دمعت عيناي مرتين.. الأولى عندما انفجر الشاب النابغة وائل غنيم في نوبة بكاء طبيعية دون تزويق أو ادعاء أو تمثيل حزناً على أرواح شهداء ثورة الشباب البيضاء عندما استضافته الإعلامية المتميزة المتكلفة أحياناً منى الشاذلي في برنامجها العاشرة مساء.. بكى وائل فأبكانا جميعا! المرة الثانية وهي الأروع والأكثر تأثيراً تلك اللفتة الرائعة من جلال معوض ثورة شباب 25 يناير 2011 اللواء طيار محسن الفنجري المتحدث الرسمي الذي وقف لأداء التحية العسكرية لشهداء الثورة العظيمة وهو يلقي البيان الثالث ويوجه إليهم تحية الشعب المصري وتحية المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وقف الفنجري معظماً لأرواح شهداء الثورة في وقار وخشوع تقديراً لأرواحهم الطاهرة. كان موقفاً مؤثراً وتصرفاً عفوياً رائعاً من محسن الفنجري لم يطلب منه أحد أن يفعله لكنه فعله بإحساس المواطن المصري والإنسان المخلص ثم أكمل قراءة البيان الثالث الذي جاءت به عبارة أكثر من رائعة وهي أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس بديلاً عن الشرعية.. ما هذه الروعة.. من هو ذلك العبقري الذي يصيغ البيانات العسكرية بمنتهى الدقة والاحترافية وكل كلمة فيه لها معنى ومغزى! المؤسسة الوحيدة التي كانت في منتهى الانضباط وأدت أداء رفيعاً وعالياً هي المؤسسة العسكرية وتفوقت على مؤسسة الشرطة المفككة المنهارة ومؤسسة الرئاسة الفاشلة التي أوقعت الرئيس السابق حسني مبارك في شر أعماله فجاءت كل قراراته وخطاباته متأخرة كثيراً عن موعدها وهذا من فضل الله ومن حظ الشعب وزاده ذلك تماسكاً وترابطاً وإصراراً وتوحداً وحباً للوطن. لن أكون من الشامتين في حسني مبارك برغم أنني واحد ممن ظلموا في عهده عندما كان يعتمد على آفاق الصحافة الأكبر الذي دمر المؤسسة العريقة التي أشرف بالانتماء إليها.. سرق أموالها وتركها مدينة بملايين الجنيهات وكان يقف تحت منزله 23 سيارة من أموال الجريدة استرد بعضاً منها رئيس مجلس الإدارة الذي جاء بعده. لن أشمت في حسني مبارك لكن لا أخفي فرحتي العارمة لرحيله وخلعه هو وحاشيته الفاسدون وعلى رأسهم زكريا عزمي "أس" الفساد في مصر وهو الذي كان يدير شئون البلاد هو والهانم والحاكم بالحكم والطفل المعجزة عازف الموسيقى أحمد عز الذي قدمه موقع اليوم السابع وهو يعزف في فرقة موسيقية مع حسين ومودي ابني المخرج حسن الإمام وصار في يوم وليلة أحد من يتحكمون في أسياده المصريين. أفخر بأنني مصري ينتمي لهذا الشعب العظيم الذي لا نظير له في الدنيا كلها الذي حقق حلماً كان أشبه بالمستحيل دون جيوش أو مساعدات خارجية.. ودون قوات خاصة ودون أسلحة.. أنظف ثورة في التاريخ جعلت العالم كله يهتف من قلبه عظيمة يا مصر.. تحيا مصر.. عاش شباب مصر العظيم الذي غير كل النظريات العالمية في الثورات!!