يشغلُ الحديثُ عن المرأة وقضاياها اللغوية حيزًا كبيرًا في أبواب النحو العربي، فنراهم يتحدثون عن المذكر والمؤنث، وأنَّ المؤنث فرع عن المذكر، وعلامات التأنيث تفرِّق وتميز المؤنث؛ ك (التاء المربوطة) مثل: فاطمة، (الألف المقصورة) مثل: هدى، (الألف الممدودة) مثل: زهراء.وكذلك حديثهم عن ضمائر تخص المرأة؛ أي: المؤنث (تاء التأنيث، نون النسوة، ياء المخاطبة، هاء الغائبة،.الخ) . وفى الإفراد والتثنية والجمع يقولون: مفردة مؤنثة، مثنى مؤنث، وباب جمع المؤنث السالم. وفي تنوين الاسم نال المؤنث حقَّه عندما خصُّوه بتنوين "المقابلة" ليقابل النون في جمع المذكر السالم؛ فنقول: مسلماتٌ، ومؤمناتٍ، فالتنوين وهو نون تنطق ولا تكتب تقابل النون في "مسلمون ، مؤمنين" . وفي ضمائر المخاطب "أنتِ ، أنتنَّ "، وفي ضمائر الغائب "هي، هنَّ"،وفي الأسماء الموصولة "التي، اللتان، اللاتي، اللائي"، وفي أسماء الإشارة " هذه ، هاتان " …الخ . ومن يتصفَّح أبواب النحو يلحظ نصيب المرأة موجودًا بجلاء، خلال دراسة هذه الأبواب وتلك القواعد النحوية، وقد أُفردت مؤلفات في التراث النحوي واللغوي تحت عنوان "المذكر والمؤنث" . ولقد اهتمَّ النحاة العرب بدراسة صفات المرأة وذكروا ما يلي بعضه: أ صفات المرأة الخاصة بها:(حبلى، عاقر، فارك (المبغضة لزوجها)، عروب، حائض،..الخ ) ( ). ب صفات تشترك فيها المرأة مع الرجل:(جريح، عجوز، قتيل، مسكين ، ..الخ ) . ومن ذلك قولهم : "نعم الفتاة أو نعمت الفتاة نعم المرأة أو نعمت المرأة ، وعن ذلك يقول ابن مالك : والحذفُ في "نِعْمَ الفَتَاةُ" استحسنوا لأنَّ قَصْدَ الجِنْسِ فيه بيِّنُ وفي هذا الشأن بقول ابن يعيش :"ويستوي المذكر والمؤنث في (فعول ، ومفعال ، ومفعيل ، وفعيل) بمعنى (مفعول) ما جرى على الاسم؛ تقول: هذه المرأة قتيل بني فلان ..الخ ".( ) ويقول سيبويه :"واعلم أنَّ (نعم) تؤنث وتذكر ؛ وذلك قولك : نعمت المرأة ، وإنْ شئت قلت : نعم المرأة ، كما قالوا : ذهب المرأة ، والحذف في (نعمت) أكثر "( ) . ويقول ابن جني( ):" وأهل الحجاز يدعونها في كل حال على لفظ واحد فيقولون للواحد والواحدة والاثنين والاثنتين والجماعتين : هلم يا رجل ، وهلم يا امرأة ، وهلم يا رجلان ، وهلم يا امرأتان ، وهلم يا رجال ، وهلم يا نساء".ولقد ذكر النحاة أنَّ بعض الرجال يُسَمَّوْنَ بأسماء مؤنثة لفظًا نحو : طلحة ، ومعاوية ، ..الخ . ومن ذلك قول الشاعر ( ): تَجَاوَزْتُ هِنْدًا رغبةً عنْ قِتَالِهِ إلى مالكٍ أعشو إلى ضوءِ نَارِهِ ف (هند) هنا اسم رجل. وذكروا إمكانية تسمية المرأة بأسماء الرجل؛ نحو : رضا ، عمرو ، يزيد ، وقاسم ..الخ ( ). ومنه قول الآخر( ): يا جعفرٌ يا جعفرٌ يا جعفرٌ إِنْ أكُ دِحداحًا فأنْتِ أقصرُ ف (جعفر) هنا اسم امرأة ، ومن ذلك قول الشاعر( ): مزَّقوا جيبَ فتاتهم لم يبالوا حُرمة الرَّجلة ف (الرجلة) للتفريق بين جنس المذكر والمؤنث . ولقد ذكر النحاة الشواهد التي تصف المرأة وتتحدث عن صفاتها ، ونذكر من ذلك ما يلي : قول امرئ القيس ( ):تَنوَّرتُها مِن أَذْرِعاتٍ وأهُلها بيَثْرِبَ أَدْنَى دارِها نَظَرٌ عالِ وقول الشاعر: فتاتان أمَّا منهما فشبيهةٌ هلالاً , وأخري منهما تُشبه البدرا ومن ذلك قول الشاعر: إذا سايرتْ أسماءَ يومًا ظعينةٌ فأسماءُ من تلك الظعينةِ أملحُ ومنه قول الشاعر: فقالت لنا : أهلاً وسهلاً وزودت جنى النحل , بل ما زودت منه أطيبُ ومن ذلك قول الراعي عبيد:إذا ما الغانياتُ بَرَزْنَ يومًا وزَجَجْنَ الحَوَاجِبَ والعِيُوْنَا قول النابغة يصف المتجردة زوج النعمان بن المنذر( ): صفراء كالسِّيراء أكمل خلقها كالغصن في غلوائه المتأوِّدِ أي: صفراء من كثرة الطيب. *****