هل "القصة الشاعرة" تطور في القصة القصيرة فقط أم في الشعر فقط … أم تطور للاثنين معاً ؟؟؟ إننا لو تأملنا تكوين (القصة الشاعرة) من مادتي القصة والشعر نجد أنها تحافظ علي موروثيهما الأصيل معاً وتطورهما معاً ..بل وتنادي على كل ذي موهبة كتابية أن يكون شمولياً., أن يكون شاعراً وقاصاً في الوقت نفسه يحيط علماً بمكونات كل منهما .. وهذا ما يبين أهمية وقيمة (القصة الشاعرة) كَفَنٍ أدبي جديد معاصر, يجب أن تتاح له الفرص الكثيرة من العناية به والبحث فيه والكتابة عنه بل والتنظير له من ناحية المُسمى والتكوين والنقد حتى يستمر وينتشر ويزدهر ويبدع فيه كل شاعر وقاص . إن جمال وكمال القصة الشاعرة أنها لا تمدنا بشعر فقط على حدة ولا بنثر فقط على حدة , بل بالاثنين تمتعنا في إبداع رائق وراق , لأنها قد جمعت الفنيين معاً وطورتهما وغيرت من شكلهما وموضوعهما معاً ,, وكأننا نعيش بها التجربة تجربتين . فمثلاً في القصة الشاعرة (أشرقت) والتي نصّها :- "فتحت طفولتها على عين تواريها براويز الأشعة في جنوب اليتم.. ‘ ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها..' تنساب في المرآة ‘تبدو سدرة حينا' وحينا تشتهي جسد التمني عاريا.. ‘دقت محطات الأنوثة في السياسة..' أشرقت" هل يستطيع أي قارئ لها أن يقول أنها تطور للشعر فقط (أي قصيدة نثر مثلا), أو يقول أنها تطور للقصة فقط (أي قصة قصيرة جدا) ؟؟؟؟ لو قال : تطور للشعر فهو مخطئ لأنها ليست شعراً فقط , ليست موسيقى تفعيلية دائرية فقط .. وليس بمصيب لو قال :هي تطور في القصة فقط لأنها لا تحتوي على مجرد سرد لأحداث …إنها تطور للاثنين معا (للقصة والشعر في آن واحد) من حيث الشكل واضح جداً .. وكذلك من حيث المضمون . فمن حيث الشكل هي قصة قصيرة جداً صيغت في قالب شعر(التفعيلة) التدويري الموسيقي .. ومن حيث المضمون (الموضوع) تحكي قصة بريئة في اليتم ..أياً كان هذا اليتم فهو يتم مؤداه وخاتمته أحيانا الضياع في (تشتهي جسد التمني عارياً) وفي أحيان أخرى يكون مؤداه الإشراق في (تبدو سدرةً حيناً) كقصة :- تطورت عن القصة القصيرة جدًا إلى ما يسمى (القصة الومضة أو اللمحة) لماذا ؟؟ لأن أحداثها تنحصر في (ومضة أو لمحة) مابين البداية (فتحت طفولتها) إلى النهاية في (دقت محطات الأنوثة في السياسة ….أشرقت) وتبلغ ذروة الومضة القصصية القصيرة جدا في (أشرقت) فإلى جانب أن الفعل (أشرقت) يحمل الومضة الحسية في عنوانها وسير أحداثها وخاتمتها أيضاً خاتمة فهو يحمل في الوقت ذاته أيضا الومضة المعنوية كتطور في شعر (التفعيلة)… فهي بذلك شعر .. هي قصة تحمل أهم ما يميز القصة القصيرة جدا من قصر شديد وإيجاز وتكثيف ورمزية وانزياح , وفوق كل ذلك الحبكة القصصية (العقدة) المتمثلة في (راحت تراود نفسها عن نفسها) بكل ما يوحي به الفعل المضارع (تراود) من استمرارية وما يبثه في فكر المتلقي من تداعيات المراودة وما يزيحه إلى وجدانه من مشاعر الغواية عند (امرأة العزيز وهي – تراود- فتاها عن نفسه) ,, إنَّ هذه العقدة الرائعة (قصصياً) أمتعنا بها المبدع "محمد الشحات محمد" (شاعرياً) , ورغم أنها مروعة ومنتهى التأزم (قصصياً) إلا أنه استطاع أن يفك تأزمها ويصل بنا إلى حلها (شاعرياً) بأمرين : الأول : باستدعائه لفظة نفسها ليكمل التفعيلة الشعرية (ود/ نفسها) ( متفاعلن). والثاني :في جملته الإيقاعية (دقت محطات الأنوثة في السياسة) تلك الجملة الحاملة للحل الكامل للعقدة ..الحاملة للبشرى بين عتمة اليتم وغواية المراودة , بين قمة الطهارة في (سدرة) وحضيض الاشتهاء في (جسد التمني عارياً) إلى أن وصل بنا إلى ومضة الخاتمة أو خاتمة الومضة (أشرقت) والذي يحمل من الترميز الكثير . والرمز والترميز لا شك عامل أساسي في مضمون شعر التفعيلة ومضمون القصة القصيرة جدا ..