ضمن سهرات الدورة الثالثة لأيام قرطاج الموسيقية بقاعة الريو، كان الموعد ليلة أمس مع الفنانين "محمد الجبالي" و"نبيهة كراولي"، بمرافقة الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة "محمد لسود"، الذي اختار توجيه التحية للفنان "منذر الديماسي" من خلال افتتاح السهرة بمقطوعة موسيقية معروفة جدا لدى عموم التونسيين، وهي الموسيقى التي وضعت كتتر لمسلسل "الدوار" للمخرج "عبدالقادر الجربي"، كان لها وقعا كبيرا عند الحاضرين من جمهور وفنانين إضافة إلى عدد كبير من طلبة المعهد العالي للموسيقى. في النصف الأول من السهرة كان الموعد مع الفنان "محمد الجبالي" الذي وازن في عرضه بين الطربي والأغاني الإيقاعية الخفيفة وجميعها من رصيده الخاص. واختار أن يفتتح القسم الخاص به بكوكتيل من أربع أغان، حصل من خلالها على جوائز أولى في مهرجان الأغنية التونسية: "غزالة بين الأجبال" (والأغنية للفنان علي الرياحي وحصل بها محمد الجبالي على جائزة الآداء)، "خلي السحاب يعدي"، "صوريني"، و"الدنيا أمل". بعدها اقترح "محمد الجبالي" أغنية جديدة طربية بعنوان "غيروك" من كلمات الشاعر "حاتم القيزاني" وتلحين الفنان "محمد الماجري" الذي سجل حضوره في العرض، قبل أن يتغير إيقاع السهرة ويجتاح الرقص قاعة الريو بأغنية طريفة بعنوان "فن بلادي" وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وتواصل الإيقاع الراقص مع كوكتيل يتضمن عددا من أغاني "الجبالي" الخفيفة: "غزرة عينك"، "خليني بجنبك"، "انت الكل في الكل"، "آش السر اللي فيك"، "يا حنين"، "قمر"، "شوف شوف هاك الزين"، "يزيني" بعد هذا الكوكتيل اقترح "محمد الجبالي" أغنية طربية بعنوان "عامل فيها صاحبي"، ليختتم وصلته بأغنية جديدة وطريفة بعنوان "يزي من العزوبية"تعامل "محمد الجبالي" بذكاء مع الجمهور، منحهم الفرصة للإنصات والرقص في آن واحد، وكان متمكنا في آدائه، أنيقا وعفويا على المسرح. في النصف الثاني من السهرة، أطلت الفنانة "نبيهة كراولي" لتفتتح وصلتها بأغنية "متشوقة لملقاه"، وخلافا للجبالي لم تقترح "نبيهة" أغان جديدة، بل اختارت أن تغني عددا من إنتاجاتها على مدى مسيرتها مثل "ما أحلاها"، "شفتك مرة"، "كان قلبي يطاوعني"، "هز عيونك" وغيرها، ولم تنس توجيه التحية لعدد من الشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم في هذه المقترحات مثل "سليم دمق"، "الناصر صمود"، "حسن محنوش"، "منصف البلدي"، "الحبيب محنوش" وغيرهم. غنت "نبيهة كراولي" بتمكن هي الأخرى وتفاعل معها الجمهور عاشقا للهجة الموسيقية التونسية وإيقاعاتها ولم تخذل الفرقة الوطنية للموسيقى هذا الجمهور فكانت في منتهى الحرفية في تنفيذها الموسيقي للعرض.