تواصل الموائد المستديرة ندواتها الداعمة للارتقاء بالأداء الثقافي والعلمي، فشهدت أمس لقاءً حضاريا حول "ترجمة الأدب العربي إلى اللغة اليونانية"، بحضور الكاتبة والمترجمة اليونانية "بيرسا كوميتسي" والمترجم الدكتور خالد رؤوف وأدارت اللقاء الدكتورة سهير المصادفة. وذكرت المصادفة أن الأدب اليوناني حضاري وقديم ومن لم يقرأه ليست لديه سمات الأديب، فالأدب والفلسفة من الحضارة الإغريقية القديمة كانت على صلة بشكل ما مع الحضارة الفرعونية العريقة، والفلاسفة الرومان كان لهم تأثير على الأدب العربي وكل آداب العالم. وأوضحت أن هناك جسور تواصل بين الأدب اليوناني والمصري، وأعربت عن أسفها لعدم الاهتمام بالترجمة وعدم جودة المترجمات، وطرحت أسئلة على ضيوفها، ماذا نفعل لتوطيد العلاقة ورفع مستويات الترجمة بين البلدين العريقين؟ وهل الجانب اليوناني راضٍ عن معرفته بالمشهد الإبداعي العربي؟ وهل هذا يكفيه؟ وهل هو راضٍ عما ترجم العالم العربي من المشهد اليوناني؟ وقالت بيرسا كوميتسي إن العلاقات بين الأدب العربي واليوناني القديم منذ الأندلسية، حيث كان هناك العديد من الفلاسفة، وترجم البيزنطيون الطب والعلوم العربية لليونانية، وفي العصر الحديث قام طه حسين بترجمة روائع المسرح الكلاسيكي للعربية وبعده الدكتور محمد حمدي إبراهيم والدكتور أيمن عطية الذين ترجموا الأدب اليوناني إلى العربية، وفي العصر الجديد ترجم الدكتور خالد رؤوف كتابًا لها وسيترجم كتابا آخر. وأضافت "قبل أن أكون كاتبة كنت مترجمة للأدب العربي وقمت بنفسي بترجمة ثلاثين عنوانًا لكتاب عرب ومصريين، مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، والكثير من الشباب، وقمت بترجمة الشعر العربي الحديث، وسأقوم بترجمة مقتطفات من الأدب العربي الحديث لليوناني، وأقول ككاتبة وروائية ومترجمة إنني استفدت وتعلمت الكثير من ديناميكية الأدب العربي واستخدمتها في رواياتي الخاصة، وتعلمت من نجيب محفوظ لأنني ترجمت له 16 رواية اتسعت معها آفاقي ومداركى الثقافية، وعرفت والقارئ اليوناني الواقع الشرقي ورهافته. وتابعتى أنه في الأعوام الأخيرة حدث شيء هام في اليونان، حيث انتشار اللغة العربية فبدأ الكثيرون بتعلمها، واختتمت حديثها بأن الأدب وترجمته هو خير سفير بين الشعوب، يقربها من بعضها ويصنع حالة من السلام والمحبة بينها. وقال خالد رؤوف إنه مترجم محظوظ حيث كان له دور في ذلك، مشيراً إلى أن الترجمة بين اللغة العربية إلى اليونانية لم تحدث إلا بعد أن اقتحمت بيرسا هذا المجال فكل ما ترجم عن الأدب اليوناني كان من لغات وسيطة، فلم يكن هناك استراتيجيات ثقافية للعمل على الترجمة من وإلى العربية، وأن المشاكل التي تواجه الترجمة أن المترجم يشتغل بشكل فردي، داعيا لوجوب وضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تحتويها مؤسسات تقوم بدورها في البلدين.