الدكتور أولومويا بينارد آليو أمام المؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الطيران في أفريقيا والشرق الأوسط (شرم الشيخ، مصر، 24/8/2017) معالي السيد شريف فتحي، وزير الطيران المدني لمصر، معالي الوزراء وكبار ممثلي الحكومات الموقرين، حضرات الأصدقاء والزملاء، السيدات والسادة، يسعدنى أن أعلن أن هذا المؤتمر الهام يقام تحت رعايه كريمه من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية وأستهل كلمتي اليوم بالثناء على حكومة جمهورية مصر العربية ومعالي رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ومعالي الوزير شريف فتحي وهيئة الطيران المدني المصرية على حسن الضيافة والتجهيزات المميزة والدعم السخي الذي أتاح لنا عقد هذا المؤتمر الوزاري لأمن الطيران في منطقتي أفريقيا والشرق والأوسط، هنا في شرم الشيخ. إن التزام دولتكم بالعمل المستمر على النهوض بأمن الطيران هو أمر جدير بالتقدير والثناء. في سبتمبر الماضي، خلال الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العمومية للإيكاو، أوصى المندوبون بأن تعتمد الإيكاو على وجه السرعة عدداً من الأولويات المرتبطة بأمن الطيران، من بينها الخطة العالمية لأمن الطيران. وقد شُكّلت لهذا الغرض فرقة عمل خاصة وعُرضت المسودة الأولى للخطة الجديدة على فريق خبراء أمن الطيران في الربيع الماضي قبل عرضها على مجلس الإيكاو. ووافق المجلس على تعميم مشروع الخطة على الدول الأعضاء لالتماس آرائها وتعليقاتها بعد أن لاقت قبوله نتائج العمل الذي أجري في هذا الصدد حتى الآن. ومن الجدير بالاهتمام في سياق أهدافنا المستقبلية للأمن والتسهيلات أن هذه الخطة العالمية لأمن الطيران تتيح إطاراً طموحاً لتعزيز أمن الطيران على مدى السنوات القادمة. وهي تشمل أيضا المحاور الرئيسية للقرار 2309 الصادر عن مجلس أمن الأممالمتحدة بشأن " الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية: أمن الطيران"، الذي اعتُمد في سبتمبر 2016. إن الهدف الرئيسي للخطة هو تعزيز فعالية أمن الطيران العالمي عموماً وتحسين التنفيذ العملي والمستدام لتدابير أمن الطيران الوقائية. وللمساعدة على بلوغ هذا الهدف، تحدد الخطة خمس أولويات رئيسية ينبغي أن تتعاون الإيكاو والدول والجهات المعنية الأخرى على تركيز اهتمامها العاجل ومواردها وجهودها عليها، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات الموازية اللازمة على الصعيد العالمي والوطني والمحلي. وتتمثل هذه الأولويات الخمس فيما يلي: 1- تعزيز الوعي بالمخاطر والتصدي لها. 2- إرساء ثقافة أمنية واضحة المعالم. 3- تحسين الموارد التكنولوجية وتعزيز الابتكار. 4- تحسين إجراءات الرقابة وضمان الجودة. 5- وأخيرا، تعزيز أواصر التعاون والدعم. وتحدد خريطة طريق التنفيذ الملحقة بالخطة العالمية لأمن الطيران أهدافاً دقيقة مشفوعة بمؤشرات ومهل زمنية لإنجازها. وسيجرى هذا العمل على مدى السنوات الثلاث القادمة وستُستعرض الخطة كذلك بشكل دوري لتعديلها حسب الحاجة لمواكبة أي تهديدات جديدة أو ناشئة يتعرض لها أمن الطيران. وكما جرت العادة في أغلب المشاريع التي نضطلع بها معاً لصالح شبكة الطيران العالمية، فإن المشاركة والتعاون الإقليميين ضروريان لنجاح هذه العملية. وبما أن مشروع الخطة العالمية لأمن الطيران لا يزال معروضاً على الدول لاستعراضه، فلا يوجد توقيت أفضل من توقيت هذا المؤتمر الوزاري الهام لإضفاء اللمسات الأخيرة على هذه الخطة ولتعزيز قيمتها إجمالا. وبالنسبة لإقليم أفريقيا والمحيط الهندي، فقد صادق مجلس الإيكاو من قبل على خطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا (AFI SECFAL Plan) التي طُرحت في أبريل 2015. وتشرف على الخطة نفسها وبرنامج عمل تنفيذها لجنةٌ توجيهية تتألف من ممثلين عن الدول والقطاع وشركاء التنمية والمانحين والجهات المعنية الأخرى. ويتوقف تنفيذ هذه الخطة الشاملة على التعاون الوطيد بين الدول ومفوضية الاتحاد الأفريقي واللجنة الأفريقية للطيران المدني والإيكاو. ويكمن أحد الأهداف الرئيسية للخطة في تفعيل إعلان ويندهوك وأهدافه التي اعتمدها الوزراء الأفارقة في أبريل 2016، ثم صادق عليها مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي في يوليو 2017. ويحظى تنفيذ الخطة بدعم إضافي من الفريق الإقليمي المعني بأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا (RASFALG-AFI)، الذي يقدم المساعدة الفنية أيضاً إلى اللجنة التوجيهية. وقد ساعدت خطة التنفيذ الشاملة منذ وضعها الدول الأفريقية على إحراز التقدم في عملها الرامي إلى تعزيز الأجهزة الحكومية للمراقبة الأمنية، فضلاً عن مساعدتها على سد ثغرات الأمن والتسهيلات المحددة لديها بشكل متسق. أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد اعتُمد "إعلان الرياض لأمن الطيران والتسهيلات في دول الهيئة العربية للطيران المدني ومنطقة الشرق الأوسط الخاصة بالإيكاو" في أغسطس العام الماضي. وقد نوّه مجلس الإيكاو بالمزايا التي ينطوي عليها هذا الإعلان من حيث تحديد إطار عام إقليمي جديد للتعاون المستمر وتعبئة الموارد اللازمة وتوفير نظم إدارة فعالة وطويلة الأمد. ويتطلع مجلس الإيكاو إلى إحراز تقدم كبير في تنفيذ هذا الإعلان، حيث طلب إعداد تقرير عن النتائج المحققة بالتنسيق مع الهيئة العربية للطيران المدني، لعرضه على الدورة الأربعين للجمعية العمومية للمنظمة المقرر عقده في عام 2019. وقد بادر مكتبنا في القاهرة بعقد أول اجتماع للمجموعة المسؤولة عن "خطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في الشرق الأوسط" (MID SECFAL) في يناير من العام الجاري، وأعقبه اجتماع ثانٍ في أبوظبي في مطلع مايو الماضي. وتم التوصل لاحقاً إلى اتفاق حول أربع أولويات رئيسية لخطة التنفيذ الشاملة لهذا الإقليم، في حين يجري العمل على وضع دليل الإجراءات للمجموعة الإقليمية لأمن الطيران والتسهيلات في الشرق الأوسط (RASFALG-AFI) الذي يُتوقع أن يعقد اجتماعه الأول في عام 2018. وفي ضوء كل ما تقدم، نتطلع إلى تلقي تقرير اجتماع كبار المسؤولين الذي اختُتم هنا بالأمس، فضلاً عن العروض التي ستقدمها كبار الشخصيات في هذا المؤتمر الوزاري، بما في ذلك آرائهم بشأن أحدث الدروس المستفادة من تنفيذ خطتي الإيكاو للأمن والتسهيلات في منطقتي أفريقيا والشرق الأوسط. وينبغي أن تؤخذ في الاعتبار الاتفاقات التي أُبرمت والإعلانان الصادران في ويندهوك والرياض في عام 2016، وأضيف إليها أيضا إعلان دبي بشأن الأمن الإلكتروني في مجال الطيران المدني، الذي اعتُمد في أبريل من العام الجاري. وستكون لمساهمات الدول الأعضاء في الإيكاو وأقاليمها أهمية فائقة في تنفيذ الخطة العالمية لأمن الطيران، مثلما كانت لها الأهمية ذاتها في إعداد هذه الخطة. أما مبادرتنا الرامية إلى "عدم ترك أي بلد وراء الركب"، والتي تشدد على أهمية بذل الجهود لضمان التنفيذ الفعال لأحكام الإيكاو على الصعيد العالمي، فقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من معظم الجوانب الأساسية للخطة العالمية. وقد أقرّت الإيكاو منذ أمد بضرورة أن يكون بوسع جميع الدول أن تحقق أقصى استفادة ممكنة من المنافع الاجتماعية الاقتصادية الهائلة التي يتيحها الربط العالمي المتسم بالسلامة