قراءه تشكيلية في أعمال الفنان السوري (موفق جمال) بعنوان ( بسيمفونية اللون .. نري غير المرئي …. مرئيا ..! ) بقلم الناقد الشاعر (سيد جمعة – مصر) ============================= " الفن لا يكرر المرئي ، لكنه يجعله مرئياَ " بول كلي (من أشهر فناني القرن العشرين .) ****************************** عين الفنان وسيلته الإدراكية الأولي لمواطن الجمال الكامن فيما يُبصره ، حيث تبدأ منها بدايات المخزون البصري الذي يتراكم ويتضاعف بمتوالية رياضية ، توفر لها قراءاته وإبحاره الفكري في علوم الفن البصري مع دراساته ، وأدواته ، ومناهجه ، وخبراته التي تصنعها تجاربه فتضع له ترتيبا وتصنيفا معينا في أرشيفية الفكري والبصري ليتيح لنا من بعد خصوصية خاصة به تميزه وتحمل طابعاَ مُمثلا في أبجديات تخص المُبدع ، وتكون في نفس الوقت من مفاتيح و وسائل الإدراك التي تعين المتلقي في الوقوف علي دلالات هذه الأبجدية والأيقونات المتمثلة سواء في الّلون ، أو التكوين ، أو غيره من عناصر الإبداع الخاصة به كمُبدع ، وبها ينشا ذلك التحاور الخفي بين المبدع ، والمتلقي ، والعمل الفني ذاته وبُنضج هذا الحوار المستند علي رؤي فكرية وبصرية لدي كل منهما يتحقق ما أشار إليه الفنان بول كلي ( الفن لا يكرر المرئي ، لكنه يجعله مرئيا ) . المُبحر بين إبداعات فنان بقامة أستاذنا وفناننا القدير / موفق جمال .. يلمس أولا عشق هذا الفنان للطبيعة أولاَ ، وللتراث ثانياَ ، وبهما معاَ ( الطبيعة والتراث ) ، والرؤى البصرية والفكرية جعله يحقق بصورة مُتميزة ، مألوفاَ جمالياَ جديدا ، من مألوفٍ نراه جميعا عادياَ من كثرة الإعتياد عليهِ .. ، فنان مَكنهُ هذا العشق وبأدواتٍه وتقنياتٍه الخاصة في اللوّن وتوْزيعه بدرجاتً من السطوع أحياناً ومن الدكانةٍ أو " العتَامة " أحياناً أخري ، وبتجاور وتمازج وتدرج صانعاَ من اللون وحده فقط أيقونة بصرية حوارية جاذبة للمتلقي . سحر الألوان والقدرة علي إٍحداث هذا التأثير بها هو أحد خصائص التميز لإبداعات فناننا القدير ، ليس فقط من خلال دلالات الألوان المعروفة ،لكن في هذا التوظيف المُتمكن والماهر و النابع من خبراتِ وتجارب ورؤى بصرية يتحرك بها الفنان علي سطح لوحته من بداية الشروع فيها حتي اكتمالها .