ان اصعب ما تواجهه مصر الآن ليس إرهابا نواجهه او مواقف معادية من بعض الدول ولا حتى مشاكل اقتصادية نسعى للتغلب عليها… ان الذى تعانى منه مصر سلوك وفكر ومواقف … جزءا ليس بالقليل من أبناء هذا الشعب وخاصة ان الغالبية العظمى من هؤلاء هم القادرون على العمل والانتاج إلا ان مثل هؤلاء للأسف فقدوا حبهم وانتمائهم لبلدهم.. وحقيقة الأمر ان الذى يبلغ الآن من العمر اربعون عاما تقريبا أو ما دون ذلك ولدوا ووعوا للحياة فى أواخر عهد السادات وكل عهد مبارك… والسؤال هو كيف عاش هؤلاء وماذا رؤا حولهم منذ كانوا اطفالا وفى مراحل شبابهم ورجولتهم..ماذا تعلموا؟ من قضوتهم؟ ماقيمتهم؟ إنهم لم يروا غير فسادا.. ولم يعيشوا فى رعاية حكم يوفر لهم حياة كريمة.. انحدرت الاخلاق.. وغابت العدالة.. وتقدم اللصوص الصفوف.. وسمعوا شعارات عظيمة من تشدقوا بها هم من لم يفعلوا بها.. و مقدراتهم تنهب وأدوات انتاجهم من مصانع وأرض تباع فى سوق اتفق فيه أصحاب السلطة مع أصحاب المال الحرام…. وكان لابد ان نرى من هم خارج القانون يمارسون الاجرام والبلطجة وهؤلاء من تربوا وعاشوا فى المقابر والعشوائيات وعلى الارصفة وتحت الكبارى… ورأينا من عانوا الفقر والحاجة وسوء التعليم وقد ارتموا فى أحضان من قدموا لهم العون ومعه فكرا متطرفا.. ورأينا من تشوق للحرية والعدالة والكرامة المفقودة وقد ارتمى فى أحضان دول خارجية عن طريق مؤسسات وجمعيات ولقاءات وافكار ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. وعاشوا وهماً بعد ان تم السيطرة عليهم بالمال والوعود انهم من سيحررون اوطانهم واصبح انتماؤهم لأجندات ومخططات اجنبية تهدف فى نهاية الامر لاسقاط وهدم البلاد.. إن اصعب ما يواجههنا الآن..كيف نعيد هؤلاء الى حظيرة الوطن.. كيف نخلق القدوة لهم.. كيف نبث فيهم حبا وانتماء لهذا البلد.. كيف يعملون وينتجون ويساندون بلدهم فى هذه الظروف العصيبة.. كيف يرون الحقائق الآن بعيدا عن التعصب او التطرف او النفور؟؟؟ إن اكبر مشاكلنا الان كيف يجتمع ابناء مصر حولها ويعود لهم التآلف الانتماء ليعبروا بها وسط هذه العواصف الى بر الأمان؟؟؟؟ وإذا كان هناك رجاء يرتجى من هؤلاء… فأيضا هناك إعتذار واجب لهم.. إعتذار لمن هم حول سن الأربعين من مصر بلدهم عن كل ما تعرضوا له خلال سنين عمرهم من انظمة حكم طالت السنين بهم ولم يحكموا من أجل هذا الشعب الصابر بل حكموا هذا الوطن لانفسهم وتركوه خرابا ودمارا..!!!