الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم
محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص
الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي
ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني
الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه
فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"
القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار
البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء
تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان
عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف
خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي
راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028
أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025
مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا
جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية
تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات
محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة
نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى
مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين
مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل
ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم
محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري
أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"
نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة
أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو
ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب
القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية
جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة
«بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز
النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)
لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين
محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي
وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)
هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية
قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله
الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)
عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»
تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان
ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان
تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»
كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام
محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا
الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا
وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة
هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية
ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية
حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً
انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح
SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات
خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية
بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل
يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية
تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان
وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية
طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو
أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ
حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025
فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الشاعرة آمال عوّاد رضوان أنموذج المثقّف الباحث عن تأصيل هُويّته!!
وجدان عبد العزيز
نشر في
شموس
يوم 09 - 06 - 2018
بوابة شموس نيوز – خاص
اليومَ نتحدّثُ عن نموذجٍ ثقافيٍّ تَمثّلَ بالشّاعرة آمال عوّاد رضوان، فهي شاعرة مُبدعةٌ احتلّت مكانةً متميّزةً ومعروفة، لكنّها حثّت الخطى في طُرق الثقافةِ الأخرى، فمثّلت المثقّف الّذي كرّسَ حالةَ المواطنةِ في نفوس شعبهِ، مِن خلالِ مُساهماتِها بتكريسِ حالةِ الانتماءِ للهُويّةِ الوطنيّةِ العربيّة، وذلكَ عن طريق بناءِ سياجٍ، أساسُهُ الوعيُ العالي والرّوحُ التوّاقةُ للسّموّ الحضاريِّ والارتقاءِ بالنّفسِ العربيّة، لكي تتعإلى على الصغائر، وتُهاجرَ كلُّ هفواتِ النّكوصِ والابتذالِ والتّبعيّةِ، وصولًا إلى المحافظةِ على الخصوصيّاتِ الحضاريّةِ المميّزةِ، واليومَ، أتحدّثُ عن واحدةٍ مِن قصائدِها الّتي تجلّتْ فيها روحُ الانتماءِ للآخرِ المُتمثّلِ في الحبيبِ هو الوطن، باعتبارِهِ هُويّة، وكانَ انتماؤُها بمثابةِ روحِ التصوُّفِ والذّوبانِ فيه برومانسيّةٍ؛ ليسَ مِن النوعِ الهاربة، إنّما الرومانسيّة الآيروسيّة الخفيفة، قد تُمارسُ جسديّةً لامرئيّةً أحيانًا، رغمَ أنّها تُحاكي طفلةً سكنتْ في داخلِها، والطفولةُ هي عالمٌ ورديٌّ مُزخرَفٌ بألوانِ قوس قزح الّتي تبعثُ البهجةَ والسّرورَ إلى القلبِ.. عالمٌ سحريٌّ خاصٌّ يتميّزُ بنقاوتِهِ وجَمالِهِ ورِقّتِهِ، عالمٌ مليءٌ بالتّشويقِ والسِّحرِ والغموضِ والعفويّةِ المُطلقةِ، عالمُ البراءةِ الجميلةِ.. عالمُ الانطلاقِ بلا قيودٍ وبلا حدودٍ، والطفولةُ هي العيشُ لحظةً بلحظةٍ، دونَ التفكيرِ بالغدِ وبعناءِ المستقبلِ، وما يُخبّئُهُ لنا مِن مفاجآتٍ، وهي أحاسيسُ صادقةٌ، وقلوبٌ بيضاءُ، وأيْدٍ تمتدُّ تعرفُ العطاءَ دونَ مقابلٍ ودونَ حسابٍ، ثمّ إنّها زهرةٌ بيضاءُ ناصعةٌ، تفوحُ منها رائحةُ البراءةِ القويّةِ، كزهرةِ الرّبيعِ تُعطي مِن كلِّ زهرةٍ لونًا ورائحةً مُنعشةً. إذن؛ عاشت الشّاعرةُ حالةَ استعادةٍ.
تقول في قصيدتها (أسْطُورَةُ الّتياعٍ؟)1 :
(طِفْلَةً
تَسَلَّلْتِ فِي بَرَارِي عَتْمَتِي
وعَقارِبُ نَزَقي.. تَنْمُو بَيْن خُطُواتِكِ
تَغْزِلُ بِرُموشِ حُرُوفِكِ حَريرَ وَجْدٍ
مِنْ خُيُوطِ مُبْتَدَاي)
في قصيدتِها أعلاه، عاشت الشاعرةُ حالةَ اختلاطِ الأصواتِ، صوتَ النُّضجِ، وصوتَ الطفولةِ، وصوتًا ثالثًا مُخاطِبًا مِن قِبلِ الشّاعرة، والأخيرَ أشارتْ لهُ بحرفِ الكاف، حتّى عاشت الشاعرةُ حالةَ التّصوُّفِ و(حريرَ وجدٍ)، فهل تكونُ تلكَ الطفلةُ هي القصيدةُ المُتمرّدةُ، الّتي تنبثقُ مِنَ الذّاتِ في لحظتِها الشعريّةِ، ثمّ تتصيّرُ إلى وعيٍ إدراكيٍّ في حفلِ التّتويجِ، لكن هذا الوعيَ يَشوبُهُ شكٌّ، فتتوالدُ الأسئلة في حينِها.
