أرجو ألا يختلط عليكم الأمر بين الكروم (Trivalent chramium) المكمل الغذائى وأحد المعادن التى يتناولها الإنسان وتوجد بصورة طبيعية، فى أنسجته فى صورة ضئيلة للغاية تكاد لا تلمس وجودها Trace elements فتبقى كائنات على وجودها وبين معدن الكروم السام بالفعل الذى بنيت على آثار وجوده فى الماء أصوات الفيلم المعروف إيرين بروكوفيتش الذى حازت فيه الممثلة جوليا روبرتس الأوسكار عن جدارة. المادة السامة فى نوع الكروم Hexavalent chromiu هى التى تسببت فى إصابة أهل تلك القرية بأنواع خطيرة من السرطانات أما الكروم الذى نتناوله كمكمل غذائى فيتمتع بدرجة أمان عالية إذ مهما تجاوز الإنسان الجرعة المقررة فلا خطر عليه. ● الكروم يعد أحد المفاتيح المهمة التى يستخدمها الإنسولين للنفاذ للخلايا، المعروف أنه حينما يتناول الإنسان طعاما فإن السكر يرتفع معدله فى الدم، الأمر الذى يحفز البنكرياس على إفراز هرمون الإنسولين الذى يساعد السكر على النفاذ من تيار الدم إلى أماكن متفرقة من أنسجة الجسم. يدخل فى تركيبات العديد من التفاعلات لانتاج الطاقة التى يحتاجها الإنسان فى المعركة وغذاء الأعضاء المهمة المختلفة مثل القلب والمخ ويختزن فى الكبد ويتحرر من الجسم عن طريق الكلى، توازن السكر بين الدم والخلايا أمر مهم المسئول عنه هو الإنسولين على الأقل فى كل أربعة من البشر هناك واحد قد يختل عنده ذلك التوازن فتقل حساسية الخلايا للإنسولين أو بمعنى آخر تزداد مقاومتها لعمله (Insuline Resistonce) فيترك الدم وبه معدل أعلى من السكر ومن الإنسولين أيضا. تلك هى المقدمة التى إذا ما طال أمدها بدأ مرض السكر الذى ينجم عنه ارتفاع معدلات السكر إلى معدلات تظهر بعدها الأعراض التى تتفاقم إذا لم تنخفض معدلات السكر بالعلاج والغذاء المناسب. ● يعمل الكروم عمل أقراص الجلوكوفاج بصورة بالطبع أقل لكنها بلاشك ذات فائدة أى أن يحفز من فاعلية الإنسولين حينما يحث مستقبلات الإنسولين فى الخلايا على استقباله، الأمر الذى يشبه طرق الأبواب لتفتح لاستقبال الضيف المنتظر وراءها يسعى جاهدا للدخول. ● يعد د. ريتشارد أندرسون Richard Andreson, ph.D إحدى علامات البحث المضيئة عالميا فيما يتعلق بعلاقة معدن الكروم بنشاط الخلايا وإفراز الإنسولين من البنكرياس. وله تجارب رائدة فى علاج السكر بجرعات كبيرة من الكروم فى بدايات المرض وقبل ظهور الأعراض الأمر الذى يحقق نجاحا باهرا خاصة فى حالات السكر المصاحبة للسل. نجاح الكروم لم يقتصر على علاج النوع الثانى من السكر فقط بل ساهم فى تقليل جرعة الإنسولين التى لا غنى عنها فى النوع الأول من السكر الذى يغيب فيه تماما إفراز الإنسولين من البنكرياس لعوامل جينية وراثية تقل جرعة الإنسولين اللازمة نظرا لأن جرعة الكروم اليومية تحرص على دق أبواب الخلايا بقوة تتيح للأنسولين النفاذ إلى الخلايا فى غياب مقاومة قوية، الأمر الذى يزيد من حساسية الخلايا له ولأثره فيتحقق الهدف من وجوده ويستطيع إجلاء سكر الجلوكوز من تيار الدم إلى الخلايا والأنسجة فيقل معدله فى الدم. ● الجرعة اليومية التى يحتاجها مريض السكر تتراوح بين 800 1000 مجم من الكروم. الواقع أن قصور الكروم الطبيعى ينحصر فى الخميرة البيرة والكبدة والبيرة إذ لا يتوافر إلا فى كميات ضئيلة للغاية فى مصادر غذائية محدودة. ولأن الكبد مصدر عال الطاقة والكوليسترول والبيرة مشروب من الشعير قد يكون غير مرغوب وكلاهما يسبب زيادة الوزن فإن الكروم غالبا ما يفضل تناوله فى هيئة أقراص. قرص واحد يوميا مع الإفطار. ● من الغريب أن الأطعمة التى يدخل فى تركيبها الكثير من السكر أو المصنعة مثل الجبن المخلوط تطرد الكروم من الأنسجة والخلايا إلى خارج الجسم، الأمر الذى يزيد من الاحتياج له. فى حالات الحمل والأمراض المعدية والضغوط المختلفة ومنها النفسية تقل نسبة الكروم فى الجسم لذا يجب تعويضها من آن لآخر بتناول أقراص الكروم.