الجريمة الأولى في التاريخ الانسانى كانت الحيثية لما يحدث اليوم إنّ اللّه ضرب لكم ابني آدم مثلًا فخذوا من خيرهم ودعوا الشّرّ بسم الله الرحمن الرحيم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)} إن مما لاشك فيه أن الله تعالى خلق الأرض والسموات والجبال والنجوم والوحوش ودان له كل شيء بالربوبية والالوهية واستقامت إليه كل المخلوقات في خلقة ربانية بديعه لا تفارقها حسن الصياغة ثم اوجد الإنسان الأول ليدين له بالولاء والبراء والسير على أمره ونهيه والعمل بما يرضيه دون مخالفة فكان الإنسان العبد المصنوع على عين الله ليحقق الخلافة على الأرض فبدأت أولى الروابط بين عالم الأرض والسماء بخلق الخلق الأول فكان أبونا ادم وزوجه حواء ليعمرا الأرض وليستخلفهما وليكونا صناعة الله الأولى العاملة بمرضاة الله ولكن كان لابد من نظام حاكم وناموس يضبط طبيعة العلاقة بينه وبين زوجه في كل أحكام حياتهما حتى يصيرا في شركة تعاونية لاتخطىء العين فيهما جوانب المعروف والبر والسعي بالمناشط الحياتية المقرونة بمقال الله وهديه فيهما ولهما واليهما فكان ادم الرجل القيم على زوجه بالمسئولية التي لم تخطيء جانب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتوجيه والإرشاد ثم كبرت العلاقة الاجتماعية الأولى بالبنين والبنات وتوالت متوالية الذرية الطيبة بما أراح عينهما وعمر ادم بعمارة الأرض وفى جندية السمع والطاعة بأمر الله وما أجمل حياتهما وهما يتقبلان قضايا عصرهما ببساطة واقعهما وما كانت هنالك سوى المشكلات التي سرعان ما يواجهانها بسلاسة وتقييم فاحص وكان الدين بنقائه وبساطته والفطر النقية السليمة التي ترعوى عن اجتناب مايسقط الحياء حتى كانت أول جريمة على الأرض حتى قتل ابني ادم بعضهما تحت مفعول الأطماع والأحقاد والغيرة وعدم الرضا بقضاء الله وقدره نعم وسجلت القصة في كتاب الله كأحد المخالفات التي خالف ابني ادم التدين الصحيح وجاءت الطامة الكبرى بمقتلة مروعة ومايندى له جبين الإنسانية عندما حمل احدهما بيضة التمثيل بأخيه والهم بقتله كأنه ماعرف له حقا مصانا ولا حرمة تحترم ولا احترام لقدسية العلاقة الإنسانية وهيمن عليه شيطانه حتى أرداه وأطغاه وارداه في هوة سحيقة من الخذلان وقطع شعرة معاوية فيما بينه وبين أخيه وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖقَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿27﴾ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿28﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿29﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿30﴾ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿31﴾ (تفسير قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) ) قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211ه): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {واتل عليهم نبأ ابني آدم} قال هما هابيل وقابيل قال كان أحدهما صاحب زرع والآخر صاحب ماشية فجاء أحدهما بخير ماله وجاء أحدهما بشر ماله فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو قابيل وتركت قربان الآخر فحسده و{قال لأقتلنك} وأما قوله: {إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك} فيقول بإثم قتلي وإثمك وأما قوله: {فبعث الله غرابا} فإنه قتل غراب غرابا فجعل يحثو عليه فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه {يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب} الآية. قال معمر وقال الحسن قال رسول الله إن ابني آدم ضربا لهذه الأمة مثلا فخذوا بالخير منهما). [تفسير عبد الرزاق: 1/187] حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم عن الكتاب الأوّل: أنّ آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته تومة هابيل، وأمر هابيل أن ينكح أخته تومة قابيل. فسلّم لذلك هابيل ورضي، وأبى قابيل ذلك وكرهه، تكرّمًا عن أخت هابيل، ورغب بأخته عن هابيل، وقال: نحن ولادة الجنّة وهما من ولادة الأرض، وأنا أحقّ بأختي، ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأوّل: كانت أخت قابيل من أحسن النّاس، فضنّ بها على أخيه وأرادها لنفسه، فاللّه أعلم أيّ ذلك كان. فقال له أبوه: يا بنيّ إنّها لا تحلّ لك. فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه، فقال له أبوه: يا بنيّ فقرّب قربانًا، ويقرّب أخوك هابيل قربانًا، فأيّكما قبل اللّه قربانه فهو أحقّ بها. وكان قابيل على بذر الأرض، وكان هابيل على رعاية الماشية، فقرّب قابيل قمحًا وقرّب هابيل أبكارًا من أبكار غنمه، وبعضهم يقول: قرّب بقرةً، فأرسل اللّه نارًا بيضاء، فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله. - حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، فيما ذكر عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: كان لا يولد لآدم مولودٌ إلاّ ولد معه جاريةٌ، فكان يزوّج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوّج جارية هذا البطن غلام البطن هذا الآخر. حتّى ولد له ابنان يقال لهما: قابيل، وهابيل، وكان قابيل صاحب زرعٍ، وكان هابيل صاحب ضرعٍ. وكان قابيل أكبرهما، وكان له أختٌ أحسن من أخت هابيل. وإنّ هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل، فأبى عليه وقال: هي أختي ولدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحقّ أن أتزوّجها. فأمره أبوه أن يزوّجها هابيل فأبى. وإنّهما قرّبا قربانًا إلى اللّه أيّهما أحقّ بالجارية، وكان آدم يومئذٍ قد غاب عنهما إلى مكّة ينظر إليها، قال اللّه لآدم: يا آدم، هل تعلم أنّ لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللّهمّ لا. قال: فإنّ لي بيتًا بمكّة فأته. فقال آدم للسّماء: احفظي ولدي بالإمانة، فأبت. وقال للأرض فأبت، وقال للجبال فأبت، وقال لقابيل، فقال: نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرّك. فلمّا انطلق آدم قرّبا قربانًا، وكان قابيل يفخر عليه، فقال: أنا أحقّ بها منك، هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصيّ والدي. فلمّا قرّبا، قرّب هابيل جذعةً سمينةً، وقرّب قابيل حزمة سنبلٍ، فوجد فيها سنبلةً عظيمةً ففركها فأكلها. فنزلت النّار فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنّك حتّى لا تنكح أختي. فقال هابيل {إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين}. قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: جاء غرابٌ إلى غرابٍ ميّتٍ، فبحث عليه من التّراب حتّى واراه، فقال الّذي قتل أخاه: {قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي} http://jamharah.net/showthread.php?t=20300 فإن آدم - عليه السلام - لما بعث إلى أولاده، كانوا مسلمين مطيعين، ولم يحدث بينهم اختلاف في الدين، إلى أن قتل قابيل هابيل؛ بسبب الحسد والبغي) http://www.dorar.net/enc/akhlaq/2053 القصة البشرية المتمثلة بقابيل وهابيل؛ إنسان عرف الله فأطاعه، وتقرب إليه فسلم، وسعد في الدنيا والآخرة، وإنسان غفل عن الله وآثر شهوته على طاعته، واعتدى على خلقه ولو بالقتل فشقي في الدنيا والآخرة، هذه قصة البشرية، قابيل يمثل نموذجًا، وهابيل يمثل نموذجًا، وكل واحد من البشر؛ إما أن يكون الأقرب إلى قابيل، أو أقرب إلى هابيل، حينما تؤثر طاعة الله على مصلحتك وهواك وشهوتك, فأنت قريب من هابيل، وحينما تؤثر شهوتك وهواك ومصلحتك على شرع الله عز وجل وعلى حكم الله, فأنت قريب من قابيل، ولسنا على شيء حتى نقيم القرآن الكريم، فإن لم نحكم بما أنزل الله في بيعنا وشرائنا واحتفالاتنا وأفراحنا وأتراحنا وحلنا وترحالنا وزواجنا وسفرنا، فإن لم نحكم بما أنزل الله, فالآيات ثلاثة: ظالمون لأنفسنا، كافرون بعظمة هذا الشرع، فاسقون, خرجنا عن منهج الله. نعم كانت أولى جرائم التاريخ الانسانى التي وضعت الأساس الأول لتبرير القتل ولعل كل دم يسكب على الأرض اليوم في بلداننا العربية والإسلامية – منه جزء ونصيب على من ابتدع تلك السنة إلى يوم القيامة وقال إبراهيم النّخعيّ: ما من مقتولٍ يقتل ظلمًا، إلّا كان على ابن آدم الأوّل والشيطان كفل منه. رواه ابن جريرٍ أيضًا). [تفسير القرآن العظيم: 3/88-90] نسألكم الدعاء حتى نلتقي في لقاء قريب بكم إن شاء الله والله معنا ومعكم ولن يترنا ولن يتركم أعمالنا وأعمالكم