في المعرض السنوي الذي تم افتتاحه 29/6/2018 في صالة Fundación Castresana- Oña كتب لكم الفنان والباحث التشكيلي السوري عبد القادر الخليل. كل معرض هام يحمل معه رسائل تشكيلية وهي رسائل كل فنان مشارك في ذلك العرض, لكن هذا المعرض له رسالة اخرى ويجب الاشارة لها, اولا رسالة حب الثقافة والتضحية لاجل الفن ولأجل الثقافة بصورة عامة . لن اسمح لنفسي في الحديث عن هذا المعرض قبل الحديث عن هذه المؤسسة الانسانية والتي تخدم الكبار والصغار وتجمع بين الفنانين دون اي مقابل. وهي مؤسسة Castresana. . في مدينة Oña. بناء عائلي في الماضي وكان لأفخم عائلات هذه المدينة, قرر صاحب المنزل في عام 2013 ان يجعل من منزله الكبير مركز عالمي لدعم الثقافة والفن, بناية ذات ثلاثة طوابق ومساحة كبيرة ازيل منها الجدران ليكون المنزل عبارة عن مكتبة اجتماعية, صالات للعرض وصالات محاضرات ومنبر انواع الثقافة. مؤسسة خاصة في خدمة الثقافة مجانآ. ياليت من هذا في كل مكان, ونطالب اغنياء الوطن بأن يمنحوا ثقافة بلادنا من هذه البادرات . هناك كبار الاغنياء جميع بلادنا, بوسعهم ان يأخذوا درسا من السيد كاستريسانا ويخدموا ايضا فنانين الوطن ويفتحوا ابواب الثقافة الى الاجيال. اما مدينة Oña. انها مدينة صغيرة لكن عظيمة التاريخ وتمتلك ابنية هامة من المعابد والكنائس وفيها دير كبير سبق ان كان مشفى للمصابين في الامراض العقلية ومشفى عام. اما في الكنيسة فإنها تحتوي على مقبرة لبعض ملوك ولايات اسبانيا ولأفراد عائلات ملكية. ظهر اسم هذه المدينة في منتصف قرن الثامن الميلادي, مدينة جميلة ويمكن تسميتها في المدينة المعتصمة. حيث انها تقع بين جبال عالية من مختلف انحائها ولا يمكن الدخول اليها إن لم يرضى اهلها. مدينة أونيا المعتصمة لم تصل اليها الفتوحات العربية بسبب اعتصامها الفريد من نوعه بين المعاصي الجبلية, تفتح ابواها للثافة والفن العالمي, وتستقبل الثقافة والفن من اي اتجاه يصل. اما عن هذا المعرض الهام الذي تم افتتاحه منذ ايام والذي شارك به 5 فنانين من مختلف الاساليب والعمر. وهم Fernando Alea, Abdul Kader Al Khalil, Rafael villa, Jon Mao, y Sergio Llorente. لايمكن ان نشاهد هذا المعرض الفني دون ان ننتعش وتستيقظ داخلنا مشاعر مختلفة. معرضنا هذا يشمل عدد من الفنانين واساليب مختلفة , باقة من مدارس الفن التشكيلي وفي كل لوحة هناك رسالة خاصة, كل موضوع يحمل افكار مُعتًقة ومدروسة. لوحات تُعبر عن رؤية الفنان للاشياء وتُدخلنا في عمق احساس كل فنان منهم. وتسمح لنا ان نتعمق في يقظة الحواس الروحية. إن هذا المرض له رسالة عامة وهي فكرة الوصول الى الناس من قرب وفي مكان اقامتهم, لان الفن رمز الصلة ورمز التبادل الثقافي. وايضا هو رمز الجمال والرؤية. يجد المتلقي في هذا المعرض روح الانطباعيين ويجلب حوله كل عاشقين هذا الاسلوب, وسيعرف الزوار ان الفن الجميل سيبقى جميل مهما طالت القرون. ومن الواقعية امثلة هامة, واقعية اسلوب النهضة, وواقعية قرن الواحد وعشرون, بما فيها البورتريه. وتُمتعنا مسارح اللون في ساحات التعبيرية والتي نرى فيها لغة الرمز والمظاهرات الصامتة, كما فيها المعارضات عن اشياء لا ترضى عنها الانسانية. وتنقلنا لوحات المستقبلية مع الدادية الى ان نطير الى عالم الخيال والرؤيا السحرية. معرض المحترفين المتنقل بين المدن. معرض الصداقة الذي يجمع الفنان والمتلقي من ابناء المجتمع. واشرت في البداية ان هذا النوع من المعارض يحمل رسائل مختلفة, ذكرت منها مؤسسة Castresana واذكر ايضا فضل رؤساء مجلس كل مدينة وفي مقدمتهم عمدة كل مدينة , وجميعهم ساهموا بان تصل هذه المعارض الى ان يراها المجتمع بصورة عمة في كل مدينة. من مدينة Oña- Burgos في الشمال الغربي من اسبانيا. كتب لكم الفنان والباحث التشكيلي السوري.