عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في مستهل التعاملات الصباحية الثلاثاء 7 مايو 2024    ملف العمل في "الجمهورية الجديدة"| الحلقة العاشرة.. "وزارة العمل والتحول الرقمي والإلكتروني"    حدث ليلا.. معارك في رفح الفلسطينية ومقتل 266 جنديا إسرائيليا منذ بدء العدوان    الإعلام الأجنبي يعلق على بيان حماس بشأن هدنة غزة.. ماذا قال؟    «القاهرة الإخبارية» تعرض لقطات لفض شرطة الاحتلال بالقوة المظاهرات في تل أبيب    «الأرصاد» تحذر من تغير مفاجئ في حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    ياسمين عبدالعزيز: كنت شقية في المدرسة.. وقررت تكون شخصيتي عكس أمي    ياسمين عبدالعزيز: ولادي مش بيحبوا «الدادة دودي» بسبب مشاهد المقالب    7 تصريحات نارية ل ياسمين عبدالعزيز في «صاحبة السعادة».. اعرفها    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    مصطفى شوبير يتلقى عرضا من الدوري السعودي.. الحقيقة كاملة    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال اليوم بعد إصابته أمام فيوتشر    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناقدة د. فينوس فؤاد ل "شموس نيوز": أغلقنا أبواب المجاملات في منح التفرغ
نشر في شموس يوم 26 - 07 - 2015

الناقدة الدكتورة فينوس فؤاد أستاذ النقد الفنى ورائدة التنشيط الثقافى ل"شموس نيوز": أغلقنا بفضل الله أبواب المجاملات وتصفية الحسابات في منح التفرغ
حوار: عبد الرحمن هاشم
"المهام تنتهى، والمناصب زائلة، والصداقات هي الباقية".. " أترك دائماً لله تحديد مسار حياتى، ولكنى كنت وما زلت أجتهد للوصول للأفضل دائماً".. " أكرمنى ربى بزوج مثالى خلوق، حنون، طيب، محترم، يحترم المرأة ويقدر عملها، باختصار شديد يسعدنى دائماً أن أردد أن زوجى هو سر نجاحى".. هذا ما أكدته وكيلة وزارة الثقافة د. فينوس فؤاد في حديثها ل"شموس نيوز"، مطوفة بنا على قضايا تهم شباب الأدباء والفنانين وبخاصة المنح المقدمة من الدولة لرعاية الفنانين والأدباء.
د. فينوس فؤاد تعد أول باحثة مصرية متخصصة فى مجال التنشيط الثقافي، ولها نشاط بارز في العمل التطوعي المدني، وفي نقابة الفنانين التشكيليين، وفي الكتابة النقدية، بدأت كمصممة جرافيك وإعلان قبل تخرجها فى أكبر الشركات الدولية المتخصصة فى مجال الدعاية والإعلان، الأمر الذي أكسبها من الخبرات العملية ما مكنها من تحديد أهدافها بدقة، ومن ثم، الوصول إليها بثقة.. التقيناها لنقف على محطات من حياتها وبعض مجهوداتها في خدمة الثقافة والمثقفين، فإلى نص الحوار..
الفنانة التشكيلية ومصممة الجرافيك والناقدة دكتورة فينوس فؤاد أستاذ النقد الفنى ورائدة التنشيط الثقافى فى مصر .. أى الألقاب أقرب إليك؟
فينوس فؤاد الناقدة التشكيلية هو اللقب الذى أفضله ، أما لقب رائدة التنشيط الثقافى فى مصر، فهو اللقب الذى أعتز وأفخر به نظراً لأنى كافحت وخضت حروباً طويلة من أجل أن أكون أول باحثة مصرية متخصصة فى هذا المجال فى مصر ، وقد تم تكريمى كرائدة فى مجالى من رئاسة الجمهورية والمجلس القومى للمرأة و9 دول من ضمنهم الصين؛ حيث تم تكريمى ضمن فعاليات مؤتمر القمة العربية الصينية للمرأة عام 2011 ضمن 5 سيدات مصريات رائدات فى مجالهن.
