عند الفنان / عادل عبد الحميد يبحثُ الفنان طوال رحلتهِ وسباحتهِ في عالم التشكيل عن الموائمةِ الصحيحة بين رؤاهُ الفكرية ورؤاهُ البصرية ، مُتحسساً ومتلمساً عبر التجارب المتعددة والآليات والتقنيات التي بين يديه والتي يُجيدها ، لِيشق لنفسهِ درباً متميزاً ، أو دوائر إبداعات تدور في مسارات جديدة ومختلفة عن غيرها ، حتي تجد من يرصدُها ، ويسعي للتعرف عليها وعلي مُبدعها ، وإستكناه ما فيها من عناصر ( فكرية أو بصرية ) غير عادية تُميزها وتُميز مبدعها . وفناننا القدير / عادل عبد الحميد ، بداياته فنان من خريجي كلية الفنون الجميلة دفعه 82 م ، تخصص " تصوير " مضي بدراسته وتفوقه فيها في درب وظيفي ومِهني هيأ له وأمده بتجارب و خبرات متعددة ، اضافت إليه دوائر رؤي بصرية وفكرية جعلت الكثير من إبداعاته تتنوع بين التصوير ، والتصميم ( ديكورات & وملابس الخ )، والتخطيط ، ( لمنشأت ومباني مجسمات وجداريات .. الخ ) بل إن عديداً من اعماله تم إقتناؤها من قبل مؤسسات وهيئات وافراد . السطور السابقة تقُودنا ونحن نحملُها معنا ، ونحن بصدد إلقاء نظرة سريعة علي بعض اعماله ستكون أشبه بنظرة الطائر ، لنقتنص بعضاً من عناصر القوة والإبداع الكامنة فيها ، حيث أودع بعضاً من رؤاه وتجاربه في المكونات الأساسية لكل عمل ، وأظنه من خلال أيقونات أو إيحاءات موزعة بدقة في كل عمل ، أظنه يدعونا لحوار ومناقشات بعد الإستقراء الجيد لبعض هذه الدلالات والإيحاءت الرمزية للوقوف ولو علي مسافة متقاربة مما سعي إليه وحققه من بسطٍ لرؤاه الفكرية والبصرية . تشكل " الأنثي " الأيقونة الثابتة والمكررة في مُجمل أعماله ، فهو لا يري فيها ولا يبرز ما ذهب أغلب المبدعين إليه من عناصر الجمال المعروفة عند الإنثي ، فهذا ليس مجاله إبداعه ، لأنه فيما يبدو تجاوزذلك ، وقفز فوقه إلي ما وراءه ، ذهب وتوجه إلي " جسد الأنثي " الذي يراه الشطر الثاني المتمم لكيان الإنسان البشري والذي يراه يمثل له سر الخصوبة ومنبتاً ومنبعاً للحياة الإنسانية التي تحمل كل صنوف الإنتاج والإبداع ،فهي كالشجرة تحمل أغصاناً و أوراقا تنتهي بثمارٍ متعددة ومختلفة شكلا ومحتوي وفائدة ، ربما كان ذلك تصوره أو أن هذا بعض مما يمكن إلتقاطه من بعض الدلالات أو الإيحاءات التي يبرعُ في نثرها وتوزيعها علي سطح اللوحة ، فهو أحيانا يضعها في كما " رحمٍ " رقيقٍ شفيف و كأن هذا نداء لإسلوبٍ أمثل للتعامل مع المرأة ، أو كأنه يُحيلُنا وبشدة إلي حقيقة مِرجعيتنا ومنبتنا ، وبدياتات نشأتنا الإوليّ ، إن إضافة " الجواد " في بعض اللوحات له من الدلالات ما له ، أقربُها إستكمالاً للشطر المُكمل والمتمم للكائن البشري اقصد " الإنسان " الذي يُضيف ويرقي بإضافاتهِ وإبداعاتهِ ونزعاتهِ ورغباتهِ وميولهِ السوية او حتي المارقة ، إذن هو يري " الأنثي " أنها هي الحياة نفسِها ، منها تبدأ وإليها تنتهي . لهذه " الرؤية الفكرية " يُخضع الفنان كل أدواته وخبراته الفنية ، ويُطوع عناصر الضوء والظل ، واللون والتوزيع في إنسجام وإتساق هارموني يؤكد " وحدة وقوة الرؤية الفكرية والبصرية " والموائمة بينهما علي سطح اللوحة التي بدأنا بها سطورنا . وفي غير هذه اللوحات التي تكون " الأنثي " موضوعه ، نجد نفس البراعة والإحترافية في تناول الموضوع ، وعندئذ نستطيع الخلوص إلي ان الفنان في رحلة سباحاته في عالم التشكيل يبقي دوما باحثاً عن الموائمة بين اهم عنصري اللوحة "الرؤية الفكرية والرؤية البصرية " . س ج