من الأرض التي سنت القوانين ومن حاضرة بني العباس عاصمة الفن والشعر والأدب من بغداد ينهض فن عالية عبدالوهاب. أمرأة عراقية همها أن يرى العالم وطنها بعينيها، أرادت أن تسجل امتعاض الزمن وظلم القريب قبل الغريب بريشتها التي كادت ان تفقد ما فيها من الوان جراء الغربة.
وقد أقيم مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت معرض لتلك الفنانة العراقية تحت عنوان "تلوينات مهاجر"، حيث نجحت الفنانة في اختصار تاريخ وطن وشعب وحضارة بلوحات علقت على جدران صماء استنطقتها بإبداعها.
مجلس النواب، مجلس الأعيان، عراق الملوك وصور خبرية لبغداد الحزينة امتزجت بألوان علم العراق لتروي قصة شعب تهالكت قواه مذ صال وجال هولاكو في أرضه وحتى يومنا هذا.
أرادت ابنة الرافدين أن تعطي ألوانا لكل العراقيين في العراق وفي الاغتراب بعد أن اتشحت أرض السواد بدم العباد وانتشل بياض الأكفان أبناء الوطن من كل حدب وصوب.
لم يكن معرضا تشكيليا بقدر ما كان معرضا تكتيكيا جمع بين الحدث والحديث ولخص أهوال العقود في خطوط غطت بعض أخبار الوطن واظهرت تقاعس الزمن عن فك طلاسم الحزن التي انتابت شعب بأكمله.