لا شك في أن الأيام التي مرت علينا وعلى مصر كانت صعبة، بل قاسية.. وأننا مازلنا لا نعرف إن كانت الأيام المقبلة ستكون أكثر قسوة وصعوبة أم أنها ستكون أفضل، لكنني رغم كل هذا أشعر بالفخر لأني أعيش في هذا البلد.. هذا البلد الذي خرج شبابه منادين بحريتهم وحقوقهم غير آبهين أو مهتمين بهؤلاء الطغاة الذين أطلقوا نيرانهم على صدورهم العارية.. هذا البلد الذي كنت أنام فيه أنا وأبنائي وأهلي مطمنين آمنين في ظل حراسة أهلها المخلصين.. لكنني وسط كل هذه الأحداث التي عشتها وعشناها سويا كنت أتفرس الوجوه المشاركة في هذا المحفل.. كنت أرى كل فئات هذا الوطن.. رأيت الساسة والفنانين والمثقفين والعامة.. رأيت الشباب والكبار والنساء والشيوخ والأطفال.. كنت أرى كل هؤلاء مشاركين فاعلين سواء في التظاهرات الحرة الشريفة المدافعة عن حرية هذا الوطن، أو في اللجان الشعبية التي شكلت للدفاع عنه.. وبدأت أحلل المواقف.. كنت أرى هؤلاء الساسة الذين تكشفوا بوجوههم القبيحة فبعضهم أراد أن يتسلق على أكتاف الثورة الطاهرة، والبعض الآخر أخذ يدافع عن السلطة مدافعا في حقيقة الأمر عن نفسه وكرسيه الذي جلس عليه في ظل هذا النظام والذي سيضيع منه مع ذهابه.. رأيت هؤلاء الفنانين والمثقفين الذين شاركوا في الثورة مدافعين عن الحرية، ورأيت الذين يتملقون النظام وكأنهم على ثقة في استمراره واستمرارهم معه، ورأيت الذين حاولوا أن يمسكوا العصا من المنتصف.. وبحثت عن نجوم الرياضة في كل مكان، ورأيت الصورة واضحة أمامي!! لم أرَ إلا إسلام عوض مشاركا في ثورة الغضب، واكتفى الباقي إما بالمشاركة في اللجان الشعبية -هذا إذا شارك فيها أيضا- وإما بالبكاء على هذا النظام الذي وضع الكرة قبل الخبز في كثير من الأحيان فانتفعوا به بقدر لم يكونوا يحلمون به.. أما الغالبية فاكتفوا بالفرجة في وقت لم تكن تنفع فيه!! كانت هذه هي صورة الرياضة المصرية في هذا الوقت العصيب من تاريخ وطننا، فرجاء ألا تعودوا للسخرية منا والاستخفاف بعقولنا والطنطنة بحب هذا الوطن، فحب الوطن لا يكون فقط داخل ملعب الكرة.. وأقول لكم: لقد كشفت ثورة الغضب الكثير وغدا لن يكون أبدا مثل أمس!!