متى بدأت فى رسم خطوات حياتك العملية؟
سؤال صعب، ولكن أتذكر هنا مقولة أبى رحمه الله الذى كان يفتخر دائماً بأسلوب تفكيرى الممنهج والمنظم للوصول إلى أهدافى على خطوات متتابعة – ضيقة ولكن واثقة وثابتة – فكنت مجتهدة فى دراستى الجامعية ، وخضت مجال العمل كمصممة جرافيك وإعلان قبل تخرجى فى أكبر الشركات الدولية المتخصصة فى مجال الدعاية والإعلان، والتى كان لعملى فيها مع أجانب، خصوصاً الألمان والكنديين، أكبر الأثر فى اكتسابى خبرات عملية وحياتية قوية، مكنتنى من تحديد أهدافى بدقة، والوصول إليها بثقة ، كما تعلمت فيها تنظيم العمل، وتقسيم الوقت ، وتقييم الذات، وقياس الأداء فى كل ما أقوم به يومياً، لتحديد رغباتى الحقيقية واكتشاف مهاراتى التى ربما تشغلنا الحياة وروتينية العمل عن اكتشافها ، كما تعلمت فى بداية حياتى العملية أهمية الصداقة وكيفية الاحتفاظ بالأصدقاء ، وعدم ربط الصداقة بالعمل أو بالمنصب لضمان استمراها ، فالمهام تنتهى، والمناصب زائلة، والصداقات هي الباقية.
هل صدقت طموحات الصبا فيما وصلت إليه الآن من مكانة ؟
صدقنى، أنا لم أطمح يوماً فى منصب، أو مكانة معينة، لأنى خضت خبرات كثيرة جدا فى مجالات متنوعة ومتعددة، أكسبتنى قدرات قد تختلف عن الكثير من زملائى فى الدراسة الجامعية، وربما زادتنى ثقة فى النفس ، وكنت أترك دائماً لله تحديد مسار حياتى ، ولكنى كنت وما زلت أجتهد للوصول للأفضل دائماً.
إذا حدثتنا د. فينوس فؤاد الأم والزوجة عن نفسها وعن مملكتها فماذا تقول؟
الحمد لله أكرمنى ربى بزوج مثالى خلوق ، حنون ، طيب ، محترم، يحترم المرأة ويقدر عملها ، باختصار شديد يسعدنى دائماً أن أردد أن زوجى هو سر نجاحى، فهو الداعم الأساسى لي بعد أبى وأمى رحمهما الله وكل نجاحاتى كانت معه وبه، فقد امتدت سنوات زواجنا لما يقارب نصف عمرى وأثمرت اثنين من الأبناء هما "منة الله"، فى الثانوية العامة ، و"محمد" فى الشهادة الإعدادية.
أعتبر بيتى مملكتى الخاصة التى أحتفظ فيها بهدوء أعصابى مع زوجى وأولادى ، فنحن نعيش فى أسرة ديمقراطية، لا نتحرك خطوة، أو حتى نستبدل مكان كرسى أو منضدة، أو نختار لون طلاء الحائط إلا بإجماع الآراء فيما بيننا ، وقد عودت أبنائى على إبداء الرأى، دون خوف أو تردد، وتحمل مسؤولية أنفسهم، وربما كان ذلك بدافع الخوف عليهم من أن يمروا بما مررت به بعد فقدى لأمى بوفاتها، وكنت لا أزال أحبو على أعتاب الحياة فى سن السابعة من عمرى.
تجربتك في العمل التطوعى مع مؤسسات المجتمع المدنى ماذا أثمرت حتى الآن؟
أثمرت ثقة فى النفس ، والقدرة على مواجهة المشكلات وحلها بصورة إبتكارية ، كما أثمرت قدرة على التحدى، جعلتنى أقوم بتحقيق أهدافى بأقل الإمكانيات المتاحة ، كما أثمرت خبرة إدارية فى العمل الثقافى وتسويقه ربما لا تتوفر فى أى عمل آخر. والهدية الأكبر التى ينعم الله عليك بها هى القدرة على العطاء والاستمتاع بإسعاد الآخرين من حولك.
طالبك الوسط الثقافى والتشكيلى بتولى منصب هام فى مجال الفنون التشكيلية أو النقابة ولكنك رفضت ذلك … لماذا؟
رفضت، لأنى مؤمنة بطبيعة كل مرحلة ، فالمرحلة الحالية فى حياتى وأسرتى تستحق منى التركيز فى عملى الحالى وعدم التشتت، لذا قررت تأجيل ذلك لمراحل مستقبلية.
