في اعمال الفنان القدير / يحيي حسين " لِقدراتِ الفنان الخاصة ودرجة الّتمكن مِنها ، في كثير من الأحيان ما تُضيف الي التقنية أوالوسيلة التي يُعالج بها موضوعهُ ابعاداً جديدة ،وعمقاً بل وتأثيراً يُعظم من درجات الإبداع ، ويُحقق متعةُ بصرية ، تكون هي بدايات رحلة إستكشاف فكرية موازية للمتعة البصرية ، لدي المُتلقي . " س ج … في الغالب بل و تكادُ دائما تحملُ الألون المتعدد ة في العمل البصري عن المُبدع الكثير وتُخفف عنه – إذا ما أتقن إستخدامِها – مشقة الإيحاءات المعروفة عن اللون عند إستخدامه بدرجاته ، وبعضُ من الإبداع يتحقق في إحادية او ثنائية اللون في العمل ، وذلك يَخضعُ لحرفية المبدع و عُمق دراسته وتجاربه السابقة و آلية التوظيف بِحذق ومهارة لفكرة اللون الواحد أو ثنائية اللون ومدي الإضافة المُحققة للمتعة البصرية اولا ، والفكرة الواضحة او المستترة في التكوين المُختار لطرح الرؤية الفكرية التي يحملها ويهديها إلينا المُبدع من خلال لوحته وعمله . الأفكار التي تُطرح من خلال عمل بصري ، تحتاج في اغلب الأحيان لوسائل وعناصر متعددة ، يكون اللون ودرجاته وقوة نصاعة إضاءته أوخفوتِها والتدرجات المحسوبة بينهما ، والتوزيع الجيد لهما علي مسطح اللوحة ، مُضافً إلي هارمونية وإتساق تام يُنشئ حوارا بصرياً يُتيح للمتلقي الإنصات الجيد لهُ ويُعطي مساحة كافية للتركيز والتفكر ليشقودُ بِيسر لفك وإعادة تركيب مُجمل العناصر الأخري للولوج إلي أعتاب القراءة الفكرية المستترة وراء هذا التعدد من الإيحاءت والدلالات المتناثرة في اللوحة . السطور عاليه – مع غيرها – ربما تقودنا إلي براح أوسع ونحنُ نقتربُ إلي اعمال الفنان / يحيي حسين . بلا شك هو كما أسلفنا فنان يَمْلكُ بِحرفيةٍ تامة وإدراكٍ عميق أداته اللونية ( الأبيض و الأسود ) ، ويدركُ كيفية توظيفهما – بعد إختيارهما – لِتحمل عُمق الفكرة التي يودُ طرحها علينا ، وذلك من خلال الإيقوانات ذات الدلالات والإيحاءات التي يجيد نثرها وتوزيعها ببراعة مع تَعْدُدِها ، وتحقيق التكامل البصري والفكري بين الجميع بما يُبدد التشتت – الذي في كثير – من الأحيان ينْشأ من التعدد أو عدم الإتساق . يُحقق مشواره الأكاديمي و الدرسات والخبرات التراكمية والمحافل الوظيفية التي شَغلها كَمُبدع وخبير ، سواء في حقل التدريس أو التدريب او التحكيم أو الإعلام وغير ذلك في مجالات الفن وإلإبداع – ولا زال – اقول ذلك كله هيئ له – ولنا ايضا – إضافات ذات أبعادً فكرية تتضمْنُها أعمالهُ ، بل يكاد يكون حريصا أن يصحبُ المُتلقي ويصادقهُ – قدر مخزونهُ وتحصيلهُ السابق – عبر جولة بصرية وفكرية في كل عمل ، مدركاً أن الحوار بين العمل ، والمُتلقي ، أحد وأهم عناصر الإبداع في العمل . ومن خلالا هذه الأعمال المتاحة الأن ، نبدأ جولتنا الفكرية والبصرية لنتبين معا مقدرة هذا الفنان الإبداعية ، وعمق الفكر الذي يحرصُ علي نقله ومشاركتنا معه فيه .