مع تسارع وسائل الاتصال الحديث وتقدمها أصبح لدينا عشرات الالاف من القنوات التلفزيونيه وحتي قنوات التواصل الاجتماعي (اليوتيوب وغيرها ) لكل منها هدف تريد تحقيقه أو وجهة تتحدث عنها وتكون لسان حال لها تتعدد القنوات التلفزيونية حتى انه يمكنك عند الامساك بريموت التلفزيون ان تتعرض لقنوات كل ثانيه والقليل القليل منها من يعير انتباهك وتقف امامه حتى لبضع ثوان او دقائق معدوده وهنا يقاس نجاح هذه القناة و القائمين عليها في جذب نظر المشاهد واجباره على المكوث أمامها لدقائق وربما لساعات وربما يجعل لها مكانا في جدول القنوات المفضلة على جهازه ولكي يحدث هذا الجذب وتلك المشاهدة لابد ان تتوافر عوامل عده أولها تحديد الهدف من إطلاق القناة ويدخل هذا البند ضمن مايسمى في علم الاعلام بالتخطيط البرامجي أو تخطيط البرامج تحديد الهدف وماذا تريد ان تقول ماهي الرسائل التي تريد ايصالها للمتلقي باعتبارك قائما بالاتصال وفيما بعد قائدا ودالا للرأي وموجها لسلوكيات واداب عامة وطريقة واسلوب حياة كذلك يدخل عنصر اختيار اسم جذاب للقناة يلفت الانتباه ويحفز على المشاهدة والأهم من ذلك أن يكون له صلة بما تقدم أو بما تريد ايصاله لعامة المشاهدين أو ان كانت قناة متخصصه تعنى بفئة معينه شعبية او ثقافية رياضية كانت او فنيه فلا يمكن اختيار اسم للقناة يكون معاكسا لما تريد تقديمه أو لاعلاقة له بمضمون ومحتوى المادة الاعلاميه المقدمه كذلك حسن اختيار من سيقومون بالاتصال بدءا من فني التشغيل واعمال الديكور وصولا الى الوجوه التي تظهر واختيارها حسنة المظهر وعلى دراية عالية بالثقافة العامة وسياسة الدولة وحسن ادارة الأحاديث واللباقة في اصعب المواقف وما الي ذلك ثم تحديد الاوقات المناسبة للبث البرامجي واختيار اوقات المشاهدة العالية عبر التعرض للكثير من الابحاث والقياسات الجماهيرية فمن غير المعقول ان تعرض برنامجا يتحدث عن حفلات في الأوبرا وتختار عرضه كما في القناة الاولي المصرية الساعة الخامسة او السادسة صباحا فلا يراه المهتمون ولا متذوقي الفن أو المهتمين بهذا المجال أو برامج الاطفال التي تذاع في الحادية عشر ظهر ا ويكون اغلب الاطفال في مدارسهم والباقون في البيت لايدركون مايقدم لانهم تحت سن تقديم تلك البرامج الدراسة الواعية والمتأنية لاوقات التعرض والمشاهده كفيلة بأن تكون احد الركائز الهامة في نجاح اي قناة تريد البقاء وجذب الانتباه هذا الى جانب الاختيار الدقيق لموسيقى التترات والمقدمات والفواصل بين الفقرات والاهتمام بتنوع الالوان التي تجذب المشاهد العادي والمثقف في آن واحد والالتزام بمواعيد البرامج الثابتة والتنويه عنها باسلوب شيق من أهم عوامل انتظار المشاهد لها وحرصه على متابعتها الاهتمامً كذلك بمن سيضيف للقناة من مقدمي البرامج وليس فقط لانهم أصدقاء مقربين لاصحابها فتدخل المحاباة سببا رئيسيا ل انهيارالبرامج وعدم اقبال المشاهدين عليها فالمشاهد العادي وخصوصا العربي هو من أعلى متلقي الاتصال في العالم حنكة وذكاء ويستطيع التفريق الجيد بين ماهو حقيقي وممتاز وبين ماهو ردئ ومفروض عليه فيبدأ بالعزوف عنه واهماله والبحث عن ماهو طبيعي واو ينقل الواقع ويبحث كذلك عن من يمثله وليس من يمثل فئة معينة أو طبقة ليس لها دخل بحياته العاديه التخطيط البرامجي ربما ياخذ ساعات أو أياما أو شهور وربما سنوات حسب قدرات القائمين على القنوات ومن يستعينون بهم وكلما كان التخطيط بسيطا مراعيا لاهتمامت المشاهد ومعرفة كيفية ابهاره كان الاهتمام أكبر ونسب المشاهدة أعلى واكثر عملية الإتصال الجماهيري كما يقال عنها في علم الاعلام عملية معقدة وليست بالسهولة التي يتخيلها من يخطر بباله إنشاء قناة لأي سبب من الأسباب فهناك قائم بالإتصال لديه رسالة تقدم عبر وسيلة للمتلقي الذي هو هدف تلك العملية وان لم نحسن إختيار العناصر السابقة لا يمكن ان نصل باي طريقة أخرى ونحوزعلى اهتمامه وبالتالي نوصل له رسالتنا التي نريد وننجح في ان يتلقاها ثم يأتي لنا أثر هذا التلقي في صوركافة مادية ومعنوية نحقق من خلالها الهدف الذي قمنا بانشاء هذه القناة أو القنوات من أجله.