إن الإرهاب لا يعرف الإنسانية أو الأعراف والمواثيق الدولية ‘بل لايدرك ماهية الأديان السماوية والإيمان بها' وما ترنو إليه من محبة وسلام.. ‘ والإرهابي لا تمنعه حدود الله' ولا يقبل إلا بانتصارات زائفة يجعلها قرابين إلى ولي نعمته الذي يدفع أكثر ‘أو يمنحه "كرسيا" في أي واجهة' سياسية كانت او دينية او ثقافية واجتماعية ‘ وقد تكون هذه الواجهة وهمية من خلال غرس مفاهيم مغلوطة عن التضحية والعطاء' ومن ثم لابد من مواجهة المخالفين لهذه المفاهيم ‘ولو بإزهاق أرواح الأبرياء وتخريب الأوطان والتشكيك في العقائد' مع وجود خطاب ديني غير متجدد ‘ ورجالات دين يفضلون النقل عن العقل' ولا يعترفون بأن التراث يجب تنقيته من الشوائب غير المتوافقة مع عقل وقلب الإنسان الراقي.. ‘ ويأتي بطء تنفيذ العدالة وقهر الشعوب من الغلاء والبطالة وتوزيع الجوائز لغير المستحقين' و"فبركة" التهم التي تزداد كلما اقتربنا من مناسبات مهمة مثل ثورتي 25 يناير و30 يونيو والأعياد والمناسبات الدينية ليستغلها الإرهابي في تنفيذ عملية خسيسة تتعارض مع القيم النبيلة ‘ وقد تتكرر مثل هذه العمليات بنفس السيناريو دون تغيير سواء في آليات مواجهتها او الحركات الأمنية الاستباقية' لكن قد يأخذ التغيير شكلا باهتا تمثله حركة تنقلات او إقالات لبعض القيادات ‘ بينما يظل التفكير العقيم هو سيد الموقف.. قامت ثورة يناير بعد انفجار كنيسة بالأسكندرية والكاتدرائية بالقاهرة' وبعد الثورة قامت حرائق ومذابح مثل المجمع العلمي والجنود في رفح وطابا وعدد من المساجد ‘ ويعيد التازيخ نفسه بانفجار في مسجد السلام بالجيزة وآخر في الكنيسة البطرسية ومحيط الكاتدرائية' وكلا الانفجارين أثناء الصلاة.. ‘ أي دين هذا الذي يسمح بقتل المصلين والأطفال والنساء' وأي فكر هذا الذي يخطط وينفذ جرائمه دون ملاحقة أذنابه والقصاص منهم ‘ ومادور الثقافة والتعليم في مواجهة العنف بكافة الصور والوسائل؟ دعت الأديان إلى المحبة والسلام' ولم يخرج عنها سوى غافل او مريض ‘ او عدو يريد الفتنة وإسقاط أركان ودعائم يقوم عليها التطوير والتعمير والبناء..' وكم واجهت مصر مثل هؤلاء على مر التاريخ سواء في الداخل والخارج ‘ و"مبارك شعبي مصر" هذا الشعب المتدين بطبعة' الرافض للعنف والعدوان ‘ وإن كانت مصر في حالة حرب مع الإرهاب' فإن الوحدة على قلب رجل واحد هي سمة هذا الشعب خصوصا في الأزمات.. نترحم على شهداء الوطن ‘ وندين كل انواع الإرهاب' ونطالب بالعدالة الناجزة بعيدا عن تلفيق التهم ‘ والسياسات غير الدقيقة' وبنفس القدر نرفض الإعلام الذي يتاجر بالأحداث وبالدماء ‘ مثله في ذلك مثل الإرهابي الذي يتاجر بالدين والمظاهر الخادعة والألاعيب الملتوية.. لا يمكن ان يظل دور وزارة الثقافة هامشيا' وإن ظهرت بعض الفرق الفنية بصحبة عدد من كتاب "الفيس" لمجرد إثبات رتوش وحضور.. ‘ لايمكن ان يكتفي الأزهر بشعارات تجديد الخطاب الديني دون جديد فعلا.. لا يمكن ان يظل التمييز العنصري بين فئات الشعب على أساس ديني او عرقي او محسوبيات' وفروق كبيرة في الرواتب والمكافآت ‘ بينما الجميع يعيش في وطن واحد' او ان الجميع يسكنه وطن واحد هو مصر.. إنهاء الدردشة