حدثينا عن الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات ومنح التفرغ التي تتولين رئاستها..
الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات هى إحدى أهم الإدارات بالمجلس الأعلى للثقافة ، وتضم عدة إدارات حيوية منها الإدارة العامة لرعاية الفنانين والأدباء ، والإدارة العامة للشؤون الأدبية ، والإدارة العامة للمسابقات والجوائز ، وإدارة حقوق المؤلف.
تهتم هذه الإدارات مجتمعة برعاية المبدعين فى كافة المجالات، بداية من الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لهم ، والرعاية الأدبية بتقديمهم إلى الساحة الثقافية، وتنظيم الملتقيات والندوات والمؤتمرات لهم ، وكذلك إعداد السجل الثقافى ، وقد قمت بتأسيس قاعدة بيانات تضم أسماء المبدعين فى كافة المجالات، مروراً بتقديم المواهب الأدبية من الشباب فى مختلف المجالات مثل الشعر والرواية والقصة . وكذلك تنظيم المسابقات فى مختلف المجالات مع جميع قطاعات وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدنى والوزارت المختلفة المعنية بالشأن الثقافى مثل الشباب والتربية والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى والسياحة والآثار والتنمية المحلية.
كما أن لدينا إدارة رعاية الفنانين والأدباء وهى المعروفة بإسم إدارة منح التفرغ ، وإن كنت أرفض قصرها على منح التفرغ وأفضل دائماً تأكيد أنها إدارة متخصصة فى رعاية الفنانين والأدباء رعاية أدبية قبل الرعاية المادية. لذا قمت بإنشاء قاعدة بيانات تضم أسماء الحاصلين على منح التفرغ فى السنوات السابقة ، وتغذية جميع الجهات المتعاملة فى الشأن الثقافى بها وتيسير تقديم أعمالهم فى الندوات والمؤتمرات والملتقيات الفكرية ، كما قمنا لأول مرة بتقديم الرعاية الأدبية والإشراف على عدد من أنشطة المجتمع المدنى مثل المهرجانات والدراسات التوثيقية.
منح التفرغ تثير المشكلات كل عام بين المثقفين ، فالبعض أطلق عليها الهبات والعطايا لما يشوبها من مجاملات … كيف واجهتم تلك المشكلة ؟
ربما كان ذلك فى الماضى ، لكن أرجو محاسبتى من يوم أن توليت أنا المسؤولية ، فبالفعل كان يتم تقديم المنح بصورة عشوائية غير ممنهجة ، فلم تكن هناك لائحة مالية تحدد قيمة المنح، ولم تكن هناك آلية لمتابعة الحاصلين على منح التفرغ ، وذلك نظراً لعدم التطبيق الجيد للائحة القديمة ، وعلى الرغم من ذلك قمت بتقديم مقترح لتعديل اللائحة عرضته على اللجنة العليا لمنح التفرغ وتم إقرار التعديل الجديد للائحة مع إدراج ضوابط لتوزيع الشرائح المالية على المتفرغين ، كما أنه لأول مرة فى تاريخ منح التفرغ يتم التحكيم بأرقام سرية لا يعلمها أعضاء لجنة التحكيم ولا أنا شخصياً ، حيث يتم تقييم الأعمال المتقدمة بالدرجات من قبل لجان التحكيم النوعية، وفقاً لكل تخصص ، ثم يتم جمعها والحصول على متوسط النسبة المئوية لكل مبدع ، وتلك النسبة هى التى تحدد الشريحة المالية التى سيحصل عليها المتفرغ ، ومن ثم تم غلق باب المجاملات، أو تصفية الحسابات الشخصية ، كما تم تعديل لجان تحكيم منح التفرغ بالكامل، وسيتم إعادة تشكيلها بصورة دورية لضمان الحيادية.
