تنسيق الشهادات الفنية 2025.. رابط التقديم لاختبارات معادلة كليات الحقوق وجدول الامتحانات    7 كليات وتخصصات جديدة.. تفاصيل المصروفات والتقديم بجامعة بورسعيد الأهلية 2025-2026    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 أمام الجنيه المصرى الآن بالبنوك المصرية    1.6 مليار دولار صادرات الملابس بالنصف الأول من 2025 بنمو 25%    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجى بحى غرب المنصورة.. ويؤكد: رضا المواطن أولويتنا    من بينها توفير الأسمدة الكيماوية.. الفشن الزراعية ببنى سويف تناقش توفير نواقص الزراعة للفلاحين    خريطة الأسعار اليوم: ارتفاع الحديد والبيض والذهب    بعد طرحها رسميًا.. دونج فينج shine تنضم إلى قائمة أرخص السيارات في مصر    رئيس هيئة الأوقاف يوجّه مديري المناطق بالحفاظ على ممتلكات الهيئة وتعظيم الاستفادة منها    الرئيس الإيرانى: لا يمكن لأى قوة أن تقف فى وجه شعبنا الموحد    الصحف العالمية.. ترامب يصعد حربه التجارية ضد كندا بسبب "الدولة الفلسطينية".. إيران تطالب الرئيس الأمريكي بتعويضات عن خسائر حرب ال12 يوم ..والرسوم الجمركية الأمريكية تهدد سلال الغذاء من القهوة إلى اللحوم    رويترز: أنباء عن اندلاع حريق كبير قرب "مستشفى القائم" فى مدينة مشهد الإيرانية    لأول مرة.. وزير خارجية ألمانيا يتحدث عن إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطين    بعد يوم واحد من زيارة الشيباني.. وزير الدفاع السوري يصل موسكو    أموريم: مستقبل هويلوند؟ لا أعلم ماذا سيحدث في نهاية سوق الانتقالات    عمرو ناصر: كنت أتمنى اللحاق بشيكابالا.. وجاهزون للدوري الأصعب    رودريجو يدخل دائرة اهتمامات مانشستر سيتي    صفقة تبادلية تلوح في الأفق بين الزمالك والمصري    مخدر اغتصاب الفتيات.. رفض استئناف البلوجر داليا فؤاد على حبسها سنة    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص على طريق "دشلوط – الفرافرة"    صور الأقمار الصناعية تشير إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق متفرقة    مصدر بالسياحة والآثار ينفى تعرض لنش سياحى للغرق بمدينة الغردقة    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    إصابة عامل بحروق خطيرة إثر انفجار أسطوانة غاز داخل مطعم بقرية في الفيوم    ننشر حركة تنقلات ضباط المباحث بمراكز مديرية أمن قنا    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يبحث الاستعدادات لانطلاق امتحانات الدور الثانى    بالصور| أسامة منير وبشرى يشاركان في تشييع جنازة لطفي لبيب    محلل فلسطينى: من يشكك فى الدور المصرى فضحته مشاهد دخول شاحنات المساعدات إلى غزة    غدا.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    ماذا يتضمن مشروع القانون في الكونجرس لتمويل تسليح أوكرانيا بأموال أوروبية؟    رد مثير من إمام عاشور بشأن أزمته مع الأهلي.. شوبير يكشف    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    فيديو.. طارق الشناوي ينعى لطفي لبيب: اقرأوا له الفاتحة وادعوا له بالجنة    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    «الطفولة والأمومة» يعقد اجتماع اللجنة التيسيرية للمبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوَي»    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    استحداث عيادات متخصصة للأمراض الجلدية والكبد بمستشفيات جامعة القاهرة    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    خلال زيارته لواشنطن.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى بمعهد "أمريكا أولًا للسياسات"    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    خالد جلال يرثي أخاه: رحل الناصح والراقي والمخلص ذو الهيبة.. والأب الذي لا يعوض    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المختار من شعراء التصوف وعيون الشعرالصوفي
نشر في شموس يوم 17 - 06 - 2018


بوابة شموس نيوز – خاص
.
كتاب جديد لي سيصدر قريبا عن دار دجلة ناشرون وموزعون في عمان- الاردن بمجلد واحد ويقع الكتاب في \ 300 صفحة وهذه السطور من (بين يدي الكتاب )ا
.
