- محكمة ب«لارنكا» تضع سيف الدين فى السجن لمدة 8 أيام على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بالخطف والسلوك المتهور - الخاطف أمام المحكمة: ماذا تنتظرون من رجل لم يرَ عائلته لمدة 24 عامًا والسلطات المصرية لا تسمح له برؤيتهم أودع القضاء القبرصى أمس، الرجل الذى خطف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران وأرغمها على الهبوط فى مطار لارنكا، قيد الحجز الاحتياطى لثمانية أيام، غداة هذه الحادثة التى استبعد فيها الدافع الإرهابى. وأثارت هذه القضية تندرا وتعليقات ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعى مع هاشتاج «الحب فى الهواء»، لا سيما بعدما طلب الخاطف رؤية زوجته السابقة وتسليمها رسالة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قررت محكمة فى لارنكا جنوبقبرص، قرب المطار الذى اضطرت الطائرة للهبوط فيه، وضع المصرى سيف الدين محمد مصطفى البالغ من العمر 58 عاما فى السجن قيد التحقيق لثمانية أيام. وهذه الأيام الثمانية، ستتيح للشرطة التحقيق فى مسألة خطف الطائرة التى انتهت بسلام بالنسبة للركاب وطاقمها، بعدما افرج عنهم. وأبلغت الشرطة القبرصية، المحكمة فى لارنكا، بأن المصرى يواجه تهم خطف أشخاص بهدف اخذهم إلى وجهة مجهولة، والسلوك المتهور الذى ينطوى على تهديد. وبعدها، استمعت المحكمة إلى أقوال سيف، الذى ذكر أن حاجته لرؤية زوجته وأولاده دفعته لاتخاذ هذا القرار، حسب صحيفة «قبرص ميل». وقال خاطف الطائرة «عندما لا يرى شخص عائلته لمدة 24 عاما، ويريد أن يرى زوجته وأولاده والحكومة المصرية لا تسمح له بذلك، ماذا يمكن أن يفعل؟». ولدى مختطف الطائرة 4 أولاد من زوجة قبرصية، توفى أحدهم قبل 10 سنوات. كما غادر سيف الجزيرة فى 1994. وذكر سيف أنه نهض من مقعده بعد 15 دقيقة من الاقلاع وذهب إلى الجزء الخلفى من الطائرة، حيث كشف لأحد أفراد طاقمها حزاما يرتديه يحوى اسطوانات واسلاكا تقود إلى زر يمسكه بيده. بعدها، حسبما نقلته «قبرص ميل»، طالب الخاطف كل الركاب بتسليم جوازات سفرهم، ومنح الطاقم ورقة لإيصالها إلى الطيار، لإخباره بأنه يختطف الطائرة، ويريد أن تهبط فى تركيا أو اليونان أو قبرص، ويفضل الأخيرة. ووفق أقوال سيف التى نقلتها الصحيفة، فإنه هدد بتفجير الطائرة إذا هبطت فى أرض مصرية. وبعد أن هبطت الطائرة فى قبرص، سلم سيف الطاقم ظرفا به اسم وتفاصيل عن سيدة قبرصية، قالت وسائل اعلام إنها تدعى مرينا، وهى زوجته السابقة. وفى داخل الظرف، كان هناك خطاب قالت الصحيفة إنه يطالب بالإفراج عن 63 سيدة «رهن الاعتقال فى السجون المصرية بسبب آرائهن السياسية»، الصحيفة نفسها قالت إن أحد أعضاء طاقم الطائرة أبلغ الشرطة القبرصية أنهم اعتقدوا أن الخاطف يحمل متفجرات، وبدا ك«شخص مستقر». وحسب المصدر ذاته، وجدت الشرطة عند فحص الخاطف بعد القبض عليه، عددا من الرموز مرسومة (وشم) على جسده، ستكون جزءا من التحقيقات. كما عثرت على حقيبة تخصه وتحوى عددا من الوثائق الصادرة باللغة العربية وزجاجة تحوى سائلا ارسل للمعامل لتحليله. وذكرت «قبرص ميل» إن الخاطف تعاون مع الشرطة والمحكمة ووافق على الإجابة على كل الأسئلة. وأثناء مغادرته فى سيارة شرطة، رفع سيف «شارة النصر» أمام الصحفيين الذين كانوا ينتظرون أمام قاعة المحكمة الواقعة على مسافة كلم من مطار لارنكا، حيث هبطت الطائرة المخطوفة أمس الأول، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ولن توجه رسميا قبل الجلسة المقبلة أى تهم إلى سيف، حسب الوكالة نفسها. وأمس الأول، وصفت السلطات القبرصية سيف بأنه «مضطرب نفسيا»، مؤكدة أن القضية «لا علاقة لها بالإرهاب». وأرغم سيف طائرة مصر للطيران عقب الإقلاع من الإسكندرية، على التوجه إلى قبرص التى تبعد 500 كلم عن السواحل المصرية، عبر التهديد بتفجير حزام ناسف تبين لاحقا أنه مزيف. وأثار الحادث توترا على مدى ست ساعات فى مطار لارنكا، وتسبب بإغلاقه مؤقتا. وقالت الراكبة نهى صالح «بعد 15 دقيقة على الإقلاع، شاهدنا على الشاشات أن الطائرة ليست متجهة إلى القاهرة وإنما كانت تحلق فوق البحر». وأضافت «أبلغنا أفراد الطاقم بأن هناك مشكلة تقنية وأنه يجب التوجه إلى قبرص أو اليونان لحلها. لقد تصرفوا بمهنية، وكان سلوكهم عاديا». وقالت راكبة أخرى تدعى فايزة بكرى إن الخاطف «لم يتحدث» إلى الركاب، لكنه كان «يتناقش مع قائد الطائرة والمضيفة». وعند الوصول إلى مطار لارنكا، افرج الرجل عن القسم الأكبر من الركاب ثم سلم نفسه بدون أية مشاكل بعد ساعات من المفاوضات مع السلطات القبرصية التى أكدت سريعا أن القضية «غير متصلة بالإرهاب» وانما هى «فردية قام بها شخص مضطرب نفسيا». وقال وزير الخارجية القبرصى يوانيس كاسوليديس إن مطالبه «لم تكن منطقية بما فيه الكفاية لأخذها على محمل الجد». وطلب الخاطف خصوصا رؤية زوجته السابقة وحضورها إلى المطار لتسليمها رسالة. وبعد تسليم الخاطف نفسه، عاد غالبية الركاب إلى القاهرة مساء أمس الأول. إلا أن الحادث اثار تعليقات ونكات على مواقع التواصل الاجتماعى. وكتب اتش.ايه هيلير المتخصص فى الشئون العربية فى معهد «رويال يونايتد سرفيسيس» فى لندن فى تغريدة على تويتر «لقد جاءت زوجتى لتقول لى: انت لا تحبنى كفاية، لم تخطف ابدا طائرة لتتحدث إلىّ». كما توالت عدة تعليقات أخرى مرحبة بفرصة أن يجد ركاب مصريون انفسهم فى قبرص المعروفة بشواطئها الجميلة.