كما قمت بمناقشة ميزانية منح التفرغ مع وزارة المالية لرفعها هذا العام، وقد تم ذلك بالفعل ، كما قمت بطلب رفع الحد الأدنى لمنح التفرغ ليصبح مساوياً للحد الأدنى لأجور العاملين بالدولة لضمان الحفاظ على حق المبدع فى الحصول على راتب شهرى مناسب يضمن له حياة كريمة ، مع وضع حد أقصى للمنح يضمن جدية الآداء ، وقمت بتفعيل المتابعة الربع سنوية للمتفرغين لضمان الجدية ، ومن ذلك تفعيل إعادة طباعة سلسلة إبداعات التفرغ المتوقفة منذ عدة سنوات ، مع تشكيل لجنة لمراجعة الكتب قبل طباعتها لضمان الدقة وعدم وجود أخطاء من أى نوع ، وكذلك قمت بإقامة معرض تسويقى ضخم ضم إبداعات الحاصلين على منح التفرغ فى العام الماضى، ونستعد حالياً لإقامة معرض تسويقى يضم إبداعات الحاصلين على منح التفرغ فى السنوات الخمس الماضية ، وبعضهم أنهى مدته القانونية فى الرعاية المادية أو الشق المادى من المنحة ولكننا نستمر فى رعايته أدبياً مدى الحياة.
هل تلاحظين تفاعلاً من الحاصلين على منح التفرغ مع القضايا الوطنية ؟
بالفعل، وقد أهدى الفنانون التشكيليون الحاصلون على منح التفرغ عددا من لوحاتهم التشكيلية للرئيس عبد الفتاح السيسى اعترافاً منهم بدور الدوله فى رعاية المبدعين، ودعماً منهم لمشروع قناة السويس الجديدة، ومن المقرر أن تعرض تلك الأعمال ضمن فاعليات افتتاح قناة السويس ، لتكون اللبنة الأولى فى تأسيس متحف قناة السويس الجديدة .
هل أفلست الساحة الفنية التشكيلية المعاصرة حتى يتم اقتراح الاكتفاء بعرض مقتنيات متحف الفن الحديث فقط في الاحتفال الجديد بقناة السويس؟
أرفض ذلك بالقطع ، فى الإطار المطلق ، لأنه يدل كما قلت على إفلاس الساحة التشكيلية الحالية من المبدعين وقصور الرؤية الفنية وتخليد اتجاهات معينة فى الفن التشكيلى ، فالأعمال المقترحة للعرض فى تلك المناسبة ستكون تعبيرية أو واقعية فقط، ولفنانين من الرواد فقط ، بينما أرى أن افتتاح قناة السويس سواء فى الماضى أو الحاضر، له أبعاد امتدت لتشمل جميع مجالات واتجاهات التعبير الفنى ، فهناك فارق بين الإنفعال اللحظى والتأثير الممتد.
كما أننا لابد وأن نتعامل مع الحدث من منظور أوسع وأشمل، باعتباره حدثاً عالمياً، يدعى إليه شخصيات دولية ، فهو يعد فرصة رائعة للتسويق الدولى للفن التشكيلي المصرى ، لذا أرى أن كل عمل فنى له هوية مصرية وخصوصية فنية، يستحق العرض فى المعرض الموازى لافتتاح القناة .
ويمكن عرض مقتنيات المتاحف المصرية التى سجلت إفتتاج وحفر قناة السويس فى معرض موازٍ مستقل، يتم فيه عرض الأعمال الأصلية وليست مستنسخات منها ، لأن القيمة الفنية للعمل فى أصله وفى لمس العين له ومشاهدة ألوانه الحقيقية وضربات فرشاته وبصمات مبدعه .
ما الحائل بيننا وبين الوصول إلى ما وصلت إليه دول كثيرة في محو أمية مواطنيها؟
العائق الوحيد الذى يعوق تحقيق ديمقراطية الثقافة هو افتقادنا للتسويق الثقافى والفنى، فالثقافة سلعة لها جمهور مستهدف يستحق الدراسة وتحديد الشرائح المستهدفة، وقياس ردود الأفعال حول ما يتم تقديمه لتحسينه بالصورة التى تلائم الجمهور، ونحن الآن نشاهد عروضاً مبهرة بلا جمهور فى العديد من الفاعليات، مع أننا نستطيع أن نجذب الجمهور بسهولة ويسر.