التصوف : هو تجربة روحية خالصة او هو حال يعانيها الصوفي من خلال توجهه الى خالقه تعالى لعبادته تحتمل الحقيقة والصدق وسمت مستقيم في سبيل الوصول الى الغاية المرجوة ويقصد به تزكية الارواح والنفوس وصفاء الافئدة والقلوب واصلاح الاخلاق والوصول الى مرتبة الاحسان وله من الصفات والخصائص ما يميزها عن غيرها من الانفعالات النفسية الانسانية فهو – كما اعتقد – صورة لمعراج النفس الانسانية في الارتقاء الى المستوى المرجو نحو هدفها الاسمى وهو بعد ذلك اروع صفحة – في نظري – تتجلى فيها الروحانية والنصيب ا و الاتجاه المشرق والعميق في توجيه الروحية الانسانية وخاصة في توجيه وتربية الحياة الروحية في الاسلام لاحظ هذه الابيات التي لا نعرف قائلها :
قَوْمٌ هُمومُهمُ بِاللَّهِ قَدْ عَلَقتْ
فَمَا لَهُمْ هِمَمٌ تَسْمُوا إلىَ أَحَدِ
فَمَطْلَبُ القَوْمِ مَوْلاَهُمْ وَسَيِّدَهُمْ
يَا حُسْنَ مَطْلَبِهِمْ لِلْوَاحِد الاحد
مَا إنْ تَنَازَعَهُمْ دُنْيَا وَ لاَشَرَفٌ
مِنَ الْمَطَاعِمِ وَاللَّذَّاتِ وَالْوَلَدِ
وَلاَ لِلُبْسِ ثِيَابٍ فَائِقٍ أَنِقِ
وَلاَ لِرَوْحِ سُرُورٍ حَلَّ فى بَلَدِ
إلاَّ مُسَارَعَةً فِى إثْرِ مَنْزِلَةٍ
قدْ قَارَبَ الْخَطْوَ فِيهَا بَاعِدُ الأَبَدِ
فَهُمْ رَهَائِنُ غُدْرَانٍ وَأَوْدِيَةٍ
وَفِى الشَّوَامِخِ تَلْقَاهُمْ مَعَ الْعَدَدِ
والعجيب في التصوف انه ملائم و شامل لكل المعتقدات والنزعات النفسية في طوح المرء نحو ربه او معبوده لا علاقة له بدين معين او بمذهب من المذاهب او بفرقة من الفرق فهو شامل وموجود في الجميع فهو الاحساس النفسي والشعور الذاتي المتوقد في الفكر الانساني نحو الرب او الاله الواحد الاحد ويمثله بيع النفس روحيتها الى بارئها مقابل الجزاء الاوفي في العالم الاخر.
والتصوف الاسلامي هو ذلك الاحساس الذي يرسم الصورة الحقيقية الشاملة لهذا الدين ويجمع بين هذه الحال وبين الاصول والنصوص او بين التفسيرات والتا ويلات , ويفند مزاعم ومآخذ الاخرين عليه من الذين ينكرون على المتصوفين حالاتهم ومقاماتهم وامورهم . فهو قبس من نور في هذا العالم يسري في نفوس وافئدة المتصوفين وسناء نور ينير السبيل امامهم لنيل مرادهم وما تصبوا اليه نفوسهم المتعلقة بربها والتي تطمح ان تنال رضاه واحسانه وهو الهدف الذي يهدفون ويكرسون حياتهم فيه حتى يتم الوصول من خلال طريق حالة روحية خاصة يدركونها ادراكا مباشرا ذوقيا لهم وحدهم دون غيرهم.
ومن هنا كانت كل الاساليب – رغم اختلافها- التي عبر بها طلاب الحقيقة ومهما تباينت الاسماء والمسميات التي يطلقونها عليها وبها فان الصوفيين هم وحدهم الذين يذكرون صراحة انهم شاهدوا هذه الحقيقة وجها لوجه واتصلوا بها اتصالا روحيا . لذا نرى في دعواهم نغمة من اليقين المحض وصدق الايمان الخالص فطالب الحقيقة يطلبها غنية ثرة في ذاتها وجودا غير متناهٍ خارجا عن حدود الزمان والمكان . وقد تجاوز العقل البشري في طلبه للحقيقة الالهية او الحقيقة العلوية كل مقولات العالم المحسوس واخذ نفسه بالبحث عن روحية عالم اخر متخذا لنفسه صورا شتى يفلسف الحياة من خلالها ميتافريقيا للوصول الى ما وراء ها . وقد تطورت هذه الصور بتطور الحضارة الانسانية وتعقدت معها فولدت الرجل الصوفي ذا النزعة الدينية – بعد مخاض عسير – الذي يعرف الحقيقة في ذاتها منبعثة من ذاته وصلته الفطرية بها ليبقى يحمل قبسا من نورها في قلبه ولتعشعش في فكره ليتجاوز ميدان العقل الى ميدان الوجدان والارادة والحرية المطلقة بحيث يبقى الجميع قاصرين عن فهم حقيقة الوصول الى ما وصل اليه هذا الصوفي من روحانية وحقيقة ذاتية خالصة له منه وفيه وعليه .
