الفنان والباحث التشكيلي السوري عبد القادر الحليل بوابة شموس نيوز – خاص ( Pasaje de San Juan ( Guipúzcoa من مواليد 1933 محافظة سان سيفاستيان . عميد كلية الفنون الجميلة في بلباو خلال سنين طويلة. فنان المناظر المجردة. فنان الرؤية المطلقة, فنان الخبرة في صنع الالوان الزيتية والمعدنية بيده . فنان االاضاءة المنعكسة. درس الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة في مدريد. ثم ذهب الى المكسيك وعاش بها 11 سنة وعاد الى Bilbao في 1970 ليكون استاذ في اكاديمية الفنون الجميلة وفي عام 1994 تم تعيينه في منصب عميد الجامعة وعميد كلية الفنون الجميلة. بعد استقالته استقر في بلدة صغيرة اسمها Valdivielso – Burgos . بلدة على اقدامها تسري مياه اكبر واغزر نهر في اسبانيا,نهر ابرو , تحف البلدة الجبال العالية والغابات الكثيفة. مناظر خلابة جذبت طموحات الفنان لتغذي خياله الواسع وليأخذ منها افكارآ لمنجزاته الفنية بصورة مباشرة، و ليعطي منها لوحات كبيرة الحجم متوالية مع اسلوبه الخاص الذي يسير به ويجري بين التجريدية في الطبيعة وبين ان تكون الطبيعة هي التي تتقارب مع افكار الفنان. زرت متحف ومرسم الفنان الخاص مع زميلي الفنان فيرناند. وسمح لنا ان نتطلع على كل ما في مرسمه من منجزات فنية , يصعب التحديد, كما يصعب الشرح عن ثروته الفنية في مقالة واحدة. واضفت الى ثقافتي الخاصة ا انني رايت مرسم ومتحف أخر لأحد كبار الفنانين المعاصرين . الاستاذ José Ignacio Sarasua يملك 84 من العمر وما زال يرسم لوحات كبيرة الحجم والتي تحتاج الى سلًم ليصل اليها. هنا عرفت ان الفن اقوى من الانسان وان الفن التشكيلي هو الذي يملك ارواح الفنانين . فضلا للفنان فيرناندو Fernando Aleaمع رئيس مجلس مدينة Medina de Pomar تم افتتاح ثلاث معارض لهذا الفنان الكبير بنفس اليوم, في متحف التاريخ في المدينة , وفي صالة مقهى الزمان العالمي وفي مركز بيت الثقافة . ثلاثة معارض مُلئت من لوحات كبيرة وأضاءت رؤية الحاضرين. لوحات هامة وجميلة. بدأ الفنان José Ignacio يشرح عنها بقوله فقال. لا ابحث في منجزاتي الفنية ان اكون كما تكون مناظر الطبيعة, بل انني اقول ان الطبيعة هي التي تتشابه مع ابداعي, وهي التي متأثرة بإنجازي. بعض الفنانين في العالم يبحثون عن تجسيد الجمال في المشهد القريب, بينما الفنان Sarasua يبحث عن ادخال المتلقي في داخل اللوحة ويغوص في اعماقها حتى تلتقي حواس المتلقي مع الفنان وهكذا يستطيع ان يسمع همسات اوراق الشجر, وان يشعر خشوع الغابة ويتعلم اسرارها، ويسمع ضجيجها وهدوئها. . الفنان ساراسوا يرسم اسرار المناظر الطبيعية وصفاة الخشوع الروحي في ساعة الانعزال والوحدة . اذا تمعنا في مختلف منجزاته الفنية في هذه المعارض لرأينا روح الفنان Sarasua تحف هذه اللوحات باحساس رقيق وبأسلوب تجريدي للمنظر, وفي محتواها نشاهد اكبر مهمات الفنان ، وهي اعطاء كامل الحرية لخياله ثم الى ريشته العرضة والسخية في اللون لتصنع مشاهد الاحساس الفردي. يُأقلم المناظر الطبيعة كي تسير خلف