لماذا أحب الاسكندرية؟ هل لرسائل البحر - كل شتاء - إلي حبي هجر القري لترتاح أحزانه فوق صخرة علي الشاطيء أم لعشقي لمشية بنت سمراء علي الكورنيش في الظهيرة القائظة أم لشوارعها التي تحمل رائحة المنسيين الذين رسموا خرائط الحب فوق كل جدار ليست مدينة واحدة تلك التي أدمن الشعراء الكتابة عنها بل هي مدن معلقة في أول الخريطة وآخرها مرشوشة حواريها بماء الياسمين وبخور العارفين موشومة في القلب كشجرة خضراء تزدان في كل الفصول قدمي تسبقني إلي حنين مؤجل - دائما - لأن أشم رائحة الفستان ألمس نهدين عفيين حتي يتسرب اللبن الرائق بين أصابعي فأقول لها: يا امرأة تصلح لكل الفصول أحبك كتمرة في أول أيام العيد وأعشقك كجمرة تأخذني لاحتراق أبدي تسرق النار من جسدي لتوسده علي الشاطيء فأحيا ألف عام في طريق يملؤه الضوء الحنين سيرة أهل البلد علي كل قلب زهرة وفوق ياقة - كل قميص يمامة