الذي مزجهما معا قصاصنا الشاعر المبدع في قصته الشاعرة هذه (أشرقت) . وأياً كان ترميز لفظة (السياسة) فالحل هو أن (دقت محطات الأنوثة فيها) ف (أشرقت) سواء كانت سياسة مادية واقعية ملموسة أو سياسة معنوية شاعرية ,, سياسة الحاكم والمحكومين والشعب والقانون أم سياسة النفس البشرية وترويضها لتبلغ ماتطمح إليه بطبيعتها السرمدية وفطرتها الإلهية في (سدرة) وما أدراك ما سدرة ؟؟ سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى . إذ يغشى السدرة ما يغشى . !!!!!!!! إن لفظة (سدرة) لا ترمز ولا تشير ولا تزيح في سياق ما قبلها وما بعدها من ألفاظ ومعانٍ إلى العلو والطهارة وقمة الإيمان فقط . بل وتلمح وتشير وترمز إلى (الإسراء والتسرية) بل والنجومية أيضا حيث كان موضعها سورة (النجم) والنجم إذا هوى . إنَّ مابين الحين في (سدرة) والحين في (تشتهي) تكون النفس البشرية منذ طفولتها إمّا ك(النجم) أعلى السماء مشرقاً أو كمن (هوى) فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق . إن ما تفيض به القصص الشاعرة عامة وهذه القصة الشاعرة "أشرقت" خاصة من معانٍ شعرية غاية في البلاغة الممتعة والبيان الساحر والموسيقى المتناغمة الجميلة , وما تقصه من حكاية – رغم قصرها- تحمل الكثير من الأحداث , يجعلني أقول أنها تستحق وعن جدارة أن تحمل مسمى (القصة الشاعرة) الذي هو مزاج/تفاعل من قصة وشعر , من سرد للأحداث وموسيقى شاعرة .. من واقعية وخيال .. من ماديات محسوسات ومعنويات غائبات في ثنايا النفس .. من حقائق سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى نفسية ومجازات بيانية .إنها حقاً (قصة شاعرة) .. قصة من حيث القص (لغةً) فكما ورد في (لسان العرب) لابن منظور الأفريقي : القَص فعل القاص إذا قصَّ القصص، والقصة معروفة، ويقال: في رأسه قصة يعني: الجملة من الكلام ونحوه ,وقوله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص) أي: نبين لك أحسن البيان. و: قصصت الشيء إذا تتبعت أثره شيئاً بعد شيء،ومنه قوله تعالى???? وقالت لأخته قصيه)أي تتبَّعي أثره. والقصة: الخبر، وهو القصص، وقص عليّ خبره يقصه قصاً وقصصاً أورده.. والقَصص: الخبر المقصوص بالفتح،والقِصص: بكسر القاف، جمع القصة التي تكتب.والقاص: الذي يأتي بالقصة على وجهها كأنه يتتبع معانيها وألفاظها. وبذلك فالقصة تعني لغة: الإخبار والرواية. وهكذا هي القصة الشاعرة في الجزء الأول من مسماها أحداث تجري وأخبار تحكى سواء كثيرة أم قليلة . وهي (أعني القصة الشاعرة) قصة أيضا من حيث المصطلح, إذا عَرِفْنا بشيء من التفصيل أن القصة القصيرة اصطلاحا: نوع من النثر الفني القصصي أو الحكائي الذي يُقرأ بشكل مناسب في جلسة واحدة . وكما قال امبرت أندرسون :"هي حكاية قصيرة ما أمكن، حتى ليمكن أن تقرأ في جلسة واحدة و تصور جانبا من الحياة فقط يحلل فيها الكاتب الحدث أو الشخصية ولا يعني فيها بالتفاصيل ولا يلتزم ببداية ونهاية أحياناً ، وقد تدور حول مشهد أو حالة نفسية أو لمحة محددة . وتقوم على مبدأ الوحدة أي: (شخصية واحدة، حدث واحد، عاطفة واحدة….الخ). وحتى إن تعددت الأحداث وتشابكت وتباينت العواطف والمشاعر فلإيجازها وقصرها يستحسن أن تكون الشخصية واحدة ..