هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. لو أن الزمالك فاز على المقاصة.. هل كان هدد بالانسحاب واعتبر التحكيم مسئولا مع أن حالة ومستوى التحكيم ليست جيدة طوال الموسم؟.. هل هو توقيت المباراة وشدة المنافسة.. وماذا عن النقاط التي خسرها الزمالك قبل تلك المباراة مما سمح باقتراب الأهلي الذي كان بعيدا..؟ وكنا قد أكدنا خطأ الاتحاد في عدم مساواته بين الإسماعيلي والزمالك والأهلي في الاستعانة بحكام أجانب.. وهو خطأ جسيم لاسيما في مناخ..... ولكن لماذا لم يعترض الإسماعيلي على الحكم قبل مباراته مع طلائع الجيش ثم هدد بالانسحاب بعد انتهاء المباراة.. وماذا أيضا عن المباريات التي طارت فيها نقاط سهلة من الإسماعيلي لا يمكن أن يخسرها؟ وهل الأندية التي تطالب بسحب الثقة من الاتحاد الآن كانت ستطرح الطلب نفسه لو أنها ضمنت البقاء في الدوري الممتاز؟ منذ 30 عاما (كنت أيامها صغيرا، وطموحا، ومتفائلا، وساذجا يظن أن الأذان في مالطا قد يسمع) منذ 30 عاما قلت بوضوح: "مشكلة الرياضة في مصر ليست في تقييد الأشخاص والأندية والاتحادات بلوائح وقوانين، لأن المشكلة تكمن في الأشخاص ذاتهم".. والمصيبة أن كثيرا من هؤلاء الأشخاص ذاتهم مازالوا يسيطرون على العمل الرياضي، بالآراء نفسها، والقرارات نفسها، والعقول نفسها، والأهواء نفسها، والمعلومات نفسها، والكلمات نفسها، والتصريحات نفسها.. ويكفي أن تراقبوا ما يجري في الساحة الرياضية والإعلامية.. من خصام وتطاحن وادعاء ومواقف متناقضة ظنا بأن الناس تنسى؟! الموضوع ليس ثورة يناير التي كشفت فساد الذمم وفساد العقول، والموضوع ليس كما يدعي أو يظن البعض، أن الصخب الحالي وصيحات التغيير وراء صناعة تلك الفوضى، لأن الفوضى قائمة قبل ثورة يناير بثلاثين وأربعين عاما ومازالت قائمة بعدها، فالعقول مريضة "بالأناملية" والأنانية وتغليب المصلحة الشخصية على العامة، وعدم القدرة على اتخاذ قرار، والعجز عن مواجهة الجماهير وقيادتها.. فهل يمكن أن تستقيم أمور الرياضة أو غيرها وهذا هو الحال؟! أندية كثيرة تطالب بسحب الثقة من الاتحاد، وهو قد يستحق ذلك لضعفه القديم والمستمر، وهو قديم ومستمر، لأن التهدئة واللين في هذه الأيام لا تسمى ضعفا، ولكن يطلق عليها حكمة أو سياسة.. إنها فوضى مفجعة فكل فريق محاصر بشبح الهبوط الآن يطالب بعدم تطبيق الهبوط، لأنه موسم استثنائي (أرجو مراجعة مواسم سابقة لم تكن استثنائية وطرحت فيها تلك المطالب والشكاوى من التحكيم ومن اتحاد الكرة)، وكل فريق يعاني من إفلاس مادي يتهم الغير بالتآمر، وكل فريق يلغى له هدف، أو لا تحتسب له ضربة جزاء يهدد بالانسحاب، وكل فريق يخسر مباراة، يطالب بحكم أجنبي من كوكب عطارد.. ولو جاء من عطارد وأخطأ في حق الفريق، أو ارتكب جريمة ولم يحتسب "أوفسيد" فسوف يكون السؤال: لماذا لم يكن الحكم من الزهرة أو من زحل ذي الحلقات المبهرة (الحلقات للكوكب وليست للحكم)؟! الصبر يا رب.. *