والشعر الصوفي يتميز برمزيته المحببة للقلوب والافئدة خصائصه وأبرزها ، هو ما يعتمده الشاعر لصوفي في سبيل الرمزية والكناية وضرب الأمثال ، بحيث يحمّل البيت الشعرى بين طياتِ تفعيلاته ، ما لاحصر له من الدلالات الصوفية الخاصة وما يصرِّح به شعراء الصوفية أنفسهم في قول الشعر الصوفى ، منها الاصطلاحاتُ التي سجلها الشعراء الصوفيون في ابياتهم وقصائدهم وتحدُّثوا بها لكشف معانيهم لأنفسهم والتى عنى بعض المشايخ بالكشف عن دلالات ما صعب فهمه للمريدين من خلال ما كتبوه والفوه من كتب ورسائل كثيرة كالرسالة القشيرية للقشيري و(اصطلاحات الصوفية) لابن عربى و واصطلاحات الصوفية ) للقاشانى .
ان أبرزُ هذه الرموز وأكثرها وروداً فى الغالب في شعر الصوفين هي تلك الاشارات للذَّات الإلهية من ذلك مثلا ما نراه عند عفيفِ الدين التلمسانى حين يعبرعن رؤيتِه لجمال الذات الإلهية فى الكون يقول :
مَنَعَتْهَا الصِّفاتُ وَالأَسْمَاءُ
أَنْ تُرَى دُونَ بُرْقُعٍ أَسْمَاءُ
قَدْ ضَلَلْنَا بِشَعْرِهَا وَهْوَ مِنْهَا
وَهَدَتْنَا بِهَا لَهَا الأَضْوَاءُ
نَحْنُ قَوْمٌ مِتْنَا وَذَلِكَ شَرْطٌ
فِى هَوَاهَا فَلْييْأَسِ الأَحْيَاءُ
فهى تجلياتٌ للجمال الإلهى الذاتى يرمز لها الشاعر بجمالية العشق الانساني بإشارات حسِّية باهتةً يشبهها بالجمال الأزلى ، هذا الجمال يتعالى بجمال الذات الالهية علوّاً كبيرا . يقول ابن الفارض :
وَتَظْهَرُ لِلْعُشَّاقِ فِى كُلِّ مَظْهَرٍ
مِنَ اللَّبْسِ فى أشْكَالِ حُسْنٍ بَدِيعَةِ
وَلَسْنَ سِوَاهَا لاَ وَلا كُنَّ غَيْرَهَا
وَمَا إنْ لَهَا فى حُسْنِها مِنْ شَرِيكَةِ
ويقول ابن عربي الشيخ الاكبر:
عِبَارَاتُنَا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ
وَكُلٌّ إلَى ذَاكَ الْجَمَالِ يُشيرُ
والحالة الاخرى التي نلاحظها فى الشعر الصوفىِّ تعبير عن الأحوال غير العادية التى يعيشها ، وتلك الأمواج العالية من الأنوار الفياضة التى تشرق فيه . وتظهر بوضوح تام حين يحكى الشاعر الصوفى عن محبته وما يلاقى فيها من وَجدٍ وشوقٍ واحتراق :
وَطُوفَانُ نُوحٍ عِنْدَ نَوْحِى كَأَدْمُعىِ
وَإيقَادُ نِيراَنِ الخلِيلِ كَلَوْعَتِى
فَلَوْلاَ زَفيرِى أَغْرَقَتْنَى أَدْمُعِى
وَلَوْلاَ دُمُوعِى أَحْرَقَتْنِى زَفْرَتِي
وَحُزْنِىَ مَا يُعْقُوبُ بَثَّ أَقَلَّهُ
وَكُلُّ بَلاَ أَيُّوبَ بَعْضُ بَلِيَّتِى
او قول احدهم :
فَلَوْ أَنَّ لِى فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةِ
ثَمَانِينَ بَحْراً مِنْ دُمُوعٍ تُدْفِقُ
لأَفْنَيْتُهَا حَتَّى ابْتَدَأْتُ بِغَيْرِهَا
وَهَذَا قَلِيلٌ لِلْفَتَى حَينَ يَعْشَقُ
أُهِيمُ بِهِ حَتَّى الْمَمَاتِ لِشَقْوَتِى