وهذا ما لمحناه في كثير من القصص الشاعرة وخاصة هذه التي معنا : (أشرقت) "فتحت طفولتها على عين تواريها براويز الأشعة في جنوب اليتم.. ‘ ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها..' تنساب في المرآة ‘تبدو سدرة حينا' وحينا تشتهي جسد التمني عاريا.. ‘دقت محطات الأنوثة في السياسة..' أشرقت" فالشخصية :- واحدة تظهر في تاء التأنيث الساكنة أو ربما في العنوان الذي قد يبدو ( اسماً) شخصية واحدة رغم ما تناوبها من عواطف عدة وما عانته من أحداث في الأفعال الماضية والمضارعة المتتالية (فتحت , تواريها ,راحت , تراود , تنساب , تبدو , تشتهي , دقت وأخيراً أشرقت) .. (أشرقت) هذا الفعل أو (ربما الاسم) الذي اتخذه شاعرنا القاص (عنواناً) لقصته الشاعرة حاملاً لحظة الوميض المادي والمعنوي لنفس البراءة اليتيمة . وإن كان الشاعر بعبقريته البلاغية قد خلق لنا من (براويز الأشعة في جنوب اليتم) شخصية أخرى مجازية (استعارية) فكان ذلك منه لغرض إمتاعنا بتأثيرها البالغ في الشخصية الرئيسة بالقصة وللوصول إلى الحبكة القصصية . وكم هو ممتع البيان فيها !!! وجاذبٌ في تصويره الاستعاري أيضا (فتحت طفولتها) , (جنوب اليتم) , (تنساب في المرآة) , (تبدو سدرة) وهذا يؤيد بكل وضوح كون القصة شاعرة .. فلفظة (الشاعرة) من ( شعر يشعر فهو شاعر) وذلك أبسط مفاهيم شعرنا العربي الذي قوامه بَعْدَ الموسيقى (البلاغة المتمثلة في علومها الثلاثة : البيان والبديع والمعاني) ..وإن كان للنثر حظ منهم فحظ الشعر هو الأكبر . ولكننا نتساءل : هل (القصة الشاعرة) تطور عن القصة القصيرة ؟؟ أم تطوير وتحديث للقصة القصيرة جدا ؟؟؟ أم تطوير للقصة الشعرية ؟؟؟؟؟ وللإجابة عن هذا التساؤل أقول : إن القصة أياً كان نوعها هي قص , حكي , سرد أحداث (حدوتة) …والقصة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني بأشكال مختلفة ؛ لأنها من طبيعة الإنسان منذ وجد على سطح الأرض , ومن أهم عوامل تسليته وتسليه في أوقات فراغه وسروره أو حزنه وملله, ولا أدل على ذلك من أن الأم تقص لأولادها قصة (حدوتة) لتبعث في نفوسهم الهدوء وتسليهم كي يدخلوا مرحلة النوم مطمئنين . ولا أدل على ذلك أيضا من تسلية الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – وإيناسه بالقصص القرآني الكريم بداية من قصة سيدنا آدم ونوح وإبراهيم ويوسف وداوود وسليمان وقصص بني إسرائيل. ومن هنا يمكنني أن أقول : أن القرآن الكريم يُعدُّ أول نص إسلامي نرى فيه القصة القصيرة بمعناها الحقيقي وبعناصرها الفنية المتكاملة وخاصة في قصة يوسف -عليه السلام – في السورة المسماة باسمه (سورة يوسف) . وما تبعه من قصص وحكايات جاء قليلاً على استحياء ودون عناصر فنية مكتملة – إلا النذر اليسير جدا – وقد وضعه العرب في باب (الأخبار والأمثال ..والحكم والمواعظ) .. مدللين على ذلك للدنيا كلها أن كل شيء مبتكر بداياته عربية الأصل ..وما رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، ورسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، ورسالة حي بن يقضان لابن طفيل، والمقامات لبديع الزمان الهمذاني . إلا قصصا وإن كان بعضها طويلا ويفتقد إلى بعض العناصر الفنية للقصة . ولم تظهر القصة القصيرة بمصطلحها الفني إلا في منتصف القرن التاسع عشر في روسيا علي يد (جوجول)عندما أبدع قصته "المعطف" وغيرها من قصصه الإنسانية كما يقول(ترجنيف): لقد أتينا جميعا من تحت (معطف جوجول.