جمال هليل: خرفان التحكيم.. يجرها اللصوص الكبار!

هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها..
الجميع يشكو.. المدرب ثائر ويجدهم شماعة الفشل، اللاعب الذي يريد رفع سعره يحتج على الحكم في كل قرار والجمهور يريد الفوز حتى ولو كان على رقبة الحكم ولجنته، هذا لا يعني أن الحكام آلهة، أو أنبياء ولا يخطئون فالخطأ وارد، لكن شريطة ألا يكون مؤثرا!!
وأبشع أخطاء الحكام هي التي تمثلت في لقاء الزمالك والمقاصة، لأنها أخطاء غيرت النتيجة، وهزت القمة بشكل كبير، لاسيما أنها ظلمت فريق مدرب مثل حسام حسن وشقيقه إبراهيم وهما قمة الانفعال في الحق ومن أجل الحق، ولأن الزمالك كان صاحب القمة المنفرد والمتفرد، ثم تسببت أخطاء الحكام في لحاق الأهلي به ليزداد اشتعال الموقف بين الأكابر.
ولو حدث وتسبب -ولا قدر الله- الحكم التونسي في لقاء الشرطة في هزيمة الزمالك أو كرر الأخطاء التحكيمية السابقة في لقاء المقاصة لحدثت كارثة، لأن جمهور الزمالك لن يسكت بعد ذلك على الظلم ولأن القمة على شفا حفرة من نار الأحمر والأبيض.
ولجنة الحكام أرادت أن ترضي جميع الأطراف.. الظالم والمظلوم, المنافس على القمة والمهدد بالهبوط، فاستعانت بحكام أجانب أو عرب لإدارة المباريات، وأقولها بالفم المليان.. إن اهتزاز ثقة المصريين بالتحكيم.. نابعة أساسا من اهتزاز ثقتنا جميعا في المسئولين الكبار السابقين، بعد أن اكتشفنا أننا جميعا كنا "خرفان" يجرها اللصوص الكبار والحرامية والمرتشون،ى ففقدنا الثقة في الجميع، وهو نفس الشعور الذي يدفع الأندية للتمرد على اتحاد الكرة والإعلام على جهاز المنتخب، والجمهور على الحكام!
نحن الآن في زمن التمرد، وتكرار الأخطاء هو الذي ينمي ذلك الشعور لأن الناس لا تتحمل شيئا في زمن كله خوف ورعب حتى في الشارع, فما بالك وأنت تشاهد فريقك في الملعب.. وهم يسرقونه جهارا نهارا ويحكمون عليه بالتخلي عن القمة، أو الهبوط للدرك الأسفل؟!! وفي نفس الوقت الحكم ينزل إلى الملعب وهو لا يفكر في المباراة بقدر تفكيره فيما سيحدث له عندما يصفر على أي قرار.. والله مشكلة!! أتمنى ألا تكون أخطاء الحكام مرضا عربيا ينتشر من المحيط إلى الخليج حتى نكمل الدوري على خير!!
*