العشر الأواخر .. 1 في آخر هذه الورقات القليلة ، سيكون لدي كل فرد دليل العتق من النار – بإذن الله . … كما نعلم من حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم ، أن آخر الخارجين من النار ، من قال مرة لا أله إلا الله موقن بها قلبه .. أو كما قال . … المعني هنا هو في تعظيم التوحيد ، وأنه لن يخلد في النار إلا كافر ، أو مشرك . ومعني آخر أنه إذا كثُرت ذنوب موحد ، ولم يُكفر عنها في الدنيا ، أو في السكرات ، أو في ضمة القبر ، أو في فتنة الملكين ، او في هول المطلع ، أو في الحشر ، أو .. أو ……… لم تنتهي سيئاته ، فسينزل النار ، حتي يُكفر عنها ، إذا لم يشأ الله أن يغفرها له . … وإذا كانت درجة حرارة الشمس في جزء منها تصل إلي 2 مليون درجة مئوية .. وأكثر ، والإنسان لا يتحمل درجة 50 منها …. تخيلوا رحمكم الله جميعاً ، درجة حرارة جهنم ، والأنسان لا يموت فيها ولا يحيا .. أجارنا الله منها ، وأعتقنا جميعاً منها ، فيما مضي من رمضان ، والعشر الباقي منه . … كانت تلك المقدمة بالتخويف ، فقد قال المولي ( وَاتَّقُوا النَّارَ ) .. وقال المولي ( إنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ) .. وقال المولي ( إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ) …… والآن كيف نفعل هذه العظيمة ، العتق من النار العشر الأواخر .. 2 … اعلموا رحمكم الله ، أن الله لايُقبل علي قلب لاهٍ ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ) ، او قلب زائغ ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) ، الله لا يُقبل علي القلوب الغافلة ( مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ) . …الله دائماً مُقبل علي القلوب المطمئنة ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) … أقطع اللهو والزيغ والغفلة عن قلبك ، ليطمئن ويستعد ، وتستعد لعطاء اللَّه . … وسيلتك في ذلك إثنتان ، منع ومنح بالترتيب .. أمنع عينك وسمعك ولسانك عن اللغو واللهو .. وأمنح عينك وسمعك ولسانك الذكر ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) سمعك وبصرك وكلامك ، وأفكارك . كله .. كله .. إما لك . أو عليك ، .. خُذ ليال العشر كلها فرصة للعتق . أحسب نسبة عشرة ايام إلي ما مضي من عمرك ، لا شئ ، ألا تصبر لآخرتك قليلاً ، كما تصبر لدنياك الكثير ! أجعل ليال العشر كلها ليلة القدر ، خيرها اكثر من خير 83 سنة تعيشهم صالحاً ، ألا يستحق الأمر العناء ، ولو قليلاً ! . من عرف السبيل إلي الله ، يمضي رمضان كله ، وليست العشر ، علي طاعة أحلي من الشهد ، ويمر عليه الشهر كأنه ساعة ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) العشر الأواخر .. 3 … جهزت نفسك لعطاء الله ، أُدخل عليه واستفتح عليه بما إرتضاه وعلمهُ لك . … بماذا تستفتح الملائكة كلامها مع الله ( قَالُوا سُبْحَانَكَ ) … بماذا تستفتح الرُّسُل كلامها مع الله ( قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي ) … بماذا يستفتح أهل الجنة كلامهم مع الله ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ) … بماذا يستفتح المسلمون كلامهم مع الله ، مع دخولهم الصلاة / سبحانك اللهم وبحمدك . …… إذاً هو أفتتاح التوحيد ، الذي أحبه الله دائماً من عباده .. أفتتح أنت ، أفتتحي أنتِ ، الدعاء في كل ليال العشر : سبحانك اللهم وبحمدك . .. إستفتحت ، دخلت علي الله من الباب الصحيح ، أليكم – بعض – كنوز القرآن في الدعاء ، والقرآن ملئ بمثلها ، ومعها أيضاً صك من الله بالقبول :: … تزوجت ولم تنجب ، وتريد من الوهاب ، الذي يهب الإناث والذكور ، أن يهبك ، وتريد أن تحدد الهبة ، ذكر أو انثي .. أليك الدعاء ( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) .. صك الإستجابة من الله ، في الآية التالية لها مباشرة ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْي ) . … مشاغلك كثيرة ، وهمومك أكثر ، وتعيش الهم والغم ، ولا تستطيع الفكاك ، وتريد من الله أن يُذهب همك وغمك .. إليك الدعاء ( لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) .. الإستجابة في الآية التالية لها مباشرة ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) … لا تستطيع حفظ ذلك ، أدعوا الله بلغتك ، كما تريد .. أليس هو الرب الرحيم الذي لم يجعل بينك وبينه أي وساطة ، في العبادة والدعاء ، حتي ولا الرسل ، تتوسل بهم ، فقال عز من قائل : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ ) ، هل هناك احد بينك وبينه ؟ لا احد . … يقول إبن الخطاب / رضي الله عنه : والله لاأحمل هم الإجابة ، ولكن أحمل هم الدعاء . العشر الأواخر 4 … لكن راغبي الآخرة ، يجعلون دعاؤهم الأعظم لآخرتهم .. فعندما يموت الإنسان ، ولو عمَّر كنبىً الله نوح ، سيتذكر زمن الدنيا كله كساعة ، تعرَّف الناس علي بعضهم فيها .. ثم بعد ذلك أمامهم خلود .. والدور اثنتان ، لا ثالث لهما ، دار الدنيا ودار الآخرة … وفي هذا يقول المولي ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ، أجعل همك كله في دعاء ليال العشر ..الفوز .. ومعناه كما في الآية : أن تُزحزح عن النار … وتدخل الجنة . … في قبل الأخيرة ، والأخيرة ، سأعطيك كنوز دعاء الآخرة ، عسي الله أن يتقبل منا جميعاً . 1- ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) هاتان الآيتان 36،37 من سورة البقرة فما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربة ليدعوا بها فيتوب علية وعلي زوجة ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) هاتان الآيتان 23.24 من سورة الأعراف ،،، ياأللللللله ، أنها الكلمات التي تلقاها أبو البشر من ربه ، أناب وزوجه بها إلي ربهما ، فغفر الله لهما ، وتاب عليهما ، لاتتركوها … بإلحاح علي الله . 2- ( ربنا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) … إنها آخر آيات البقرة ، أُعطيت لمحمد صلي الله عليه وسلم – في المعراج ، من تحت العرش .. دققوا في طلبات الدعاء ، التي تنتهي بطلب العفو .. والمغفرة .. والرحمة .. والتولي من الله .. وطلب النصرة من الله علي الكافرين .. كل خيري الدنيا والآخرة . … يقول محمد صلي الله عليه – ومن صحيح مسلم : يقول الله : قد فعلت . … ياأللللللله لا يترك هذا إلا فاقد وعي ، لم يشأ الله له الهداية . … غدا الأخيرة بإذن الله .. قبل دخول ليل العشر .