وَحَوْلِى مِنَ الْحُبِّ المبَرِّحِ خَنْدَقُ
وَفَوْقِى سَحَابٌ يُمْطِرُ الشَّوْقَ والْهَوَى
وَتَحْتِى عُيُونٌ لِلْهَوَى تَتَدفَّقُ
وعلى هذه المحبَّةِ المثيرة ربما يجعلها الشاعرالصوفي عنوانا للموتِ فيكثرون فى شعرهم من ذكر موتِ المحبِّين عشقاً ووجدا ، قاصدين الموت فى مفهومه الصوفىِّ – رمزا لتعلُّقات نفس الصوفي بمحبوبه فى مفهومه العام . يقول الشاعرالصوفي ذو النُّونِ المصرى فى مطلع إحدى قصائده :
أَمُوتُ وَمَا مَاتَتْ إلِيكَ صَبَابَتِى
وَلاَ قُضِيَتْ مِنْ صِدْقِ حُبِّكَ أَوْطَارِى
فالشعرالصوفي عامة هو امتداد لشعر الزهد فقد انحدرا في نهر واحد ثم افترقا قريبا من بعضهما ثم يلتقيان في مصب واحد فشعراء الزهد كانت قصا ئدهم واشعارهم في التقرب الى الله تعالى طمعا في الجنة والجزاء الحسن ومن هنا كان شعرا مليئا بالفاظ التوسل و الرجاء و المناجاة والتحذير من النار وملذات الحياة الدنبا وشهواتها والتذكير بالاخرة والمعاد والحساب في يوم القيامة .
اما الشعراء الصوفيون فقد نبعت اشعارهم وقصائدهم من هواجس الحب والشوق والوله والعشق لخالقهم لذا اختاروا الالفاظ الغزلية وكلمات الحب الخالص في التعبير عن مكنون انفسهم وافكارهم وما يداخلها من حب وشوق الى الله تعالى وشتان بين الخوف والرهبة وبين الحب والشوق. فالشاعر الصوفي محب عاشق واله من حيث ان الصوفية في جوهرها وذاتها ضرب من ضروب الحب والوله والفنا ء بالحبيب واليه .يقول ابن عربي :
كُلُّمَا أَذْكُرهُ مِمَّا جَرَى
ذِكْرُهُ أَوْ مِثْلُهُ أَنْ تَفْهَمَا
مِنْهُ أَسْرَارٌ وَأَنْوَارٌ جَلَتْ
أَوْ عَلَتْ جَاءَ بِهَا رَبُّ السَّمَا
فَاصْرِفِ الْخَاطِرَ عَنْ ظَاهِرِهَا
وَاْطُلبِ الْبَاطِنَ حَتَّى تَعْلَمَا
والاسلوب الشعرى هو بنا ء القصيدة من حيث الشكل والمضمون حسا ومضمونا وفنا وتخيلا وتصورا واحاسيس ووجدان وعواطف وصورا شعرية وبلاغة وموسيقى في كل ما يتطلبه البناء الشعرى للقصيدة وداخل فيها ابتداءا من مطلعها الى خاتمتها.
والتصوف مر خلال العصور والازمنة منذ ظهور الاديان وحتى عصرنا هذا بمراحل وتطورات عديدة وعرف خلالها بتعاريف تكاد تكون – رغم اختلافها وتنباينها – منبعثة من حالة واحدة ومن معين واحد وقد تجاوزت هذه التعاريف المئات . لكني ساكتفي بذكر بعضها معتمدا على التعاريف التي عرفه بها الرجال الافذاذ من علماء الدين الاسلامي الحنيف ومن خلال رجال عرفوا بالزهد والتصوف .
يقول المتصوف والزاهد الكبير الشيخ معروف الكرخي المتوفي سنة \200 هجرية:
( التصوف الاخذ بالحقائق واليأس مما في ايدي الخلائق)
الرسالة القشيرية صفحة 127
وتفسيره الزهد في الدنيا والنظر في والى حقيقة الدين وعدم الاكتفاء بظاهر التكاليف الدينية والقيام بها على اكمل وجه .
