فِي صُحْبَةِ عَالِمٍ7 – ابن هشام

(أ) اِسْمُهُ وَمَوْلِدُهُ وَنَسَبُهُ: هُوَ: عبدُ الله بِنِ يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاريُّ. جمال الدين. وُلِدَ في القاهرة خامسِ ذي القعدة سنة (708ه).
(ب) عُلُوُّ مَكَانَتِهِ اَلْعِلْمِيَّةُ:
عَلَتْ مَنْزِلَةُ اِبْنِ هِشَامٍ اَلْعلميَّةُ حتَّى طَبَّقَتْ شُهْرَتُهُ اَلآَفَاقِ, وذلك بِمَا اِنْفردَ بِهِ مِنْ اَلْفَوائِدِ اَلْغَرْيِبَّةِ، وَالْمَباحِثِ اَلدَّقِيْقَةِ، وَالتَّحْقِيْقِ البَارِعِ، واَلاطِّلَاعِ اَلْمُفْرِطِ، وَالاقْتِدَارِ عَلَى اَلتَّصرُّف فِي اَلْكَلامِ بِمَا يُريدُ إسهابًا أو إيجازًا. ممَّا جَعَلَ العُلماءَ يَضَعُونَهُ فِي مَكَانَةِ سيبويه وشُهْرَتِهِ، بَلْ نَجِدُ اِبْنَ خلدون يَعدُّه أنحى مِنْ سيبويه فيقولُ:"مَا زِلْنَا بالمَغْربِ نَسْمَعُ أَنَّه ظَهَرَ بِمِصْرَ عَالِمٍ بِالعربيَّةِ؛ يُقالُ لَهُ اِبْنَ هِشَامٍ، أَنْحَى مِنْ سيبويه".
ويقولُ عَنْهُ فِي مَوْضِعٍ آخر: "إنَّ اِبْنَ هِشَامٍ عَلَى عِلْمٍ جَمٍّ، يَشْهَدُ بِعُلُوِّ قَدْرِهِ فِي صِنَاعَةِ النَّحْوِ". وَقَالَ أَيْضًا: "وَكَانَ يَنْحُو فِي طريقَتِهِ مَنْحَاةِ أَهْلِ اَلْمُوْصِلِ اَلَّذينَ اِقْتَفُوا أَثَرَ اِبْنِ جني واتَّبَعُوا مُصْطلحَ تعليمه, فأتى من ذلك بشيءٍ عجيب؛ٍ دالٌّ على قُوَّةِ مَلَكَتِهِ واطلاعه". وكَانَ اِبْنَ هشامٍ يَمتازُ بالتَّواضُعِ والبِّرِّ والشَّفقةِ، ودَمَاثَةِ اَلْخُلُقِ، وَرِقَّةِ اَلْقَلْبِ, فَضْلاً عَنْ تَديُّنِهِ وَوَرَعِهِ، وحُسْنِ سِيْرَتِهِ, وصَبْرِهِ فِي طَلَبِ اَلْعِلْمِ حتَّى آخرِ حياتِهِ, كمَا ذكرنا من قبل أنَّه حَفِظَ »مُخْتَصَرَ الخرقِي« في الفقه قبل موته بخمس سنين.
(ج) مُصَنَّفَاتُهُ: لَقَدْ أثرَى ابنُ هشامٍ اَلْمَكتبةَ اَلْعربيَّةَ، فَكَثُرَتْ مُصَنَّفاتُهُ فِي عِدَّةِ عُلُوْمٍ لاسيَّمَا العربيَّةَ، فكانَ فارِسَهَا، ومالِكَ زِمَامِهَا. وهذه المُصنَّفاتُ قَدْ حُقِّق أكثرُهَا وطُبِعَ، ولا يزالُ بعضُهَا الآخرُ مَفْقُودًا، فالمَطبُوعُ منها:
(1) الإعراب عن قواعد الإعراب. (2) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك.
(3) تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد. (4) الجامع الصغير.
(5) رسالة في انتصاب »لغةً« و»فضلاً« وإعراب »خلافًا« و»أيضًا« و»هلم جرًا«.
(6) شذور الذهب في معرفة كلام العرب وشرحه. (7) شرح جمل الزَّجاجي.
(8) شرح قصيدة بانت سعاد. (9) شرح القصيدة اللغزية في المسائل النحوية.
(10) شرح اللمحة البدرية؛ لأبي حيان. (11) فوح الشذا بمسألة »كذا«.
(12) قطر الندى وبل الصدى وشرحه. (13) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب.
(14) مُوقد الأذهان ومُوقظ الوَسنان.
وأمَّا اَلْمَفقودَةُ؛ فَهِيَ:
(1) التَّحصيل والتَّفصيل لكتاب التَّذييل والتَّكميل. يقع في عِدَّة مُجلدات.
(2) التَّذكرة . في خمسة عشر مجلدًا.
(3) رفع الخصاصة عن قراء الخلاصة. أربع مجلدات.
(4) عمدة الطالب في تحقيق تصريف ابن الحاجب. مجلدان.
(5) حواشي التسهيل.
(6) شرح التسهيل. (7) شرح الشواهد الصغرى.
(ه) وَفَاتُهُ: تَوُفِّى – رَحِمَهُ الله – في ليلة الجمعة الخامس من ذي القعدة سنة (761ه).
الحواشي:
(1) ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة (3/93-95), وبغية الوعاة (2/68799), والبدر الطالع (1/400402), وشذرات الذهب (6/191192).