فالأوبرا على سبيل المثال، حققت طفرة هائلة فى الإقبال الجماهيرى فى السنوات الأخيرة التى تلت ثورة 25 يناير 2011 أو بالأحرى بعد أن تولت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئاسة الأوبرا، ومنحت الفرصة للشباب فى تولى المناصب القيادية بها فى جميع الفروع مما ساعد على ضخ أفكار جديدة ساعدت بقيادتها الحكيمة، في محو المفهوم القديم للأوبرا، بأنها مكان يقدم فن غامض عن العامة ، فأصبحت الأوبرا ملتقى العائلات والشباب والصفوة أيضاً تقدم جميع التيارات والأجيال الفنية والفرق المستقلة والمواهب، وتحقق الهدف الذى سعت د. إيناس عبد الدايم لتحقيقه، وهو أن تصبح الأوبرا واحة الفنون فى مصر.
هناك من يؤكد أن المديرين الناجحين على مستوى الوطن العربى قليلون.. كيف ترين ذلك؟
لا أعتقد ذلك فى الوقت الراهن ، فالوعى الإدارى أصبح أفضل الآن وكذلك تأكيد الدولة على تطوير العاملين بها بالدراسة والدورات التدريبية ، وبتطبيق قانون الخدمة المدنية الجديد، سيتم فتح الباب للكفاءات الحقيقية للظهور وتولى المناصب الإدارية القيادية.
انتشار المؤسسات والجمعيات الثقافية في القاهرة والمحافظات لا يضاهيه أو يوازيه تطور مجتمعي.. ما سر ذلك؟
أعتقد أن ذلك يرجع إلى افتقاد حلقات الوصل بين تلك الجهات وبعضها البعض ، ومن المفترض أن الإستخدام الجيد لشبكات التواصل الاجتماعى يساهم فى حل هذه المشكلة ، كما أنه لابد من إنشاء قاعدة بيانات لتلك الموسسات لتيسير التشبيك بينهم.
بماذا تنصحين كل أم كي تبث في وعي أبنائها حب القراءة والفنون بمختلف أنواعها؟
أنصحها هى أولاً بالقراءة أمام أطفالها فهى القدوة والمعلم الأول لهم ، كما أشير إلى ضرورة أن تناقش الأم باستمرار أبناءها فى طبيعة المواد المحببة إليهم ليتسنى لها التركيز على هذا النوع من الكتب التى تستهويهم ، كما أنصحها إذا ما لاحظت انصراف أحد أبنائها عن بعض الكتب الدراسية فى بعض المواد أن تتيح له مصادر أخرى للمعرفة فى تلك المواد لتواجه التأثير الضار لذلك والذى ينعكس على كره القراءة.
ففى بداية مشوارى مع الأمومة أحضرت لأطفالى القصص المصنوعة من القماش ليصطحبوها معهم فى كل مكان بدلا من العرائس الأجنبية ، ليعتاد الطفل على مرافقة الكتاب معه ، كما أرى ضرورة تعويد الطفل على احترام الكتاب وعدم تشويهه أو اهماله ، وكذلك ترسيخ مبدأ استمرارية الكتب والاستفادة منها بعد انتهاء العام الدراسى من خلال التبرع بها لآخرين أو للمكتبات الأهلية أو العامة أو فى المكتبات الملحقة بدور العبادة.
كما لابد من تعريف الطفل وسائل النشر الالكترونى للكتب وشرح كيفية الدخول عليها والقراءة من خلالها نظراً لأن الكمبيوتر فى حد ذاته وسيلة جذب ناجحة لجميع الأعمار.
في الختام، حدثينا عن مصر التي في خاطرك بعد 10 سنوات من الآن؟
أتمنى أن أرى مصر مزدهرة إقتصادياً يعمها الاستقرار، وتزدحم فنادقها ومزاراتها بالسياحة ، وأن تعود لمصر السياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات ، وأتمنى أن أرى فى كل محافظة خريطة سياحية ومتحف لفنونها التى تميزها عن غيرها. أتمنى أن يكون فى كل منطقة سكنية مسرح، وأن يتم استغلال المدراس كملتقيات ومنابر ثقافية فى العطلات والأجازات الصيفية.أتمنى أن أرى أطفال وشباب مصر يتنافسون على الجوائز العالمية فى مختلف المجالات الإبداعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.