أتمنى أن يبقى الاتحاد السكندري في الدوري الممتاز.. ولو كنت أستطيع، لوقفت وسط مدرجات مشجعي الفريق، وهتفت من أجل فوزه.. وهذا يسري على الفرق الأخرى التي تطالب بعدم تطبيق الهبوط هذا الموسم.. أما فريق وادي دجلة فإنه يرفض استئناف المسابقة أصلا قبل أن يحصل على حقوقه المادية لدى اتحاد الكرة.. خرجت صناعة كرة القدم من مأزق قرار استمرار مسابقة الدوري من عدمه، لتدخل في أزمة تطبيق الهبوط من عدمه.. وهو استمرار لعمليات الإنهاك التي تمارسها الكثير من العناصر والتيارات وقيادات الأندية للفوز بمكاسب لا تستحقها، وهذا أرفضه من منظور رياضي وأخلاقي.. فإذا كان موقف أي فريق يبدو صعبا الآن بسبب نتائجه السابقة، فإن عليه أن يتحمل مسئولية تلك النتائج، وأن يمضي في المنافسة بشرف، باحثا عن النجاة، بدلا من انتهاز ظرف طارئ يسري على الجميع دون استثناء ليفوز ناديه بما يريد دون الجميع. قال مانويل جوزيه إنه إذا قرر اتحاد الكرة عدم تطبيق الهبوط هذا الموسم، فإنه من الأفضل الاستغناء عن الحكام. وكان ساخرا ومحقا في ذلك.. فما جدوى الحكم إذا كانت كل الفرق باقية، راسية، في الممتاز؟ وإذا كان "عصر الكنافة" والتنبلة مازال قائما. فإنني أضيف: لماذا لا يقابل ذلك قرار آخر من اتحاد الكرة، بعدم تسمية بطل الدوري هذا الموسم، لأن المسابقة وقفت لفترة؟ ولماذا لا تلغي وزارة التربية والتعليم امتحانات هذا العام، وتمنح جميع التلاميذ صكوك النجاح، لأن الثورة أوقفت الدراسة لأسابيع؟ سوف يهتف الطلبة الخائبون لتأييد هذا الاقتراح بأعلى صوت، بينما سيرفضه الذين بذلوا الجهد وسهروا وذاكروا بحثا عن التفوق! أشجع الاتحاد السكندري وأهتف له وأتمنى له ولغيره من الفرق التي تخشى الهبوط البقاء، لكن بشرط أن يكون ذلك بشرف واحترام للمنافسة. أما الإخلال بهذا المبدأ فإنه لا يتوافق ولا يتفق مع مشروع مصر الجديدة، مصر التي تحكمها الكفاءات والمواهب، مصر التي تفسح الساحة لكل مجتهد للفوز بنصيبه وبحقه فيما اجتهد فيه . أعرف أن البعض قد يرى الأمر لا يستحق هذا كله.. إنه مجرد قرار، في موسم، ضمن مواسم. مجرد قرار يفرضه ظرف استثنائي.. لكنه بالنسبة لي أكبر من أن يكون هبوط فريق وفرق. إنه مؤشر لعهد جديد، ومصر الجديدة.. وهو مؤشر لأنه مشهود أمام الملايين، وسيكون له رد فعله لدى الرأي العام.. إنها قضية العدل والمساواة، ورفض انتهاز الفرص، والفوز بمكاسب خاصة على حساب القرار العام والمصلحة العامة.. الأمر أهم وأكبر ألف مرة من أن يكون قضية هبوط وبقاء في جنة الممتاز.. كيف ترسخون قيمة النجاح بقرار وباستثناء، وبدون مذاكرة..؟ لا.. تلك ليست مصر القديمة.. نحن الآن في مصر الجديدة. *