اما الشيخ ابو سليمان الداراني المتوفي سنة \ 215 هجرية فيقول:
( التصوف ان تجري على يد الصوفي اعمالا لا يعلمها ا لا الحق ويكون دائما مع الحق على حال لا يعلمها الا هو )
تذكرة الاولياء الجزء الاول صفحة 222
ويذكر الشيخ فريد الدين العطار :
( الصوفي من اذا نطق كان كلامه عين حاله فهو لا ينطق بشيء الا اذا كان هو ذلك الشيء واذا امسك عن الكلام عبرت اعماله عن حاله وكانت ناطقة بقطع علائقه الدنيوية )
تذكرة الاولياء الجزء الاول صفحة 126
ولقد عرف السري السقطي المتوفى سنة \257 هجرية التصوف بقوله :
-( التصوف اسم لثلاثة معان وهو الذي لا يطفيء نور معرفته نور ورعه ولا يتكلم بباطن في علم ينقض عليه ظاهر الكتاب والسنة ولا تحمله الكرامات على هتك استا ر محارم الله ) الرسالة القشيرية صفحة \10
-ويعرف الشيخ سهل بن عبد الله التستري الصوفي بانه :
( من صفا من الكدر واملأ من الفكر وانقطع الى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر )
تذكرة الاولياء ج1 صفحة 264
اما ابو الحسن الندوي النوري المتوفى سنة 1333 هجرية فيقول:
( ليس التصوف رسما ولا علما ولكنه خلق لانه لوكان رسما لما حصل بالمجاهدة ولوكان علما لخص بالتعليم ولكنه تخلق باخلاق الله)
التصوف الثورة الروحية في الاسلام صفحة 44
اما الشيخ الجنيد البغدادي المتوفى سنة 297 هجرية فقد عرف التصوف والمتصوفين تعاريف كثيرة منها :
(التصوف ان يختصك الله بالصفاء فمن اصطفى من كل ما سوى الله فهو الصوفي ) المصدر السابق
او قوله –
( التصوف تصوف القلوب حتى لايعاود هذا ضعفها الذاتي ومفارقة اخلاق الطبيعة واخماد صفات البشرية ومجانبة دعاوى النفسانية ومنازلة صفات الروحانية والتعقل بعلوم الحقيقة والعمل بها وهو خير والنصح لجميع الامة والاخلاص في مراعاة الحقيقة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم) تذكرة الاولياء.
اما الشيخ ابو بكر الشبلي المتوفي 334 هجرية فقد قال-
( الصوفي من لا يرى في الدارين مع الله الا الله ) – فالتصوف عنده هو لحظة الاشراق التي تكاد يصعق فيها الصوفي فعندها يتجلى لقلبه نور الحق –
(التصوف الثورة الروحية في الاسلام ) صفحة 50
ويقول الشيخ احمد رزق–:
( التصوف علم قصد به لاصلاح القلوب وافرادها لله تعالى عما سواه والفقه لاصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالاحكام والاصول علم التوحيد لتحقيق المقدمات والبراهين وتجلية الايمان بالايقان كالطب لحفظ الابدان وكالنحو لاصلاح اللسان ) – قواعد التصوف لابي العباس احمد الفاسي صفحة 6
اما الشيخ ابن عجيبة فيقول –
( التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك الى حضرة ملك الملوك وتصفية البواطن من الرذائل وتجليتها بانواع الفضائل واوله علم واوسطه عمل واخره موهبة ) –
اما العلامة الاستاذ ابو الاعلى المودودي فيقول –:
( التصوف عبارة – في حقيقة الامر عن حب الله رسوله الصادق بل الولوع بهما والتفاني في سبيلها والذي يقتضيه هذا الولوع والتفاني الا ينحرف المسلم قيد شعره عن اتباع احكام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فليس التصوف الاسلامي الخالص بشيء مستقل عن الشريعة انما هو القيام باحكامها بغاية الاخلاص وصفاء النية وطهارة القلب) – (مبادىء الاسلام )صفحة 114
اما انا فاقول ???? الله… الله… الله …عندما يمتليء القلب في حب الله ويفيض هذا الحب فيغمر القلب و الفكر وتتجه الاحاسيس نحو المحب الاعظم وتصعد اليه النفس تسبح في بحر الوجد الخالد طائرة على جناحي الايمان بعيدة عن هذا الجسد الفاني ,فيفقد القلب والفكر سيطرتهما على الحركات الالية والتفكير الدنيوي وهي تردد ربما بعفوة – لا اله الا الله – هذا الذكرالعظيم هو الولوج الى باب التصوف الحق في حب الله الى منتهاه وقد جمعت هذه الاحاسيس الشريعة والحقيقة فالصوفي عبد عابد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم باداء حقوقه ناظراليه بقلبه احرق قلبه انوار هدايته وصفاء شربه من كأس حبه ووده وقربه' فانكشف له الحق عن استار غيبه فاذا تكلم تكلم بالله وان نطق فعن الله وان تحرك فبأمرالله وان سكت فمع الله فهو بالله ولله ومع الله عندها تحن النفس لمشاهدة المحبوب وتعرج الى افضل الاماكن الانيقة في الجنان النضرة لتستريح من عذاباتها الدنيوية ) .
.
امير البيان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى – بلد روز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.