الريادة - مع كونها إبداعا في حد ذاتها – تعني دائما القفز إلي نقطة جديدة مغايرة تماما للمألوف ، ودكتورتنا الناقدة الفاضلة د. / ام البنين السلاوي .. في هذا العمل الأخير تطل علينا أو لنقل تضيف إلينا وإلي ملفها الإبداعي والريادي عملا يحقق كما قلنا مع الإبداع ، الريادة ، وهي كما قلت ، من القفزات التي تعودناها منها في مسيرتها الفنية لإستحداث مغايرة أو إضافة ، إن لم تكن تحقق التغير تماما ، فهي تحقق تميز ومخالفة لما هو مألوف . مبدعتنا القديرة - وهي فوق كل حرف او كلمة اكتبها – ديدنها الثابت هو تطويع اي مادة تختارها لعملها ، فضلا عن إستحداث او إلإستعانة بمواد جديدة أو اساليب مستحدثة في عملية التجريب و تبذل طاقتها لتطويعها للفكرة التي هي بصددها ، يأتي مع هذا " التصور او الرؤية البصرية " المجسدة للفكرة أعني عناصر " التكوين " وبسطها علي فراغ اللوحة موزعا وآخذا حظه من الإضاءة والألوان ، والتنسيق في المسافات ليحقق التركيب الكلي عنصر " الجذب " من النظرة الإولي ، تمهيدا لينتقل بعدها المتلقي إلي نظرة " المتأمل " الباحثة عن بدايات لفكرة سواء كانت في ثنايا العمل أو مما إستدعاه العمل نفسه من " رؤي فكرية وبصرية مختزنة " لدي المتلقي . هذه " المحارة " او قطعة الصدف المختارة تتناسق جميع عناصرها المكونة لها وفيها مابين الألوان المتعددة والمتقاربة حينا والمتباعدة حينا اخر في تناسق وتوزيع يحقق لنا قولنا انها " زاهية " ويؤكد ايضا طهرها ونقاءها حال انها في محارة او صدفة من اصداف بحر بما يحمل البحر من دلالات سواء في كنوزه بطهرها ، أو بقيمة ما يحمله في أعماقه ، وتتراص علي الحواف رؤس هي رموز ، إن طواها الزمان فالبحر والصدف يفخر بها ويحيطها بصوان حافظا لها جهدها ، او تضحياتها أو إنجازاتها ، عكس ايضا التكوين أبعادا لتراثنا العربي و الإسلامي من عناصر الزخرفة في الأشكال أو الخطوط المتعرجة في دائرية كأنها حاضنة لما قبلها ، وهذا يؤكد كما قلنا إهتمام مبدعتنا في تطويع جماليات " الفن العربي " تحقيقا للريادة من جهة أو المغايرة للمألوف ، الذي تحرص عليه المبدعة في كل عمل لها . يبقي هذا العمل الإبداعي للفاضلة القديرة د. / ام البنين السلاوي ... محارة أو " صدفة " حافلة بالكثير من رؤي مختلفة ، ومغايرة ، او ومتقاربة أو متطابقة ، تماما كمن علي شاطئ بحر أهدانا " صدفة قيمة " من إبداعات القديرة ... تحياتي لها