مجموعة عيون آينشتين لصلاح معاطي بقلم: يوسف الشاروني صلاح معاطي والكتابة الأدبية: تعددت ألوان الكتابة الإبداعية لدى الكاتب صلاح معاطي ما بين الرواية والقصة الفصيرة وكتابة المسلسلات التليفزيونية، والدراسات الأدبية، فمن أشهر رواياته (السلمانية) التي فازت بالمركز الأول في مسابقة نادي القصة وتحولت إلى مسلسل تليفزيوني يحمل نفس الاسم. أما مجموعاته القصصية فمنها: – أنقذوا هذا الكوكب ( مجموعة قصص من الخيال العلمي)– المجلس الأعلى للثقافة 1985 – العمر خمس دقائق ( مجموعة قصص من الخيال العلمي) سلسلة إشراقات أدبية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1991 – بنت الحاوي ( مجموعة قصص من الخيال العلمي ) – دار جهاد – 1997 – بدرية بالخلطة السرية ( مجموعة قصص من الخيال العلمي ) – الهيئة المصرية العامة للكتاب – سلسلة إشراقات جديدة 2002 – قراطيس – مجموعة قصصية – 2003 – دار فرحة للطبع والنشر – محجوب بالمقلوب – مجموعة قصصية من الخيال العلمي – 2005 – وفي مجال المسرح نجد مسرحية عائلة السيد رقم 11 ( مسرحية من الخيال العلمي ) – سلسلة المسرح العربي- الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1999 – وعن الدراسات الأدبية فمنها وصية صاحب القنديل ( دراسة عن الأديب يحيي حقي ) – هيئة الكتاب – 1995 – وصحوة دراسة أدبية عن الأديب الكبير يحيى حقي – هيئة قصور الثقافة – 1995 أما عيون أينشتين: فهي مجموعة قصصية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب صدرت عام 20066 وتضم عشر قصص قصيرة جاءت في 190 صفحة من القطع المتوسط .. تعددت أفكار وموضوعات هذه المجموعة على النحو التالي: 11. الظواهر العلمية الخفية: كم في قصص (لماذا جاءوا من الفضاء، حفنة من التراب تكفي) والتي تناقش مسألة النسبية.. وهنا يتفرد الكاتب بتناول هذا الموضوع حيث تناوله برؤية أدبية علمية في سياق درامي محكم. 22. الهندسة الوراثية: كما في قصص (السجين زد) وتحكي عن إمكانية دمج بعض الفيروسات المسببة لمرض نقص المناعة المكتسبة لإنتاج فيروس جديد يمكن استئناسه واستخدامه لعلاج الإيدز.. كذلك قصة (بوبا) التي تتناول علاج حالة بله منغولي شديدة عن طريق استخدام تقنيات الهندسة الوراثية ويأخذه الطموح إلى تغيير التركيب الجيني للخلايا المريضة لبوبا وزرع خلايا سليمة بدلا منها، وكذلك قصة (عيون آينشتين) التي تحمل المجموعة اسمها، وتقوم على فكرة إنشاء بنك للجينات وإقامة مفاعل جيني على غرار المفاعل النووي، ويتم فيه استنساخ كافة عباقرة الحرب والسياسة والعلم في العالم. 33. الفضاء والزمن: كما في قصة (رسالة من الزمن الماضي) والتي تتحدث عن الأميرة الفرعونية هيباتيا التي اختطفتها كائنات مجهولة في ليلة عرسها على حبيبها سمندس منذ أكثر من 4000 سنة لتجد نفسها داخل سفينة فضائية عملاقة تجوب الكون قاهرة الأبعاد والمسافات فيعرف منها أن الكون لا يسير في خطوط مستقيمة وإنما في مسارات مطوية ولذلك فإن المسافة بين أي نقطتين فيه تتم في لا زمن فيمكن اختصار آلاف السنين في سنوات قليلة.. سمات ورؤى: أهم سمات هذه المجموعة هي البساطة فأنت تجد سهولة اللفظ وسلاسته، بل تجد الكثير من الجمل الشاعرية داخل القصص حيث الوصف الآخذ جماله وتلقائيته بالنفوس، وبذلك فقد حقق الكاتب المعادلة الصعبة وهي التحام الشكل بالمضمون، فالقصة القصيرة الجيدة ذات الخيال العلمي هي التي تلتحم فيها المعلومة العلمية بالبنية الفنية بحيث تسقط القصة وتنهار إذا نزعنا أيا منهما.. والسمة الظاهرة أيضا في هذه المجموعة هي أنها تحتفي بالجانب الإنساني فنلاحظ أن جميع القصص تقريبا تدور عن الإنسان وعلاقته بمن حوله من كون وحياة وطبيعة.. الخ، وهي سمة تحسب له حيث التركيز على الجانب الإنساني من أهم شروط قصص الخيال العلمي. النهاية جاءت في بعض قصص المجموعة ساخرة وغير متوقعة وجاء استخدام الكاتب للرمز موفقا في بعض القصص، مثل قصة "الخروج من الكهف"، وكذلك قصة "عيون آينشتين".. أما صلاح معاطي، فهو واضح العبارة، رشيق اللفظ، يعرف لماذا يكتب، وقد قرأت مجموعته عدة مرات، والموضوع عنده هو المعيار الأول لتأثره بالفرضية العلمية ومع ذلك فلم يغفل (المعيار الفني) في قصصه، وهو منهج علمي سليم استخدمه صلاح في القص. وفي النهاية: أقول: إن مجموعة "عيون آينشتين" لصلاح معاطي تجمع كلها بين قوة الفكر العلمي ومدى تأثيره وفعاليته على تقدم الإنسان، وازدياد رفاهيته. كما تعلن على إصرار الكاتب على المضي قدما في طريق تأكيد مسيرته الجادة رغم مشاقها في مجال كتابة أدب خ. ع مما يبعث الطمأنينة والرضا في فؤادي لاستمرارية تواجد من يتولى رسالة هذا الأدب المحتم تواجده وذيوعه بمصر والأمة العربية.