تقول الشاعرة:
(قصِيدَةً انْبَثَقْتِ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
تَجَلَّيْتِ.. بِكُوخِ أَحْلَامِي
تَوَّجْتُكِ مَلِكَةً.. عَلَى عَرْشِ جُنُونِي
وَأَنَا التَّائِهُ فِي زَحْمَةِ أَصْدَائِكِ
لَمَّا تَزَلْ تَفْجَؤُني.. ثَوْرَةُ جَمَالِكِ!
*
رَائِحَةُ فُصُولِي.. تَخَلَّدَتْ بِك
بِرَجْعِ أُغْنِيَاتٍ عِذَابٍ.. تَتَرَدَّدُ عِطْرَ عَذَابٍ
زَوْبَعَتْنِي
فِي رِيبَةِ دَمْعَةٍ .. تُوَارِبُهَا شَكْوَى!
إِلاَمَ أظَلُّ أتَهَدَّلُ مُوسِيقًا شَاحِبَةً
عَلَى
سُلَّمِ
مَائِكِ؟)
هذا القلقُ الّذي يكتنفُ الشاعرةَ هو محضُ أسئلةٍ.. إنّ السؤالَ عن الماهيّةِ- بصرفِ النظرِ عن هذهِ الأمورِ جميعًا- يُوجّهُ البَصرَ إلى أمرٍ واحدٍ، وهو ذلك الّذي يُميّزُ الحقيقةَ مِن حيث هي حقيقةٌ أم لا.
ولكن، ألا يتوجّهُ بنا السّؤالُ عن الماهيّةِ، إلى فراغِ التّعميمِ الّذي يكتمُ على أنفاسِ الفِكر؟ أليسَ مِن شأنِ المُجازفةِ بمثلِ هذا السؤال، أن تُبيّنَ أنّ الفلسفةَ كلَّها هاويةٌ لا تقومُ على أيّ أساس؟
إنّ مِن واجباتِ الفكرِ الّذي يتّجهُ إلى الواقع، أن يَصرفَ جُهدَهُ إلى إقامةِ الحقيقةِ الواقعيّةِ الّتي تُزوّدُنا اليومَ بالمعيارِ الّذي نَحتكمُ إليه، وبالسّندِ الّذي نعتمدُ عليه، ليَحمينا مِن اختلاطِ الآراءِ والظّنون.
مِن هنا قلتُ إنّ الشّاعرةَ في خضمِّ القصيدةِ تعيشُ لحظاتِ لاوعيٍ، بيْدَ أنّها تستدركُ الأمرَ لاحقًا، لتعيشَ حالاتِ الوعيِ، أي أنّها تُحلّقُ في حالاتِ تَجَلٍّ، ثمّ تَخضعُ لموجباتِ وعيٍ يُدركُ الواقعَ ولو جُزئيًّا.. وحتّى تُجْلي الأمرَ بصورةٍ أوضح، لجأتْ إلى التّناص، ومعناهُ نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصًّا : رفَعَهُ، أي أنّ الشاعرةَ حاولتِ التّوضيحَ بقوْلِها:
(هِيرَا.. أَيَا مَلْجَأَ النِّسَاءِ الْوَالِدَاتِ
لِمْ تُطَارِدِينَ نِسَاءً يَلِدْنَنِي
وَمِئَةُ عُيونِكِ.. تُلاَقِحُ عَيْنِي
وَ.. تُلَاحِقُ ظِلِّيَ الْحَافِي؟)
وهيرا زوجةُ زيوس وأختُهُ وربّةُ الزّواج، وقد امتازتْ شخصيّتُها بكوْنِها مليكة ومهيبة، وكانت في مَجمع الآلهة، وفي جبل أوليمبوس بحسب الميثولوجيا الإغريقيّة، وهنا أُسجّلُ للشّاعرةِ امتلاكَها مَلكةً ثقافيّةً ثريّة، تَحضُرُ هذهِ المَلكةُ بحضورِ الوعيِ اللّاحقِ بعدَ اكتمالِ ميلادِ القصيدة، ومِن خلالِ هذا التّجلّي يتوضّحُ لنا انتماءَها وإبرازَ هُويّتِها، مِن خلالِ الآخر الّذي تُكوّنُهُ وتُجسّمُ صورتَهُ ذهنيًا:
(بِقَيْدِيَ الذَّهَبِيِّ
بَيْنَ نَارِ الأَدِيمِ وَنُورِ السَّدِيمِ
مِنْ مِعْصَمَيْكِ
علقتك نَجْمَةً تَتَبَهْرَجُ أُسْطُورَةَ الّتياعٍ
وعَرَائِسُ الصُّدُورِ النَّاضِجَةِ
تُ ثَ رْ ثِ رُ كِ
جُمُوحَ تَحَدٍّ يُهَدِّدُنِي!)