( بل وتطورت على يديه أيضاً من خلال كتاباته القصصية التي ركز فيها على الموضوع أكثر من الشكل وتجاوز الاتجاه الرومانسي إلى الاتجاه الواقعي ، وجدد في اللغة والموضوع. وتابعت القصة القصيرة تطورها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد الروسي أيضاً (أنطوان تشيكوف) والفرنسي (دي موباسان) ، الذي جعل من قصصه مرآة لتصوير الواقع المعاش حوله وفي مجتمعه ، وبذلك أصبحت القصة القصيرة تُلائم وتُوافق روح العصر، وكأنها الوسيلة الطبيعية للتعبير عن الواقعية الجديدة. ولعل مواءمتها لروح العصر هو السبب الرئيسي الذي ساهم في انتشارها منذ موباسان حتى يومنا هذا. ومن هذا المنطلق يكمن ما أتوقعه ل (القصة الشاعرة) أن تنهض وتزدهر وتنتشر لأنها تعايش المتلقي في الواقع .. وإن كنا لازلنا مع (أشرقت) فتعالوا نستقرأ لفظة (السياسة) في جملتها القصصية (دقت محطات الأنوثة في السياسة) وتداعياتها في أحداث أي مجتمع كان, وكما أوضحت سابقاً أياً كان نوع السياسة فهي (سياسة) لفظة عصرية واقعية معاشة , ولها أثرها الجاذب والخادم لمجريات الأحداث في قصتنا الشاعرة (أشرقت) . وستنهض (القصة الشاعرة) وتنتشر وتزدهر أيضا من كونها ملائمة كل الملاءمة لروح عصرنا الحاضر الذي تميّز بالسرعة لدرجة جعلته يتصف بها في الأساس ويطلق عليه عصر (السرعة) . ومن منا عنده من الوقت أو الصبر الآن أن يجلس ويقرأ قصيدة طويلة أو كاملة من الشعر العمودي أو أي أنواع الشعر دون أن يقاطعه شيءٌ ما حوله ولو (رنة موبايل) فربما تفسد عليه قراءته .. ففي القصة الشاعرة الغَناء مادامت تحمل في طياتها الفكرة الجيدة والسرد القصصي الجاذب والموسيقى الممتعة .. وليس إنكار المنكرين ل( لقصة الشاعرة) وهي في بداية ظهورها ولا رفض الرافضين لها بشيء غريب أو عجيب .. فقديما رفض الناس قصص (موباسان) في بادىء الأمر، لماذا ؟؟؟ لأنها جاءت على خلاف ما سبقها من قصص , ولأن بها بعض تغيير لما ألفوه من شكل القص وموضوعه ، ولكنهم ما لبثوا أن أدركوا روعتها ، فأقبلوا عليها واتسع نطاق قراء القصة القصيرة في فرنسا وفي خارجها. وما إن جاء القرن العشرين إلا وقد أصبحت القصة القصيرة أكثر الأشكال الأدبية انتشارا وقوة كادت تسيطر بهما على معظم مجالات الإبداع خاصة في الساحة العربية التي وجدتها أرضا خصبة لها . ويرجع بعض النقاد أول قصة قصيرة عربية بالشكل المتعارف عليه إلى القصاص المصري الشهير(محمد تيمور) في قصته القصيرة (في القطار) والتي بها تقدمت القصة العربية القصيرة وازدهرت بخطوات إلى الأمام، حيث تميز أسلوب (محمد تيمور) فيها بلغة بسيطة وصافية هادئة، ودقيقة، فأتاح لها ذلك مجالات أوسع للترجمة إلى اللغات الأجنبية. وجاء بعده شحاته وعيسى عبيد اللذان تقدما بالقصة القصيرة خطوة كبيرة لا بأس بها.. وبعدهما جاء طاهر لاشين ومن بعده تتابعت التطورات في القصة القصيرة على يد رواد أبدعوا فيها كحسين فوزي ،ويحي حقي ، ونجيب محفوظ، ومحمود البدوي، وصالح موسى، ويوسف إدريس، وغسان كنفاني…. وغيرهم(ممن شقوا لها طريقها نحو التجديد والحداثة بما أكسبوه لمضمونها وشكلها من صيغً، وتراكيب كثيرة في كتاباتهم جعلتها أكثر قدرة على التعبير عن روح العصر الذي عاشوه .. ولكن هل وقفت موجة التطور والحداثة في فن القص عند هؤلاء المبدعين إلى ذلك الحد ..أم تقدمت واجتاحت كل من أنكرها ؟؟؟ بكل تأكيد تقدمت واجتاحت كل من أنكرها بل وتطورت القصة القصيرة إلي شكل ومضمون جديدين في فن أدبي جديد هو (القصيرة القصيرة جدا)(ق- ق- ج) .. والتي سرعان ما انتشرت وازدهرت في أدبنا العربي المعاصر ازدهاراً كبيراً وانتعشت في مصر وفي كثير من الدول العربية مثل لبنان والعراق وسوريا والمغرب والجزائر وتونس والسعودية وذلك بفضل انتشار التعليم وكثرة المواقع الرقمية والتلاقح السريع مع الثقافة الغربية ، ومن ثم يمكن اعتبار الألفية الثالثة عصر القصة الشاعرة بامتياز.. والتي تعتبر حاملة لكثير من مميزات "القصيرة جدا" وسماتها الشكلية والموضوعية ..ولكن (الشاعرة) تزيد عنها كمالاً وجمالاً في اتخاذها من (شعر التفعيلة) ثوبا قشيباً تزهو به عليها في أعين كتابها ومبدعيها وقرائها أيضاً .