هل حلمت يوماً ما بمشاهدة مباراة نهائي دوري الأبطال من ملعب ويمبلي يوم 28 مايو القادم؟ بالنسبة للمشاهد الأوربي العادي ستبقى أيضا أحلاما وليس فقط حلماً للمشاهد المصري الذي لا يعلم حتى إمكانية مشاهدتها على التليفزيون الأرضي فربما تفرز تطورات الأمور في مصر سياسة تقشفية في نقل المباريات العالمية حتى تختفي مقولة إلهاء الشعوب بما يبعدها عن السياسة. منذ أكثر من شهر والجدل يدور حول سعر تذكرة مباراة نهائي دوري الأبطال وخاصة التذكرة العادية وليست الممتازة أو في المقصورة الرئيسية. صحيفة الإيكيب الفرنسية حاورت ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم الذي أقر بأن أسعار تذاكر المباراة النهائية لدوري الأبطال لعام 2011 مرتفعة جداً وقال: "من الجيد أننا تنبهنا لهذا وسنحاول تجنب ذلك الأمر مستقبلاً وأعتقد أنها من الممكن أن تكون بنصف قيمتها المعلنة لنهائي هذا العام فهذا السعر ليس بالسعر العبقري بالمرة". والعجيب أن جياني فيانتيني نائب بلاتيني لم يهتم بالأمر كثيرا وقال: "لن نخفض سعر تذاكر المباراة النهائية لدوري الأبطال ولبلاتيني الحرية في التعبير عن رأيه"، ليضع علامات الاستفهام حول مدى جدية الاتحاد الأوربي في دعم الجمهور وتحقيق رغبته في منحه فرصة مشاهدة مباراة تاريخية لنهائي دوري الأبطال من الملعب. لك أن تعلم عزيزي القارئ أن الهيئة المديرة لتلك البطولة والمباراة بشكل خاص تعرضتا لنقد شديد وعلى الرغم من ذلك يبقى سعر أرخص تذكرة 150 جنيها إسترلينيا بالإضافة لرسوم إدارية قدرها 26 جنيها إسترلينيا ليصبح سعرها الإجمالي 176 جنيها إسترلينيا وذلك هو سعر الفئة الثالثة من التذاكر التي سوف تطرح للجمهور. ويصل سعر تذكرة الفئة الثانية 225 جنيها إسترلينيا بينما سعر الفئة الأولى 300 جنيه إسترليني. هذا ولن يستطيع أي راغب في اقتناء تذكرة من أي فئة شراء أكثر من تذكرتين فقط لا غير . ولكن لم تنسَ الهيئة المنظمة للمباراة النهائية حضور ذوي الاحنياجات الخاصة ممن يحضرون المباراة على كراسيهم المتحركة بفرض سعر مخفض لهم يصل إلى 80 جنيها إسترلينيا في تذكرة تمثل الفئة الرابعة. كذلك الأطفال والمراهقون لهم نصيب من التخفيض في سعر موحد لتذكره ثنائية (بالغ + طفل) يصل إلى 338 جنيها إسترلينيا. بقي لك أن تعلم عزيزي القارئ أن سعة استاد ويمبلي تصل إلى 86 ألف مشاهد وسيوزع من إجمالي عدد تذاكر الاستاد 50 ألف تذكرة مناصفة بين الفريقين المتأهلين للمباراة يوم 28 مايو 2011 وكان قد تم عرض 11 ألف تذكره للبيع في الفترة ما بين 24 فبراير و18 مارس 2011 وستوزع باقي التذاكر كحصص للاتحاد الأوربي والمنظمات المديرة المحلية والاتحادات الوطنية الأوروبية والمعلنين والرعاة. الجدير بالذكر أنه يتواجد من بين الفرق الثمانية المتبقية في المسابقة حتى تلك المرحلة 3 فرق إنجليزية هي مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام، مما يعزز من حصول أحد الفرق الإنجليزية على مقعد في المباراة النهائية . أخيراً لنا أن نعي الشيء المهم وهو أن التخطيط الجيد والإمكانيات وقوة المتنافسين وقيمة البطولة وجمالية وإمكانيات مكان مباراة النهائي (استاد ويمبلي) بالإضافة إلى ارتفاع متوسط دخل الفرد الأوربي لم تمنع التساؤل حول ارتفاع سعر تذاكر تلك المبارة التاريخية والذي دافع عنه مدير بطولات الاتحاد الأوربي قائلاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية: "سعر التذكرة مواكب لسعر تذكرة المباربات ذات الأهمية المماثلة كنهائي كأس العالم وكأس بطولة الدوري الأوربي وبالمقارنة بها وبأسعار العام السابق فإننا نرى أن السعر مناسب ونحن لا نريد عصر المشاهد بأسعار مبالغ فيها ولا يجب أن ننسى أن المباراة في لندن ". عزيزي القارئ والمشاهد "لو بطلنا نحلم نموت.. ولكن مش هنموت لو استمتعنا بالمباراة في ليلة عائلية أو وسط الأصدقاء، مستمتعين بالتعليق الرتيب المعتاد أو التعليق الزاعق الشاهق الصاخب أو استديوهات التحليل ذات الترجمة الفورية مطلقين العنان للخيال أمام التلفاز العتيق أو التلفاز ذي تقنية الهاي ديفينيشن وكأننا نشاهد المباراة من الملعب. أو عزيزي قارئ المستقبل القريب إن شاء الله لا تفقد الأمل ولا تتحسر على عدم قدرتك على الذهاب لملعب المباراة فالتكنولوجيا اليابانية المتطورة لنقل المباريات ثلاثية الأبعاد ستكون قد توفرت وبكثرة، ومعها تستطيع الذهاب لأقرب استاد مجاور لمنزلك لتشاهد المباراة في الملعب وكأنك هناك في نفس ملعب المباراة وربما تمكنت التكنولوجيا اليابانية من توفيرها للأفراد ليستمتعوا بالمباراة على طاولة الطعام كوجبة كروية شهية سريعة!