الكتابة عن القاص المبدع هادي المياح تحتاج وقفة متأنية .. فهو يطرح منجزه القصصي بعد خبرة واعية لحياة حافلة بالعطاء المجتمعي يتناسب مع ثقافته المائزة .. حينما أقرأ له قصصه القصيرة أكتشف هناك خط وبوصلة تمتد خلال المتن .. المزاوجة في ثيماته أحيانا تعكس رغبته في تخطي المألوف من السرد .. الاستطالات القصية عنده تلامس الحاجة للبوح في تفاصيل لها منزلة خاصة عند المتلقي في فضاء يقتنص اللحظة المراد توثيقها وفق سرد متماسك .. يجيب عن حالة متكررة بايهام مفزع ..استخدامه المجاز والاستعارات بكل طلاقيتها منحه في التعايش مع الطبيعة وتحريك الأشياء من حوله ويجعلها كأنها تعيش حية .. العاطفة والوجدان تتمثلان في ذات القاص وقصصه بما يضطرم به من تلهف وبكاء على الوطن ,وحنينه الى الارض ,بساطتة وانتقاءة اللفظ المناسب لمفرداته بدقة ,, بلاغة غاية في الدقة مبهر يشد القارئ للبقاء متابعا"ينسدل كيانه في غور وسبر كنّه النص من البداية حتى النهاية . ولأنه بصري صميمي فالبحر عنده وقع خاص .. هو لا قرار يستمد منه البعد بكل اتجاهاته .. شيء أخر أود التنويه له يذكرني بالتطابق بين النابغة الذبياني كشاعر وهادي المياح كقاص تطابق ابداعي في جنسين ادبيين .. اعتقد راسخا ان قصص هادي المياح قراءتها عمل مهم لمعرفة طريقة التفكير .. التي أبداع بها القاص ..