احساس الروح. وهكذا يجعل الزائر ان يتعمق ويغوص في اسرار العمل. في منجزاته المعروضة واخرى كثيرة في متحفه اشاهد انه فنان لم يقف عند اسلوب واحد, بل يُمتعنا بكامل اساليب المدارس, ويهتم في التعبيرية , التجريد في الطبيعة, الانطباعية والاشكال الفردية والجماعية من الانسان. كل عمل رأيته للفنان في هذه المعارض اجد اهتمامه الاول هي الحرية للخيال والحرية لكل احساس عميق ، يتظاهر مع الالوان في سطوح الاقمشة ليعطينا فكرة مفردة عن مناظر هذه المنطقة الجميلة Valdivielso. التجريد في المناظر الطبيعية رأيناها في الماضي في لوحات الفنان الانكليزي ويليام تارنير. وكان اول من جسد التجريدي في المناظر الطبيعية في لوحة القطار عام 1844, رسم التجريدية قبل ان تظهر هذه المدرسة بمئة سنة . ووصلت هذه المدرسة الى العالم في اواخر قرن التاسع عشر وكان الفنان فان جوج من طليعة هذه المسيرة. لكن الفنان José Ignacio يدرس التجريدية بعمق لم تتوصل لها احساسات اخرى فيما سبق. وبما انه لايهتم بمن كان الاول بهذا الاسلوب او بمن سياتي خلفه, بل ينجز لوحات فريدة وبعيدة عن كل تقليد وتأثير. برأيي الخاص هناك ابعاد عميقه لايتوصل اليها سوى كبار الفنانين والذين لهم الشجاعة الوافية لترك الحرية تعمل ماتشاء من خلال فكرة مدروسة. فقط يرسمون ما يليق لهم دون الخوف من احد. الطبيعة التجريدية عاشت في تصميميات بعض الانطباعيين في قرن التاسع عشر, لكن كانت تجارب عابرة في لوحات مونيه وفي بعض لوحات رينوار وايضا في لوحات فان جوج. الغابة في لوحات الفنان Sarasua لها مواضيع مختلفة، وتختلف في مظاهر الحواس الداخلية لدى الانسان. في نظرته الى الغابة يخطر لي انها نظرة الصوفية للحياة, ويجعلنا نشعر باننا نستطيع ان نرى ما خلف الغابة ، وأن نغوص في اعماق ملجأ الغابة ونرى كل اسرارها الداخلية. احيانا بألوان شبه شفافة وكانها تفقد التماسك ويبدوا انها ابعاد ضائعة. وتارة في استخدامه السكين من خلال الحكيك على الالوان الكثيفة تاركأ خلفها تظاهر الوان سُفلية تنبع من اعماق اللون السطحي. وفي اخرى يستخدم رولو من الاسفنج ليعطية زخرفات نابضة , ويحف البعض من اشكاله بغزارة اللون مستخدمأ نوع من الاسفنج. وفي الوان ثانية . جميعها الوان يصنعها الفنان بيده تفرض الوقوف والاصغاء لما يحدث خلف المناظر. يُعد الفنان سارسوا الفنان الاخير الذي يصنع الوانه الزيتية على يده الخاصة, ويستخدم ميزات العصور الوسطى والتي لم يبقى منها شيء. في مسيرة الفنان الطويلة نرى له مراحل مختلفة وفي كل مرحله ترك تجارب عديدة, في الواقعية والانطباعية والتعبيرية . لكن في مرحلة التجريد في المنظر الطبيعي ارى فيها مرحلة النضوج الفكري والعلمي والهدف الاساسي. . قليل من التأثير رايت في مسيرته وان كان التأثير شيء طبيعي. في بعض الاشكال التي يُجسدها هناك تاثير طفيف في الفنان هنري ماتيز كما رايت تقارب مع افكار بعض فنانين ولاية الباسك من امثال الفنان رامون ثوبياور والفنان فالينتين ثوبياور. . تأثير لم يتجاوز سوى رؤية عابرة عن الانطباعية .