:إن ما يحصل في فلسطين اليوم خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها، واحتدام المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسقط شهداء وجرحى من الجانب الفلسطيني وهذا طبعا مما يُنذر بتصاعدها أكثر في الآتي من الايام، كما يعد هذا اليوم الذي إتخذ فيه الرئيس الأميريكي ترامب يوم حزين بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط ولأبنائها مسلمين ومسيحيين، لأن للقدس رمزية إنسانية ودينية وحضارية وثقافية، وقرار الرئيس الأميركي هذا طبعايشكل إساءة الى كل تلك الأبعاد0 هذا طبعا ويبقى القول بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا يفتقر إلى أي بعد قانوني، وقد جاء ليُنهي ويدفن ما إصطلح على تسميته بعملية للسلام0 هذا طبعا ويبقى القول مثل هذا التمهيد، لم يمنح دول العربية موقع الحريص على القدس ورمزيتها، لإن التوصيفات البكائية التي عادة يعتمدها القادة العرب هي في الحقيقة مجرّد فقاعات تضامنية تخفي وراءها دعوة إلى اعتماد أسلوب الاستسلام الذي يدفع باتجاه تصفية هذه القضية.وهذا الاستسلام0 وهذا الإسلام طبعا يحتاج اليوم لأكثر من إنتفاضة عربية وإنسانية، قادرة على إيقاف مفاعيل قرار الرئيس الأميركي ودون البكاء والتباكي على ما سمي بثقافة السلام، والمبادرة العربية للسلام وحلّ الدولتين لأن مثل هذه العناوين لا يمكناها المساهم في استرجاع حقوق الفلسطينيين.هذا طبعا ويبقى الابتعاد عن منطق المقاومة بحجة الحفاظ على الاستقرار، وتجنب اللجوء الى العنف الذي يشكل غطاءً لتمرير هذا القرار قد يعد في هذه المرحلة مرفوض لأن تجنب اللجوء إلى العنف يعني في الحقيقة أن الاستقرار يحقق نتائج مبهرة للقضية الفلسطينية وهذا الذي لم يحدث بل حدث العكس حيث قدخلق البيئة الآمنة التي أتاحت توسيع المستوطنات في الضفة، والسيطرة على ما بقي من أراضٍ فلسطينية لم يسيطر عليها الصهاينة من قبل لذا طبعا على القادة العرب أن يدركوا بأن القضية الفلسطينية ليست اليوم بحاجة إلى مرافعات ومطوّلات استعراضية. بل من مصلحة الدول العربية العليا هي تأكيد القادة العرب على حق الفلسطينيين بالعودة، والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل برسالة الإسلام وليس تقويض لعملية السلام0وما قام به الرئيس الأميريكي ترامب اليوم هو إهانة لمشاعر كل المسلمين والمسيحيين في العالم، لذا لابد من مواجهته لأنه يشكل خطراً على القضية الفلسطينية.0 حتى وإن كان قرار الرئيس الأميريكي هذا يقود إلى الحروب ويشكل غطاءً للعدو الإسرائيلي ويعزز التوطين وتذويب الشعب الفلسطيني0 فإنه لابد مندعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله ضد العدو الإسرائيلي مع حقه في العودة0 والتحرك العربي من أجل إطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين،هذا طبعا مع توجيه كل الجهود العربية والإقليمية في سبيل نيل الفلسطينيين كل حقوقهم0 لأن ما يسمى بناء السلام في الشرق الأوسط ينطلق من حق الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس0هذ طبعا وحتى وإن كانت الأرض الفلسطين هي اليوم تتحرك غضباً من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها، واحترام المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو يُنذر بتصاعدها أكثر في الآتي من الايام، ومع أن العالم كله لايزال تحت تأثير الصدمة التي خلّفها هذا القرار بالتزامن مع تصاعد الرفض العربي له واتّهام بعض الدول للإدارة الاميركية بتهديد عملية التسوية في الشرق الاوسط والانتقال من موقع الراعي لها الى موقع الناسِف لها، خصوصاً انّ وضع القدس يمثّل إحدى