هل علينا شهر رمضان الكريم بنفحاته الايمانية العطرةوذكرياته الجميلة التى تظل فى الذاكرة ولا يمكن ننساها ابدا ) وفى يوم ليلة الشك ( استطلاع الهلال يعنى ) كان يقام فى الميادبن مهرجان جميل محفور فى عقولنا للان ……………………………….. موكب ضخم من الجنود والعساكر يسير على انغام الموسيقى العسكريه فى الصفوف الاول, يليه استعراض لعربات المطافئ والإسعاف , يليه عمال المصانع ثم فرق الكشافة من تلاميذ المدارس ويتنهى بأصحاب الطرق الصوفية حاملين راياتهم المتميزة مع دقات طبولهم .. وهنا ندرك ان اول ايام الشهر الكريم غدا او بعد غد وينطلق دووي المدفع فى طلقات متلاحقة إيذانا ببدء الشهر الكريم وينطلق معه صوت المطرب محمد عبد المطلب مجلجلا رمضان جانا وفرحنا به …………….. .. تتوالى ايام الشهر الكريم متتابعة تخطو بخطوات سريعه و ما بين صيام وسحور ومتابعة لفوازير التلفزيون ومسلسل الراديو لشويكار وفؤاد المهندس إلى ان ينتصف الشهر الكريم ويعلو صوت الردايو بأغنية لسه بدرى والله ياشهر الصيام . … وسمع هسسسس .. فرمان من أمى على كل البنات اللي فى المنزل عدم النوم بعد السحور ابتداءا من اليوم .. طب ليه كده يا أمي ده انا اللى بقول …..ترد امى بكلمات مختصرة بس بليغة يعنى انت مش عارفه ولا بتستعبطى بداية خبيز العيد ….. يوووووه طب وانا مالى …. مالك ايه يابنت انت اول واحده هاتقعدى تخبزى معانا وبطلى الكسل اللى انت فيه ده ……………… .. المهم تبدا مراسم الخبيز المعهودة .. وطبعا البداية موقعة الكحك .. تجهز امى كميات مهوله من السمن البلدى المغلى على النار وإحنا كلنا نلتف فى حلقة ولا حلقة الكتاب حول الطشت النحاسى الضخم المهول المملوء بكميات ضخمة من الدقيق وتأتى اللحظات الحرجة وتتطلع أعيننا لامى وهى تصب السمن المغلي على الدقيق وتزأر باعلى صوتها كزئير الاسد فى الغابة ياللا يابنت انتى وهى بثوا الدقيق ( خلط الدقيق بالسمن ) بسرعة قبل السمن ما يبرد .. ولكم ان تتصوروا الحرارة الشديدة والسخونة اللي طالعة من الدقيق … . وطبعا لا مفر ..برطمة واعتراض منى كده كتير كده حرام انا تعبت .. تنظر لى امى بغيظ ولاتنطق لان الظرف لا يسمح لاننا فى قلب الموقعة الكحكية .. وبعد الاتنهاء من البث تصدر امى التعليمات ياللا كوروا العجين كور وكل واحدة فيكم تمسك منقاش لنقش الكحك …. تنتابنى حالة بلاده .. حرام عليكى ياأمى تعبنا … ترد بس انت ولا كلمه اشتغلى وانت ساكتة .. وهنا تخطر لى فكره ادعى المرض وأصرخ بأعلى صوتى متظاهرة بالالم لكى انسحب من المعركة. بس على مين ..تنظر لى امى بعينين يتطاير منها الشرر … ولويا بنت اشتغلى واتعلمى حاجة تنفعك بكره وبعده ………… انظر للطشت فى خجل وتتردد فى اذنى ضحكات اخواتى البنات اللائى تنطلق من اعينهن نظرات المكر و الشماته وتزمجر امى: بسرعة يا بنت امسكى المنقاش و تاتى المرحلة الاخيرة الموقعة الكحكية مرحلة الخبيز فى الفرن اعلى العمارة .. وعارفين مين المتخصص فى الجلوس امام الفرن ؟ طبعا مش أنا ولا امى ولا إحنا البنات ولكن هى الرقيقة جارتنا المسيحية اللي دايما تعمل حسابها وتاخد يومين إجازة من الشغل بتاعها علشان تتفرغ لخبيز العيد .. والله بنفس راضيه وحب وموده وطيب خاطر …………. واخيرا ينتهى الخبيز وريحه الكحك بالسمن البلدى ماليه البيت . وطبعا عارفين يا ترى مين اول واحدة هاتنزل حتتك بتتك على الكحك الجميل ده ؟؟ تفتكروا ميييين ؟؟