لم أكن أعلم أن عينيك مدى ، يتوه فيه الكلام وأن روحك عرين الغرام تطوف حولي ليلاً ، فأراك في قلب هذا المنفى كفهد الغابات .! فأي عناد فيك يمزج الانقياد بالعصيان ! يحرّك أحاسيس مفعمة ، بغيث عطور تتغلغل في المسامات يا أنت ، أخبرني … كيف ينام البدر مثقلاً بمرارة الغياب ؟ وهل يطفئُ السُّباتُ ما شبَّ في الفؤاد ؟ قالوا هو العابث بصبرك قلت قد رضيت بلوعة العشق فالوفا في الهوى سجيتي والقلب جمرٌ بغرامه يلتهب سواه ما أغوى العيون بالنظر ورمى عليها سهام الشعر والغزل لهمسه في مهوى الآذان مساقِطُ رُبَّ صوتٍ ليس له نظير .! فيا قاتلي إِنَّي أفشيت فيك سري وما كنت أرضى قبل عطرك بالغرق ! تالله ما رأت عيناي مثلك رجلاً من نور في كفه يتهافت الفراش وتفنى الحُقُب عجباً ، يا ولهي الرهيب ما بال تقربي يزيدك بعداً وكلما حاولت الوقوف يداهمني غيابك من جديد ألا ترَ أنَّ البوح قليلٌ والذنوب كثير ؟ أم تحسب أن في النوى ثواباً وأَجراً عظيماً .!!