أعود بالذاكرة لنصف قرن من الزمان وليلة العيد التي كان لها بهجتها هناك في مدينتي الصغيرة وفستاني الجديد الذي حاكته أمي علي ماكينتها الصغيرة وتفننت في تزيينه , وأتذكر في هذا العيد فستاني القطيفة الأحمر الذي ازدان بفيونكة كبيرة حمراء وقد كسر إبرة الماكينة أكثر من مرة ولم تيأس أمي ولم تتركه إلا أروع ما يكون , وأكمل أبي بقية الاكسسوار الذي يكمل زينة الثوب فلم نكن نعرف معني كلمة اكسسوار , وكان عبارة عن طوق فضي للضفائر , وشراب أبيض وشنطة وحذاء معظم الحلي من محل عبد الله الريس , وأعلق أشيائي وأتعجل يوم العيد بعد أن ازدان بيتنا الصغير وبات لامعا.. وانتظر العيد حتي أمل مضجعي و كان لمديحة شقيقتي نفس الثوب ولهناء الوليدة التي كنت أكبرها بعشر سنوات ثوب صغير من البوكليت الثقيل من غزة أما الصبيان محمد والسيد ويسري فكانت البيجامات في الصباح والقمصان والبناطيل بعد صلاة العيد وكم سهرنا حتي مطلع الفجر , بعد حماية جامدة بالماء الساخن والصابون أبو ريحة والليفة الجديدة لإزالة أشياء كثيرة , فالعيد له مذاق آخر بطعم الكعك الذي خبزته النسوة في صيجان السيد نويصر أكبر متحرش في المدينة الصغيرة ظللت أحملق في السقف ولا أريد أن أستيظ لأشق طريقي لرحلة علاج قد تطول أو تقصر , لكني مفعمة بالتفاؤل . ياليلة العيد ستأتي وفساتين حفيداتي ترقص في انتظار العيد , بالأمس قالت لي سلمي عبر الهاتف : إزيك يا تيته يا قمر , ضحكت في سري وقلت بالتأكيد سيأفل القمر في غياب سأنفض عن روحي غبار اليأس وأنظر في مرآتي كعادتي وأصلي وأدعو الله أن يظل إيماني به راسخا بشموخ وقوة….. تخرجني فريدة من هواجسي تجذبني للمطبخ مم يعني تاكل .حاضر يا فرفورة معزة خاصة وحب متأجج لا أري منه خلاصا .حبي لهن هايدي ونانسي وساندي علمني كيف أستدرج الأمل وأسدل عليه ستائر حناني وشراييني التي أخشي عليها من هذا اللعين الذي يخيفني اسمه بمرارة يا ليلة اليد سيبيت الترمس في الماء وأغير مياهه وسيبيت الألم في أحضاني وأين منه المناص ؟ أحبائي حبي لكم يزداد أعصي علي الرد , فالر معناه مزيدا من الأحزان وأنا لا أريد لكم ولا لي أي دمعة حزن لا غناها عبد الرحمن في ليلتي الأخيرة وكأنه يغنيها لي , فعلا أي دمعة حزن لا لا لا , تري هل ينجح د عادل دنيور في طرد الخبث من جسدي الحالم بالجمال ؟ ربما شئ عجيب , من شهر واحد أحلت علي المعاش 13/5 وكأن القدر لا يريد أن يمهلني الإقامة في قاهرة المعز لعله خير يا قلبي كم تمنيت ذلك , بالتأكيد خيرا توته …توته توته لن تنتهي الحدوته أكملوها معي واكتبوها بدمي , فالموت قدر والحب قدري , وأنا قدري أجمل من شجر البلوط النائم علي شاطئ بحر المطرية ليصنع منه ( الألفطية ) والألفطي هو صانع المراكب …مراكب أحلام تجذبني إليها , كما وضعني فيها أنا وشقيقي العربي الشقيق الشقي محمد وسوحنا لنتعلم العوم وعدنا أعادتنا جنية البحر … بسلام لأنها تعشق جدي محمد سبع الفلا تري هل سيهزمني المرض ؟ أم أقسم ظهره وأقيده وآمر الجنية ألا تعيده إلي جسدي المفعم بالحب ثانية , فأنا أريد الموت في هدوء يا أيها الأحبة أدوا لي في ليلة القدر أنا وجميع المرضي ..الله ما أجملها أيام. لا تسألوني من كتب لي المقال ولاد الحلال كتير باي