هذهِ الانفعالاتُ والثّوراتُ أعطتْ سياقاتِ قوّةٍ لإجازةِ مشروعِ القصيدةِ، كمشروعٍ ثقافيٍّ لإثباتِ الذّاتِ أوّلًا، والاحتكاكِ بالآخرِ ثانيًا، وتَظلُّ الأصواتُ الثلاثةُ داخلَ القصيدةِ تتبادلُ الأمكنةَ والرّؤى.
تقول الشاعرة:
(ها شَهْوَةُ شَرَائِطِي الطَّاعِنَةُ بِالْعُزْلَةِ
تُزَيِّنُكِ
فَلاَ تَخْتَلُّ إِيقَاعَاتُ أَجْرَاسِكِ النَّرْجِسِيَّة!
*
هَا شَرَارَاتُ يَاسَمِينِكِ تَغْسِلُنِي
بِحَرَائِقِ غُبَارِكِ الْفُسْتُقِيِّ
أَنَا الْمُحَاصَرُ.. بِزئبقِ مَرَايَاكِ
إِلاَمَ تَبْكِينِي نَايُ زِنْزَانَتِي
وَتَظَلُّ تُلَوِّحُنِي.. مَنَادِيلُ الْوَدَاعِ!)
(اعتبرت الفيلسوفةُ والمُفكّرةُ ميليكن أنّ مبادئَ اللّغةِ شبيهةٌ بالوظائفِ الّتي تُؤدّي إلى بقاءِ الأجناسِ البيولوجيّةِ حيّةً. بكلامٍ آخر؛ مبادئُ اللغةِ مبادئُ بيولوجيّةٌ تَهدفُ إلى إبقاءِ التّخاطُبِ حيًّا، ومِن هذهِ المبادئِ مبدأُ قوْلِ الحقيقةِ في خِطابِنا الّذي يَضمنُ استمراريّةَ التّخاطُبِ معَ الآخر. على هذا الأساسِ تقولُ ميليكن، إنّ بعضَ الأنواعِ اللّغويّةِ في التّعبيرِ تستمرُّ في التّداوُلِ، لأنَّ إنتاجَها ونتائجَها تُفيدُ كُلًّا مِن المُتكلّمِ والمُتلقّي، وهذا شبيهٌ بما يَحدثُ للكائنِ البيولوجيِّ الّذي يَكتسبُ الصّفاتِ الّتي تُفيدُهُ في أنْ يبقى حيًّا.
وكما أنّ البَشرَ يُكرّرونَ التّصرُّفاتِ النّاجحةَ في تحقيقِ أهدافِهم، يَحدثُ تكرارُ صياغاتٍ لغويّةٍ مُعيّنةٍ، لأنّها مُفيدةٌ في الوصولِ إلى نجاحاتِنا كبَشر، هذه الصّياغاتُ اللغويّةُ (كعباراتِ الشّرطِ مثلًا)، تُشكّلُ الأعرافَ اللغويّةَ، فالأعرافُ اللغويّةُ تنشأُ وتنتشرُ، كوْنَها تُقدِّمُ حُلولًا لمشاكلِ المُتخاطِبين.
مِن هنا، نستمرُّ في إنتاجِ بعض الأشكالِ اللغويّة، لأنّها تُؤدّي بالمتلقي إلى أنْ يستجيبَ باستجاباتٍ مُفيدةٍ في تحقيقِ أهدافِ المُتكلّم، لكن، لا بدّ للأعرافِ اللغويّةِ أنْ تخدُمَ مَصالحَ المُتكلّمينَ والمُتلقّين معًا، لكي تستمرَّ وتبقى.)2.
هكذا يبدو لي مسارُ الشاعرة آمال عوّاد رضوان في ابتداعِ المعنى الباطن في القصيدة، كي تعطي للمتلقّي الحقَّ في التأمُّلِ في الظّواهرِ، وصولًا إلى المعنى الكامنِ بين أسطُرِ القصيدة، فالكتابةُ عندَ الشاعرة كينونةٌ، مِن خلالِها تَجعلُ مِنَ الرمزِ نموذجًا للصّراع، لأجلِ توطينِ المعنى وترسيخِهِ.
الهوامش:
1 قصيدة (أسْطُورَةُ الّتياعٍ؟) الشاعرة آمال عوّاد رضوان. تاريخ النشر: 2017-04-09
2 مقال (فلسفة المعنى والحريّة) حسن عجمي/ موقع مركز النور.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الشاعرة آمال عوّاد رضوان نموذجُ المُثقّفِ الباحثِ عن تأصيلِ هُويّتِهِ!
التشكيل الشعري في ديوان محمد حبيبي: ( مهما كان ثقب الإبرة ضيقا، يمكن تمرير خيط الشعر منه حتى في الظلام)
شعر العامية فى مصر
حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة العاشرة مع الدكتور حسين أبوسعود
دراسة نقدية : الثيمات النفسية والفلسفية في ديوان الشاعرة سميرة عبيد " أساور البنفسج "
أبلغ عن إشهار غير لائق