الركائز الأساسية في مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين0 هذا طبعا وإن كان العالم اليوم كله قد وقف بكل مستوياته السياسية والرسمية ضد هذا القرار، و تضامنه مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه في مقاومته ونضاله المشروع للتخلّص من الاحتلال الاسرائيلي نظرا للخطر الكامن في القرار الاميركي حول القدس، على المدينة المقدسة وهويتها العربية الاسلامية والمسيحية، 0 ويكن أن يقود الى الحروب ويهدّد السلام الاقليمي والدولي0 كما أن الخطر الاكبر الذي يمكن قراء نته في طَيّات هذا القرار قد لا يهدّد القدس فحسب، بل يتهدّد كل دول المنقة بدرجة أساسية، من ان يكون ساحة انعكاس لمفاعيله، والتي يتصدرها موضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين فيه، بما يعني ذلك من مخاطر على هذا البلد وتكوينه ووحدته والصيغة التي يقوم عليها.وهو طبعا أمر قدحذّرت منه كل مستويات الدولة، و التفقت على اعتباره خطراً مصيريّاً يُلقي على كل الدول العربية مسؤولية مواجهته بالطريقة التي تنأى بالشعب العربية عن اي محاولة لنَسفه بعبوة التوطين.نقول هذا طبعا حتى وإن كان الرئيس اللبناني ميشال قد أكد وضح قضية التوطين الفلسطينيين في لبنان، وتأكيده الدائم والحازم على إحباط اي محاولة لفَرضه على هذا البلد من اي جهة أتت،وأن قرار ترامب حول القدس محاولة تمهيدية لتثبيت التوطين، وكما قاومنا الاحتلال الاسرائيلي، سنقاوم التوطين ونمنعه بكل ما أوتينا من قوة ووسائلهذا طبعا في وقت يحاول لبنان أن يُلملم نفسه ويرفع عن واقعه ثقل الازمات المتتالية والمعقّدة، وآخرها أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري وما أحاط بها من التباسات وتوترات وما خَلّفته من ارتدادات وتداعيات في قلب المشهد الداخلي، 0 خاصة وأن لبنان هو تحت رحمة أداء حكومي محكوم بالشوائب والثغرات، وبعقلية استئثارية لا تتوخّى سوى التسويات والمحاصصة والصفقات.هذا طبعا في وقت قد جدّدت مجموعة الدعم الدولية للبنان، والتزامها باستقرار لبنان وأمنه وسيادته، ودعمها جهود السلطات اللبنانية لاستعادة الأداء الطبيعي للمؤسسات والتحضير لتنظيم الانتخابات في أيار 2018، تماشياً مع المعايير الدولية0وبضرورة حماية لبنان من الأزمات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، ودعت جميع الدول والمنظمات الإقليمية إلى العمل من أجل حفظ الاستقرار والأمن السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين والماليين في لبنان، في ظلّ مراعاة سيادة لبنان وسلامة أراضيه على نحو تام.هذا طبعا وتعتبرعودة الحريري إلى بيروت، مهمة لأنه يُمثّل شريكاً رئيساً لصَون وحدة لبنان واستقراره»0 كما أن جميع الأطراف اللبنانية تتبنى مبدأ تنفيذ سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية وعدم التدخّل فيها وكذا التشديد على ضرورة تطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 1550 و1701، وذكّرت بأنّ الجيش اللبناني هو القوة المسلّحة الشرعية الوحيدة في لبنان، وفق ما كَرّسه الدستور اللبناني واتفاق الطائف. ودعت جميع الأطراف اللبنانية إلى استئناف المناقشات بشأن خطة الدفاع الوطنية.0 هذا طبعا وتبقى المشكلة الاساسية التي قد تواجه لبنان وتحول دون حصوله على حصّة وازنة من المساعدات الاقتصادية، هي عدم تلبيته لالتزاماته السابقة التي قدّمها في مؤتمرات الدعم من باريس 1 الى باريس 3. هذا طبعا كانت فيه الدول المانحة قد ربطت بعض الهبات والقروض بالتزامات إصلاحية تَعهّدَ لبنان القيام بها، ليتبيّن اليوم أنه لم يَفِ بأيّ من هذه الالتزامات. وبالتالي، سيكون صعباً توقّع الحصول على مساعدات كافية في أي مؤتمر مُقبل للمانحين، على رغم توافر الرغبة في دعم لبنان من قبل أكثر من بلد صديق.هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن المؤتمر المخصّص لدعم لبنان في ملف النازحين، سيكون فرصة لكي يُعيد لبنان تقديم أوراقه لجهة المشاريع التي يحتاجها لتعويض الخسائر والاضرار التي لحقت به جرّاء وجود هذا العدد الهائل من النازحين. ومن المتوقع ان يكون الحصول على مساعدات في هذا الملف أسهل بالنظر الى حساسية الموضوع، وحماسة الدول لضمان عدم تسرّب النازحين الى أراضيها.0 هذا طبعا ويمكن القول بأن الأميركيون قد نجحوا في صرف الأنظار عن كلّ أمر ما عدا القدس، إنْ كان لديهم ما يستحق إشعال الفتيل الذي يصلح للإشعال مرة واحدة وتسقط محاولات إطفائه بعدها، وقد يحرق العالم قبل أن تستحق مشاريع استثماره لتغطية الخيبات الأميركية والإسرائيلية بعجرفة وهم القوة، فيضيف إليها خيبة جديدة قد تكون الخيبة الكبرى، كما أوحت الكلمات التي فنّدت القرار الأميركي من أعلى منبر دولي في الأممالمتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، كادت تتطابق فيه مضامين كلمات أصدقاء واشنطن وكلمات خصومها، في تظهير المخالفات القانونية للقرار الأميركي، وحجم الأخطار التي يبشر بها، والكلّ مجمع على أنه يفتح صندوق العجائب والأفاعي باندورا، الذي لا يستيطع أحد التكهّن بما يليه، ولا يملك أحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بعد فتحه.0 كما أنه طبعا لاحاجة لتوهّم بصدور قرار يدين واشنطن وينصر فلسطين كي تكون جلسة مجلس الأمن قد حققت المُراد، فيكفي أنّ أميركا وقفت بجبروتها كله، وهي تملك كلّ القوة أمام القدس التي لا تملك شيئاً إلا الحق، فظهرت أميركا منعزلة عاجزة مرتبكة متلعثمة، وظهرت القدس عروس المؤتمرات وليست عروس المدائن فقط، وبيدها وحدها مفاتيح السلام، تثبت أنّ الحقّ لا تقتله القوة ولا يطويه الزمن ولا يغطيه غبار التصنعات الكلامية. كما أنه بلسان هذا الحقّ خرج الفلسطينيون بحجارتهم وقبضاتهم وحناجرهم يواجهون القوة الإسرائيلية كلها ويسقطون شهداء وجرحى، ليكتبوا عبارة واحدة، لن تمرّوا ولن تمرّ قراراتكم ودمنا مقابل حبركم، وستكتب الأيام لمن الغلبة للدم القاني أم للحبر الزائل. هذا طبعا وبلسان الحق ذاته لبّت عواصم عربية وإسلامية وعالمية نداء القدس من بغداد إلى دمشقوالجزائر وتونس والبحرين. وفاجأ اليمن الجميع بتظاهرة حاشدة تعجّ بها شوارع صنعاء الجريحة التي لم تتأخّر عن القدس يوماً، ووصل صدى النداء إلى لندن ونيويورك مروراً بباكستان وأندونيسيا والهند، وصولاً إلى واشنطن نفسها التي شهدت تجمّعاً احتجاجياً أمام البيت الأبيض. كما أنه بلسان الحبر المزيِّف للحق سيصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى المنطقة، سعياً للقاء الحلفاء الذين شاركوا حكومة بلاده حروبها وشاركوا رئيسه صفقات العمر الفاشلة، وبعيون المنتفضين في فلسطين ستراقب الشعوب مَن سيعلن انضمامه للغاضبين في القدس، وأوّل الغيث موقف شيخ الأزهر الذي أعلن رفض استقبال بنس، بينما النقاش الفلسطيني يضع الرئيس محمود عباس على لائحة الانتظار بين تأكيدات قيادة حركة فتح قرار مقاطعة زيارة بنس وتريّث في دوائر السلطة بإصدار موقف نهائي.