الدرس الثالث ولكل قسم من أقسام الكلمة الثلاثة علامات يتميز بها , وذلك علي النحو التالي : أولا : علامات الاسم : وهي خمس علامات , لخَّصها ابن مالك في قوله : بالجَرِّ , والتنوين , والنِّدا , وألْ ومسنَدٌ للاسم تمييزٌ حصلْ ومن البيت السابق نخلص إلي أنَّ علامات الاسم هي : العلامة الأولي: (الجرُّ): وهو : تغيير في أخر الاسم يقتضي كسرة, والجر علامة ينفرد بها الاسم دون الفعل والحرف, وعامل الجر قد يكون واحد من ثلاثة: أ الجر بالحرف : وذلك عن طريق الجر بأحد حروف الجر العشرين المشهورة في اللغة العربية ؛ مثل : سلمتُ علي محمدٍ , مررتُ بالمسجدِ . ب الجر بالإضافة : وهو أن يقع الاسم مضافًا إليه ؛ مثل : يد اللهِ مع الجماعة ج الجر بالتبعية : وهو أن يقع الاسم موقع أحد التوابع كالبدل , أو المعطوف أو النعت , ومن ذلك : سلمتُ علي الطالبِ الناجحِ , التحقت بكليةٍ جميلةٍ , قرأت عن الخليفةِ عمرِ بن الخطابِ , تحيَّرتُ في اختيار كلية الطبِ أو الهندسةِ . وقد ظهر الجر في الاسم بأنواعه الثلاثة (بالحرف, وبالإضافة , وبالتبعية) في قوله تعالي : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) (الفاتحة:1). العلامة الثانية : التنوين : وهو : نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظًا لا خطًّا لغير توكيد , فنضع ضمتين أو فتحتين أو كسرتين علي أخر الاسم رفعًا أو نصبًا أوجرًا علي الترتيب . وهو على أربعة أقسام : (1) تنوين التَّمكين : وهو الذي يلحق الأسماء المعربة , ويدل علي تمكنها في باب الاسمية, ويخرج من ذلك جمع المؤنث والاسم المنقوص, ومن ذلك قولنا: محمدٌ رسول الله, رأيتُ محمدًا يذاكر, سلمت علي محمدٍ, وعليه يقسم الاسم إلي: أ ( متمكن أمكن ) وهو الاسم الذي يقبل التنوين ؛ أي : الاسم المصروف . ب ( متمكن ) وهو الاسم الممنوع من الصرف . ج ( غير متمكن ) وهو الاسم المبني . (2) تنوين التَّنكير : وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقًا بين معرفتها ونكرتها ؛ أي : الذي يلحق الأسماء المبنية ليفرِّق بين المعرفة والنكرة ؛ أي : تكون الكلمة معرفة فإذا لحقها هذا النوع من التنوين تصبح نكرة ؛ مثل : هذا سيبويهٍ , رأيت سيبويهٍ , مررت بسبيويهٍ . فكلمة ( سيبويه ) بدون تنوين علم معرفة علي اسم العالم النحوي العربي المشهور , وعندما دخل عليها التنوين ( سيبويهٍ ) أصبحت نكرة شائعة تطلق علي أي شخص يجيد قواعد النحو العربي . (3) تنوين المقابلة : وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم ؛ نحو (مسلماتٌ) فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم ك(مسلمين). (4) تنوين العِوض : وهو على ثلاثة أقسام : (أ) عوض عن جملة : وهو الذي يلحق (إذ) عوضًا عن جملة تكون بعدها كقوله تعالى (وأنتم حينئذٍ تنظرون) ؛ أي : حين إذ بلغت الروح الحلقوم فحذف (بلغت الروح الحلقوم) وأتى بالتنوين عوضًا عنه . (ب) عوض عن اسم : وهو اللاحق ل( كلّ , بعض ) عوضًا عمَّا تضاف إليه نحو (كلٌّ قائمٌ)؛ أي: (كُلُّ إنسانٍ قائمٌ) فحذف إنسان وأتى بالتنوين عوضًا عنه ., ومن ذلك قوله تعالي : ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )(الأنبياء: الآية33)؛ أي: كلهم , ومنه قول الشاعر : الناسُ للناسِ مِنْ بدوٍ وحاضرةٍ بعضٌ لبعضٍ وإنْ لم يشعروا خدمُ (ج) عوض عن حرف : وهو اللاحق ل(جوارٍ وغواشٍ ) ونحوهما رفعًا وجرًّا نحو: (هؤلاء جوارٍ ، ومررتُ بجوارٍ) فحذفت الياء وأتي بالتنوين عوضًا عنها . وأصلها (جواري وغواشي ) . تتمة : يرى بعض النحاة وجود نوعين آخرين من التَّنوين ؛ هما : 1 تنوين التَّرنُّم : وهو الذي يلحق القوافي المُطلقة بحرف علة كقوله : أقلى اللوم عاذل والعتابنْ وقولي إن أصبت لقد أصابنْ وفي قوله : أقلى اللوم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابا فجيء بالتنوين بدلاً من الألف لأجل الترنم . 2 التنوين الغالي : وأثبته الأخفش ، وهو الذي يلحق القوافي المقيدة كقوله : وقاتم الأعماق خاوي المخترقن والتنوين الذي يختص به الاسم إنما هو تنوين (التمكين والتنكير والمقابلة والعوض) ، وأما تنوين الترنم والغالي فيكونان في الاسم والفعل والحرف. العلامة الثالثة : ( النداء ) : ويقصد بها : وقوع الاسم منادي بعد أدوات النداء ؛ نحو قولنا : يا طالب ذاكر دروسك , يا مسلمي العالم انتبهوا … الخ . العلامة الرابعة : ( دخول أل ) : ويقصد بها : صلاحية الاسم لدخول الألف واللام (أل) عليه ؛ نحو : الرجل , المدرسة , الولد , الكلية , ومن ذلك قول المتنبي : الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ ففي البيت السابق سبعة أسماء دخلت عليها ( أل ) . العلامة الخامسة : ( الإسناد ) : وهو أن يسند للاسم ما تتم به الفائدة ؛ سواءٌ كان المسند فعلا أم اسمًا أم جملة , نحو : قام زيدٌ , زيدٌ أخوك , أنا نجحت , خرج مَنْ عندكم . ويذكر أن الإسناد هو أقوي علامات الاسم ؛ وذلك لأنه يوضح لنا اسمية الأسماء المبنية ؛ مثل : ما , مَنْ , أنا , هي , …. الخ .