والأمن والموثوقية. ولا شك أن الخطوة الأولى والجوهرية على هذا المسار هي التقيد بمعاييرنا وسياساتنا وخططنا العالمية. وفي هذا السياق تحديداً، أودّ أن أسلط الضوء على الحاجة إلى وضع المزيد من الأهداف الرفيعة المستوى في الصيغة النهائية للخطة العالمية لأمن الطيران. ومع أننا لم نتناول هذه المسألة بعد في النسخة الحالية من الخطة، فقد اتُفق خلال استعراض المجلس للخطة في يونيو الماضي على أن تحديد أهداف دقيقة في الخطة سيشجع جميع الدول بشكل أكبر على تعزيز خططها المحلية وتحسينها بما يتوافق مع الأهداف العامة للخطة. وأرحب بأي آراء لديكم حول هذه النقطة. أما على الصعيد التنظيمي، فقد تمّ تعزيز أحكام الملحق السابع عشر باتفاقية شيكاغو، الذي يتناول أمن الطيران. وقد أصبح التعديل (15) على الملحق السابع عشر واجب التطبيق في مطلع هذا الشهر، أي 3 أغسطس تحديدا، وهو يتضمن أحكاماً مفصلة عن تقييم المخاطر والأمن الإلكتروني وأمن المنطقة المفتوحة للجمهور وكشف الأنماط السلوكية والابتكار في مجال أمن الطيران وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة (المانبادز). كما بدأت الإيكاو بالعمل على التعديل رقم (16) للملحق السابع عشر، الذي بلغ مرحلة التشاور مع الدول حالياً، ونترقب تعليقاتكم على هذا التعديل المقترح بحلول شهر أكتوبر من العام الجاري. ويتناول هذا التعديل أحكاماً معينة تتعلق بعمليات تقييم المخاطر والتبادل المسبق للبيانات الهامة والإبلاغ عن الحوادث وأساليب التفتيش الأمني وسلسلة الإمدادات في الشحن الجوي ومستوى التأهب في مجال الأمن الإلكتروني. ومن المسائل الأخرى التي تستدعي عناية الإيكاو اليوم مسألة الأجهزة الإلكترونية المحمولة، وقد طُرحت للنظر مؤخراً في الاجتماع الأول لفرقة عملنا المعنية بالأجهزة المتفجرة الارتجالية. وقد انبثق عن هذا الاجتماع عدد من التوصيات التي سينظر فيها مجلس الإيكاو في دورته ال212 في أكتوبر المقبل. ولكن يجب ألا يغيب عن وعينا أنه ما من حل واحد يناسب الجميع للحد من التهديدات الناجمة عن إخفاء الأجهزة المتفجرة الارتجالية في الأمتعة الشخصية. وأخيراً، أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لتشجيعكم جميعاً على المشاركة في الندوة الافتتاحية لأمن الطيران العالمي لعام 2017 (AVSEC2017) التي ستُعقد في مونتريال في الفترة من 12 إلى 14/9/2017، حيث سنواصل مناقشة طائفة واسعة من مسائل الأمن والتسهيلات القائمة والمستجدة، وسننظر في السبل الكفيلة بالتصدي لها في قطاع الطيران صوناً لمناعته وكفاءته في خدمة مجتمعاتكم واقتصاداتكم. سيداتي سادتي، لقد عرضت عليكم اليوم مجموعة من الأهداف والأولويات التي تعمل عليها الإيكاو حالياً في مجال الأمن. غير أنه لا يسعني التأكيد بما فيه الكفاية على مدى أهمية التزاماتكم ودعمكم المستمر لبلوغ جميع الأهداف المتصلة بها. وأمامنا كخطوة أولى مهمةً فائقة الأهمية هنا تتمثل في اعتماد خريطة الطريق الإقليمية التي ستسهل تنفيذ الخطة العالمية لأمن الطيران في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهندي، وفي إعادة تأكيد التزامنا المشترك بتعزيز أمن الطيران عالمياً. وأؤكد في هذا الصدد أنها ستكون خريطة الطريق الأولى من نوعها في أي إقليم، وأن نجاح هذا الاجتماع سيكون مصدر إلهام لمناطق الإيكاو الأخرى وسيساعدنا بشكل كبير على الإرتقاء بمستوى التنفيذ الفعال للخطة العالمية لأمن الطيران على نحو متناسق عالمياً. وأودّ ختاماً أن أعرب لكم عن امتنان الإيكاو لكم جميعاً على حضوركم الكريم ومشاركتكم الثمينة في هذا المؤتمر، متمنياً لكم مناقشات مثمرة وممتعة. شكراً لكم.
