقابل حبيبها. ** عندما عرضت عليك الشخصية.. ألم تتخوفى من الانتقاد الذى ربما تتعرضين له بسبب الشكل الجرىء؟ طالما قبلت شخصية فأنا مستعدة لكل شىء وسأواجه ما يقابلنى بصدر رحب، فأنا لا أحسب كل هذه الحسابات أبدا، وأهم شىء بالنسبة لى هو حبى للشخصية وتقبلى لها، وبغض النظر عن أى مغريات سواء مادية أو دور بطولة مطلقة، فأنا ممثلة فقط ولست نجمة حتى ولا يهمنى ترتيب اسمى على الأفيش او التتر أو غيره، فما فائدة كل هذه الأمور إذا كان الدور ضعيفا أو بلا معنى. ** لكنى أقصد جرأة الشخصية؟ انظرى أنا ضد تصنيف السينما اصلا، وضد موجة السينما منذ أوائل التسعينيات إلى أوائل الألفية، فلا يوجد شىء اسمه السينما النظيفة، لأن السينما هى السينما بدون أى تصنيف، والفيلم يعتبر وجهة نظر خاصة بصانعه، ودعينا نكن صرحاء، فالفيلم يتناول حياة طبقة معينة فى قرية سياحية على الشاطئ، وبالتالى فإن المكان وطبيعة الأشخاص تحتم أن يتحدثوا بنفس الطريقة فى الفيلم ويرتدون ملابس مماثلة ويشربون نبيذا مع الطعام كما ظهر فى الأحداث، وهذه هى طبيعتهم، وليس من الطبيعى أن أظهر فى فيلم مماثل وأنا أرتدى جلابية على البحر، وبناء عليه أتمنى من يشاهد الفيلم أن يكون لديه الوعى الكافى ليستوعب طبيعته وطبيعة أبطاله، فضلا عن أن الجرأة فى الفيلم كانت محسوبة بشدة وليست مطلقة. ** هل ضايقتك بعض ردود الأفعال على دورك بالفيلم والتى وصل بعضها لحد الهجوم؟ لا على الإطلاق، فأنا شخص موضوعى لأبعد الحدود، وكل واحد من الجمهور حر فى رأيه، فمجرد ما خرج الفيلم من يد صناعه وعرض فى السينمات فقد أصبح من حق جمهوره، وأنا لست من النوعية التى تقول «يعنى ايه فلان مش عاجبه الفيلم»، فهذا وارد جدا، وهناك كثير من الأفلام فى تاريخ السينما المصرية التى كانت لأكبر المخرجين وأكبر النجوم ومع ذلك فإن هناك من الجمهور من لم يحبها على الإطلاق، وفى النهاية من يعجبه الفيلم لن أعطيه جائزة، ومن لم يحبه لن أقوم بإطلاق الرصاص عليه. ** ذكرتى مؤخرا أنك استشرتى أولادك فى «قبل زحمة الصيف» قبل تقديمه؟ حكيت لهم قصة الفيلم لأن هذا من حقهم، وسألتهم «هل لو اشتركت فى هذا الفيلم فهل تحبون أن تشاهدوه على شاشة السينما؟» فقالوا لى نعم، وبصراحة أبهرونى بردهم، حيث قالوا لى إننى ممثلة والدور الذى أجسده لا علاقة له بشخصيتى الحقيقية إطلاقا، وهم لم يشاهدوا الفيلم حتى وقتنا هذا. ** كلامك معناه أنك كنت مترددة لحد ما قبل الموافقة على الفيلم؟ المسألة ليست ترددا، ولكن دعينى أكن صريحة معك فهم فى النهاية أولادى جزء منى ولا أحب أن أفعل شيئا يضايقهم، ولا أحب أن يقول أحد زملائهم «ماما لبسه مايوه»، ولكنى فوجئت بأولادى يقولون لى «وإيه يعنى لما تطلعى بمايوه على شاشة السينما، ما انت كده كده بتلبسيه فى الطبيعى على البحر». ** معنى ذلك أنه لا يوجد معيار محدد لديك لقبول الأدوار؟ المعيار الوحيد هو حبى للدور واختلافه عن كل ما قدمته من قبل، وفى ذات الوقت ألا يتم حصرى فى نوعية محددة كما حدث من قبل. ** تقصدين دور الفتاة اللطيفة الرقيقة؟ نعم طبعا فقد حصرنى المنتجون فى دور البنت الكيوت اللطيفة، وأنا اتخنقت من هذا الحصر وأردت تقديم شىء مختلف كليا، ومن هنا أخذت فترة انقطاع، وعرضت عليّ أدوار كثيرة رفضتها جميعا إلى أن جاء شارع عبدالعزيز فى 2012 وكان مختلفا تماما، وبعدها عملت طرف تالت الذى وضعنى فى منطقة مختلفة ونوعية صراع جديدة، ثم جاء موجة حارة الذى تسبب فى نقلة نوعية فى حياتى الفنية وأشكر محمد ياسين على هذه النقلة، وأخيرا جاء محمد خان ليرانى فى منطقة مختلفة ويوظف هذا بشكل جديد.