بنى فى العصر الرومانى وتحول لمخزن غلال الواحة وانتهى كومة تراب فى فضاء فسيح قاحل لا يبدو أن الحياة قد دبت فى هذا المكان من قبل، تظهر واحة الفرفرة كلؤلؤة لامعة تعكس مياه آبارها وطول نخلها أشعة الشمس القاسية على صحراء لا نهاية لها، وفى قلب تلك الصحراء بين أفرعة النخل وأطراف المياه، تظهر أكوام من الرمال تحوم حول بقايا شىء خالد تمحى معالمه. لا يمكن أن تدرك أنك أمام تاريخ عظيم سوى لافتة آكلها صدأ الزمن مدون عليها «هنا قصر الفرافرة»، فى كل طيات هذا القصر تاريخ شاهد على عصور منذ أن سكن أهل واحة الفرافرة الأصليون هذا المكان، حيث إنه شاهد على أصول وعادات وتقاليد وقصص وروايات أبناء الفرافرة. «قصر الفرافرة» الذى يقع فى الجهة الغربية من مدينة الفرافرة فوق ربوة مرتفعة ترك لسنوات تحت أنقاض الإهمال، فلم يسلم القصر القديم وتلك المنطقة من الوقوع فى براثن الإهمال، ليتحول القصر الذى يرجع للعصر الرومانى وكان يعد بنكا لحفظ الأموال وصومعة لتخزين الغلال والحبوب إلى «تل ترابى» وبقايا لملابس الإنسان القديم بالفرافرة، وسط غياب الدولة التى لم تفعل شيئا سوى تعليقها للافتة دون عليها «المنطقة خاضعة لقانون حماية الآثار». يقول عاطف علوى، أحد سكان الفرافرة، إن قصر الفرافرة هو فى الأساس صومعة لحفظ وتخزين الغلال والحبوب فى أماكن تخزين مخصصة للسكان آنذاك، حيث كان المزارعون عقب الانتهاء من موسم الحصاد واستخراج الحبوب يبادرون بتخزين وحفظ غذاء داخل القصر فى مقابل مادى كان يمنح لحراس المنطقة، وذلك بهدف التغلب على السرقة والنهب، بجانب قيام بعض السكان بحفظ الأموال، حيث كان القصر والذى يرجع للعصر الرومانى يجسد منظومة اقتصادية كاملة فى ظل إن مصر كانت سلة غلال للإمبراطورية الرومانية. فيما قال حجاج عبد الله، أحد سكان الفرافرة، إن القصر ترك سنوات طويلة دون رقابة أو اهتمام وهو حال المنطقة بشكل عام لحين القيام بالمشروعات الجديدة وبداية ظهور المنطقة، حيث تم سرقة باب القصر القديم وبعض البقايا القديمة دون تحرك من قبل الآثار والبدء فى أعمال الحفريات والاكتشافات بالمنطقة المرتفعة التى تحوى أسرار قصر الفرافرة وتعد أحد الكنوز الثقافية والأثرية. وطالب بتكثيف دور وزارة الآثار وحماية المنطقة من الاندثار وأطلال الإهمال، وتكليف بعثات أثرية للبحث والتنقيب بالمنطقة، وإعادة ترميم بقايا القصر بالخامات والمواد البيئية على غرار أعمال قرية القصر الإسلامية بالداخلة، مشيرا إلى أن متحف الفرافرة بيجسد حالة القصر القديمة والحرف البيئية واليدوية، وبيحمل بقايا التراث الفرافراوى القديم. من جانبه، قال مدير عام الآثار بالوادى الجديد، بهجت أبوسديرة، إن قصر الفرافرة بيرجع للعصر الرومانى، وهو يخضع لقانون حماية الآثار ولم تشهد المنطقة أى أعمال للحفريات حتى الآن، ولكنه موضوع ضمن خطة تنقيب تقوم بها بعثات إيطالية من جامعة روما تواصل أعمال الحفريات والاكتشافات منذ سنوات بمناطق سهل قروين، وسيتم تخصيص بعثات للعمل به ضمن خطة الأعمال بالمناطق الأثرية.