أول جريمة قتل في العالم هل تعلم ماهو اسم القاتل ….وماهو اسم المقتول ؟ أنا شخصياً لا أعلم …..تلك الحقيقة ….لا أعلم ما اسم القاتل أو المقتول . ربما تسخر من إجابتي . هذا من حقك ربما أنت أكثر مني ثقافة وعلم وقراءة عراقة . دعني أن أسئلك نفس السؤال ….!! من اسم القاتل ….وما اسم المقتول …؟ أرى بسمة كبيرة على وجهك وتسبق كلماتك بإجابتك…..!! قابيل القاتل وهابيل المقتول ….!! ثم تستطرد قائلاً : كيف لا تعلم تلك المعلومات التي ورثناها جيل بعد جيلٍ ؟؟؟ الحقيقة أنت لا تعلم مثلي ما أسميهما ….!! إن كنت مُصّراً على هذا ….أعطني مصدر هذين الاسمين ….!! سؤال مشروع ….أليس كذلك ؟ الحقيقة (( قابيل وهابيل لا وجود لهما لا في القرآن ولا في السنة )) تلك الحقيقة التي لا مراء فيها وللأسف عشنا أجيال تلو أجيال نتوارث معلومات دون أن نفكر فيها نحن نعتمد على النقل لا العقل . قابيل وهابيل هكذا يطلق ويصرح المفسرون والعلماء والدعاة عن اسمي ولدي أدم , وعندما بحثت لم أجد لهما ذكراً في القرأن والأحاديث النبوية , حتى ما رواه الطبري حديث ضعيف وإن علماء الحديث بعلم الجرح والتعديل لم يقروا أي رواية لأي حديث يحمل الأسمين قابيل وهابيل , والشئ العجيب أننا نتبع العلم بالتواتر دون التحقيق …..!!! قابيل وهابيل لا وجود لهما في القرآن والأحاديث النبوية ……!! والسؤال العاصف للذهن لماذا لم يذكرهما القرآن أو رسول الله مثلما ذكر الملكين هاروت وماروت مثلا…..؟ لقد أصبح الحوار ساخناً يحفز العقل على البحث والتفتيش أليس كذلك ؟ في البحث العلمي لابد من الإتفاق على نقطة قياس ثابتة يتفق عليها كل الآطراف . أعتقد أن القرآن والسنة هما من نقاط القياس الذي تحظى بموافقة كل البحاثة . إذن فلننطلق إلى القرآن الكريم الذي ذكر قصة ولدي أدم : قال الله تعالى في سورة المائدة : (( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين)) … سورة المائدة 27 31 لاحظ النص القرآني (( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق )) النص خاج عن دائرة التشخص أو الإشارة بشخص بعينه بالأسم مثل الإشارة لمريم البتول كانت الإشارة لها بالأسم بالتشخص , لان التشخص في الحدث يمنع تكراره لغير المشخص نفسه ….مريم أم المسح تعرضت لميلاد المسيح بلا أب وهي معجزة لن تكرر لسواها . نلاحظ لفظ ابني أدم بصيغة النكرة لان حدث القتل وسفك الدماء سيتكرر على الأرض ومن ثم لم يذكر القرآن اي أسماء لتكرار الحدث وإنتشار القتل , هذا منذ عصر أدم حتى تقوم الساعة القتل وسفك الدماء مستمر في العالم . وما جاء فى السنة وهي السند الثاني بعد القرآن من ذكر لهما جاء فى رواية الطبرى وهو ضعيف قال ابن جرير الطبري : " حدثني موسى بن هارون قال: ثنا عمرو بن حماد قال: ثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أَبي مالك وعن أَبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى ولد له اثنان، يقال لهما: قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهما وكان له أخت أحسن من أخت هابيل، وإن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل، فأبى عليه وقال: هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها فأمره أبوه أن يزوجها هابيل فأبى، وإنهما قربا قربانًا إلى الله أيهما أحق بالجارية، وكان آدم يومئذ قد غاب عنهما، أي بمكة ينظر إليها، قال الله لآدم: يا آدم هل تعلم أن لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللهم لا قال: إن لي بيتا بمكة فأته، فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة فأبت، وقال للأرض فأبت، فقال للجبال فأبت، فقال لقابيل فقال: نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك، فلما انطلق آدم وقربا قربانًا وكان قابيل يفخر عليه فيقول: أنا أحق بها منك؛ هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصي والدي، فلما قربا، قرب هابيل جَذَعَة سمينة وقرب هابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها، فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال هابيل ( إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) فطلبه ليقتله فراغ الغلام منه في رءوس الجبال، وأتاه يوما من الأيام وهو يرعى غنمه في جبل وهو نائم، فرفع صخرة فشدخ بها رأسه فمات، وتركه بالعراء ولا يعلم كيف يدفن؛ فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه فحفر له ثم حثا عليه فلما رآه قال يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي ) فهو قول الله تبارك وتعالى( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ ) فرجع آدم فوجد ابنه قد قتل أخاه فذلك حين يقول( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) سورة الأحزاب 72 فالآية الكريمة لم تذكر اسميهما صراحة بل ذكرت فقط : ابني آدم ورواية الطبرى لها عدة أسانيد وبالجملة هى ضعيفة فأما إسناد الطبري الآول ففيه أسباط بن نصر وفيه السدي وهو الكبير وقد تكلم عليهما أئمة الجرح والنقد والإسناد الثاني فيه عبالله بن عثمان وهو متكلم فيه بما لا يضعف أمره كثيرا فهو ثقة ويخطئ أما الإسناد الثالث فرواه ابن إسحق عن أهل الكتاب أما الإسناد الرابع فذكره هكذا يعتبر من دون إسناد لأنه موقوف عن أهل العلم من أهل الكتاب مباشرة الإسناد الخامس فهو مروي عن عبداله بن عمرو بن العاص الصحابي الذي اشتهر بالرواية عن أهل الكتاب ومع هذا لم يذكر اسميهما أما قول الطبرى نفسه والصحيح من القول عندنا :قول النبي صلى الله عليه و سلم ما من نفس تقتل ظلما إلا كان ابن آدم الأول كفل منها وذلك لأنه أول من سن القتل . وهذا هو الصحيح . إجمالاًفالتصريح باسميهما لم ينقل مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بل نقل موقوفا عن بعض الصحابة الذين رووا عن بعض أهل الكتاب كابن عباس وعبد الله بن عمرو . وكل كتب الصحاح لما أشارت إلى قابيل وهابيل لم تذكر اسميهما صراحة بل جاء بلفظ القرآن الصريح وهو ابني آدم وكل تلك الأقوال لا طائل منها، ولا ينبغي الوقوف عندها لأن الآية ساكتة عن كل ذلك . لم يذكر القرآن اسمس ابني ادم لتكرار حدث القتل كما قالت الملائكة في سورة البقرة الاية 30 (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي 0لأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ 0لدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) للأسف نحن نعتمد على تواتر العلم النقلي بلا تدقيق ولا تحقيق الان وقد علمت صديقي القارئ أن : قابيل وهابيل لا ذكر لهما في القرآن الكريم ولا السنة الشريفة اول جريمة قتل لم يصرح القرآن باسماء القاتل والمقتول لتكرار الفساد وسفك الدماء حتى تقوم الساعة …..!!