* قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "القاتل والمقتول في النار" فهل ينطبق هذا الحديث علي قابيل وهابيل؟ مع أن هابيل قال لأخيه "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" المائدة: .28 ** يقول عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا معه جارية. وكان يزوج غلام هذا البطن جارية البطن الآخر. ويزوج جارية هذا البطن غلام البطن الآخر حتي ولد له ابنان يقال لهما هابيل وقابيل. وكان قابيل صاحب زرع. وكان هابيل صاحب ضرع وكان قابيل أكبرهما وكان له أخت أحسن من أخت هابيل. وأن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبي عليه. وقال: هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها. وأنهما قربا قرباناً إلي الله عز وجل أيهما أحق بالجارية فتقبل الله قربان هابيل وأصبح أحق بأخت قابيل وصدق الله إذ يقول: "إنما يتقبل الله من المتقين" سورة المائدة: 27 وحقد قابيل علي هابيل فقال هابيل لأخيه: "لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين" المائدة: 28. أي: لا أقابلك علي صنيعك الفاسد بمثله فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة "إني أخاف الله رب العالمين" المائدة: 28 أي من أن أصنع ما تريد أن تصنع بل أصبر واحتسب. قال عبدالله بن عمرو: وايم الله أن كان لأشد الرجلين ولكن منعه التحرج يعني: الورع. ولهذا في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "إذا توجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" قالوا يا رسول الله هذا القاتل ما بال المقتول؟ قال "إنه كان حريصاً علي قتل صاحبه". ومن هنا علم أن الحديث المذكور يدل علي أن القاتل والمقتول في النار لأن كلا منهما كان مصراً علي قتل صاحبه. أما الآية فتفيد أن هابيل خوف قابيل بالنار فلم ينته قابيل ولم ينزجر فالذنب والإثم علي قابيل لأن هابيل أعلن أنه لني قتل أخاه فهو ليس بحريص علي قتل أخيه والله أعلم.