هذا طبعا وقد كانت المواجهة البرلمانية مع القرار الأميركي التي افتتحها المجلس النيابي اللبناني بدعوة الرئيس نبيه بري، قدحجبت الأضواء عن مؤتمر باريس المنعقد تحت عنوان أصدقاء لبنان بمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، والذي كشف حجم حضور قضية النازحين السوريين الذين يستضيفهم لبنان في حسابات السياسة الأوروبية المهتمّة بحفظ استقرار لبنان، وكشف كلاماً أميركياً عن حجم التهميش الذي يلحق بالقيادة السعودية، مع إشارات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لحاجة السياسة السعودية لضبط أدائها بعقلانية نحو قطر واليمن ولبنان، ليقول إنّ ما ورد في بيان المؤتمر عن الترحيب بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان يُقصد به، عودة الحريري إلى حريته بعد احتجازه في السعودية، بينما بدت السعودية هامشية لمرة أولى في مؤتمر دولي موضوعه لبنان، والاقتصاد فيه أساساً.0 هذا طبعا ويبقى القول بأنه كل مَن يتجرأ على القدس اليوم لا محرّمات ستمنعه من التجرّؤ لفرض التوطين غداً في كل البلدان المجاورة لإسرائيل0 حتى وإن كانت هناك إدانة للقرار الأميركي من الكتل التي كانت دائماً تجاهر بالدفاع عن السياسات الأميركية وتحرص على عدم إغضاب واشنطن، وتسعى لخطب ودّها وتقديم أوراق الاعتماد لها بالتهجّم على المقاومةوالتمسك بالقدس عاصمة لفلسطين،وأنه لا خيار إلا المقاومة، وأنه لامكان للنأي بالنفس هنا، لا عن القدس ولا عن فلسطين0كما أنه لليوم الثاني على التوالي احتلّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس الاهتمام المحلي، بعد أن تحولت القدس قضية عالمية، استدعت تحركاً عربياً ودولياً وإسلامياً لمواجهة الخطوات التصعيدية الأميركية. ودعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإ نعقاد قمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول التي ستعقد الأسبوع المقبل للبحث في قضية القدس.ومناقشة القرارالأميريكي لذي يمكن إعتباره التمهيد اللازم لقضية العصر لتهويد كل فلسطين وتثبيت التوطين بعد الاستيطان وأن مَن يتجرّأ على القدس يتجرّأ كذلك علىى كنيسة القيامة وعلى كل فلسطين، مسيحي العالم يرفضون الخطوات الأميركية والتأكيد على أن القدس عاصمة لفلسطين.هذا طبعا ويبقى دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلّص من الاحتلال الإسرائيلي لنيل كل حقوقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ورفض موقف الإدارة الأميركية بشأن إقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإدانة قرار الاحتلال الاسرائيلي الاستمرار في مشاريعه الاستيطانية الاستعمارية في أراضي دولة فلسطينالمحتلة، وإخلاء سبيل البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال إضافة إلى اعتراف رئيس الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لكيان الاحتلال دون مبررات قانونيّة، يعتبر طبعا ضرب عُرض الحائط بالقانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية، هذا في وقت يؤكد فيه العالم أجمع أن دولة أميركا العظمى، دولة ترعى الاحتلال وتدعم الإرهاب، وتقف ضد القضايا العادلة والمحقة وضد الشعوب المحتلة أراضيها0 لذا لا يجب أن تنأ الدول العربية بنفسها، عن قضية فلسطين العادلة، وأن تكون في طليعة الدول التي تُعيد توجيه البوصلة باتجاه فلسطين، وتعزيز فكرة المقاومة والحضّ عليها من أجل حق التحرير والعودة0 كما يعتبر هذا الإعلان الأميركي قرصنة ماكرة تهدف الى شرعنة احتلال القدس والاعتداء على هويتها0 هذا طبعا ويبقى على إتحادالبرلمانات العربية أن ضغط على حكومتها العربية لرفض القرارات الأميركية وتحريك الشعوب العربية للتظاهرلأن قرار ترامب قد أسقط الآمال الأخيرة التي تمسك بها البعض لاستعادة الحقوق من خلال التفاوض وأن هذا الخيار لم يؤد إلا الى مزيدٍ من الوهن والاستسلام وهضم وقضم الأرض الفلسطينية والمقدسات والتمادي الأميركي والإسرائيلي في تصفية القضية0