جذور الجينسينج عرفها الإنسان منذ آلاف السنين وأطلق عليها اسما يحكى عنها الكثير وينسب إليها من الفوائد العديدة حتى أنه صدق عنها أسطورة تحكى أنه هناك فى الزمن السحيق فى بلاد الشرق سقطت صاعقة من السماء فى ينبوع ماء فخلطت التراب والهواء والماء والنار معا لتنبت جذور الجينسينج المعمرة والتى تنضج فى سنوات تتعدى الخمس سنوات لتعمر فى الأرض ما يقارب المائة عام إذا لم يخلعها الإنسان من تربتها. أفضل أنواع جذور الجينسينج هى الكورية نسبة إلى كوريا Korian Panax ginseng تليها جذور الجينسينج الأمريكية American Panax quinfuefiliud والتى تزرع فى القارة الأمريكية بعد أن نقلها ماركوبولو الرحالة الشهير إلى أوروبا ثم إلى أمريكا، أما أقل الأنواع شأنا والتى تزرع فى سيبيريا Siberian ginseng. تدعم جذور الجينسينج جهاز الإنسان المناعى وتحفز وظائف الجسم عامة فالمداومة عليها فى أيام الشتاء قد تقى من أعراض نزلات البرد وتقلل من حدة هجمات الانفلونزا الموسمية. يلجأ إليها الرياضيون بحثا عن الطاقة المشروعة بعيدا عن المنشطات الممنوعة إذ إنها تفيد فى حالات التعب البدنى وتزيد من حمية الإنسان ونشاطه. كانت دائما جذور الجينسينج الوصفة الطبيعية السحرية التى تدعم أداء الرجل الحسى ورغم أن تلك الآلية لا يفسرها العلم إلا أنه إلى الآن يستعمل لذات الغرض منذ آلاف السنين، لكن علماء الصين وحكماءه يؤكدون أن لها أثرا محفزا للغدد التناسلية وأثرا فاعلا على الجهاز العصبى. لها أثر ثبت علميا فى تخفيف حدة أعراض سن اليأس لدى السيدات والوقاية من أخطار هشاشة العظام خاصة لدى النساء إذ ترفع مستوى الهورمون البانى للعظام وتهبط بالهورمون الذى يتسبب فى تآكلها. من فوائد الجينسينج المعروفة أيضا أثرها الداعم للذاكرة، خاصة إذا أضيف إليها مستخلص نبات الجينكوبيويا على الذاكرة والتركيز فى سن الخريف. تشير تجارب حديثة إلى أثر مقاوم للسرطان قد تحدثه جذور الجينسينج لكنها تجارب مازالت فى حاجة لمواصلة الجهد للتأكد منها. من آثار الجينسينج المدهشة حقا فعلها فى تجسيد استجابة خلايا الجسم للأنسولين. الأمر الذى يعد مشكلة حقيقية لمريض السكر إذا ما واجهها فقاومت الخلايا دخول الأنسولين إليها، الأمر الذى يرفع مستوى السكر إلى معدلات مرتفعة تعدد من مشكلات مريض السكر. الجينسينج يقلل من تلك المقاومة فيفتح الطريق أمام الانسولين ليدخل الخلايا وبالتالى يدخل إليها الجلوكوز لتقل معدلاته فى الدم. تختلف جرعة الجينسنيج المؤثرة وفقا لنوعه، جرعة الجينسينج الكورى 200 ملجرام فى اليوم بينما تصل جرعة المستحضر الأمريكى إلى 3 جرامات قبل الطعام مباشرة فى اليوم. على فوائده العديدة فإن الحرص فى تناوله أمر واجب فقد يتسبب فى بعض المضاعفات التى يجب التنبه لها. قد يسبب الجينسينج الأرق لذا يجب تناوله مع الإفطار والغذاء. قد يتسبب أيضا فى أعراض كالصداع، القلق، ارتفاع ضغط الدم، ويجب مراعاة المرضى فى تناوله مع علاجات السكر سواء كانت فى صورة أقراص أو الانسولين فقد يتسبب فى انخفاض مستوى السكر لمستويات تنذر بالخطر. الأمر الذى يستدعى المرافق لأثره فى البداية ومراجعة الجرعة فى ضوء أثره الفعلى فى حالات كثيرة تقل جرعة الانسولين فى مواجهة أثر الجينسينج الفاعل. قد يؤثر الجينسينج أيضا على بعض الأدوية الأخرى فيقلل من آثارها المطلوبة. مثال ذلك أثره على الورفارين Warfarin الدواء الذى تزيد معه سيولة الدم. يقلل أيضا من تأثير مدرات البول وأدوية ضغط الدم المرتفع. الجينسينج يجب عدم تناوله على الإطلاق مع مضادات الاكتئاب إذ يتسبب فى آثار مزاجية خطيرة. أيضا يجب عدم تناوله أثناء فترة الحمل أو يعطى للأطفال تحت أى مسمى ويحسن ألا نستهلك المنبهات مثل الشاى والقهوة فى إسراف معه. الجينسينج رغم أنه من الأعشاب الطبيعية إلا أنه يجب الحذر فى استخدامه لمدد طويلة ويفضل أن يتناول لمدة ثلاثة أشهر متصلة يعقبها ثلاثة أشهر أخرى بدونه ليتمكن تكراره بعدها إذا ما ثبت فائدته المرجوة.