بقلم الناقد التشكيلي المعاصر الدكتور (عمران بشنة – ليبيا ) الفنانة التشكيلية العراقية / ندى عسكر الأحمد من مواليد 1/3/1960 كركوك / العراق بكالوريوس كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد قسم الفنون التشكيلية ، خزف سنة 1985 م عضو نقابة الفنانين العراقيين – عضو عامل في جمعية التشكيلين العراقيين – مشرفة تربوية في وزارة التربية بالنشاط المدرسي في كركوك معرض شخصي في تركيا مدينة أزمير 2001 مهرجان بابل الدولي 1997..1999 مهرجان الوسطي الدولي 2010 حائزة على الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية قلادة الإبداع 2014 من نقابة الفنانين العراقيين التحليل النقدي الفنانة العراقية ندى عسكر رسامة كبيرة من العراق بلد الرافدين فهي قد تشبعت بتاريخ وأمجاد أمة لها تاريخها الحافل والمتواصل بالعطاء للبشرية جمعاء ، حضارات أعطت لكل من جاء بعدها من حضارات خاصة الإغريقية والرومانية ، وكان لها فضل السبق بكثير من العلوم والفنون والآداب . ككل فنان محب لبلده وتاريخها قامت برسم لوحاتها المستشفة من علاماتها الحضارية لتقول نحت بلد التاريخ ، نحن لنا مكاننا . رسمت لوحاتها المستوحاة من الحضارات المحلية المتعاقبة على بلاد الرافدين فكان ما فعلته أن دونت التاريخ بالخط واللون والعناصر البابلية والآشورية . في أحد لوحاتها تقف الحمامة البيضاء بهدوء ترتكز علامة للسلام على لوح مخطوط من ألواح تحمل تلك الكتابات السومرية أو الآشورية ونرى إلى جانبها غصن المحبة وهو يحمل وردتين حمراوتين وجدران عمارات ضاربة في التاريخ كشواهد ومعالم لتلك الحضارات البشرية التي لا تزال تشهد على عظمة إنسان ذاك الزمان ، بنما تخرج من بينها ملكة متوجه من بين تلك الجدران وعلى رأسها أكليلاً من ورق مذهب بينما هي تحطم قيدها رغم قوة السلاسل لتتحدى الصعب ولتعطي بخروجها صرخة التاريخ والأمجاد. وفي لوحة أخرى نرى مشهد كبير لزهور أو زنابق حمراء وأخرى بيضاء وزرقاء بين أوراقها الخضراء بينما يجلس ملك في مجلس حكمه يقابله وزير وهما في حوار ويجلسان على عمود من لوح مكتوب به علامات رافدية لتلك الحضارات التي سادت بلاد العراق ، بينما تحلق في السماء بعض من طيور وأخرى تحط على الأرض ذاك الربيع المزهر ، وفي الأفق يسطع البرق معبرا عن قدوم الخير الغيث النافع ليروي الأرض ويزيد الخير . وكذلك الحال في كل لوحاتها تعبر نجدها عن أمجاد الماضي والتطلع للمستقبل ، من خلال رومانسية جميلة جمعت بين قوة البدن وقوة العقل والعلم والفكر وروعة اللون وجماله في تألف ولا أروع . لوحات تحمل مضامين تاريخ أرض وأمة بروح فنانة تسكنها المحبة لوطنها وذوق متميز وحس مرهف ، حيث للفضاء عندها أهمية تنتصر عليه بجمال اللون وتناغمه هي مذلك تؤكد في نفس الوقت ذاته على الفضاء فنجدها تعطي للمنظور والتكوين أهمية بشكل راقي وواعي جدا .