شاعر واديب كان ليّ شرف تلبية دعوة اخي العزيز الفنان والشاعر القدير / عبد القادر الحسيني … رئيس مجلس إدارة " جمعية عبد القادر الحسيني الثقافية " للقاء الشعري المتميز يوم السبت 30 / 5/ 2015م ، بمكتبة مصر الجدية . كان علي المنصة الشاعر العراقي المقيم بفنلندا / ضياء تريكو صكر ، والشاعر السوري المقيم بمصر / احمد الهواس ، ود. / رشا غانم استاذة النقد الأدبي بالجامعة الأمريكية ، ومدير اللقاء الشاعر الكبير / محمد ابو الليف . د. / رشا غانم .. وفي دراسة مستقلة تنشر لاحقا ، عن الشاعرين وإبداعاتهما ربطت في تناولها لنماذج شعرية لكل منهما مع خلفية ضرورية عن الشاعرين وإرهاصات كل نموذج قدمتهما . وقد جسدا لنا الشاعرين من خلال حديثهما عن تجربته الشعرية ، ومن خلال إلقاء متمكن إستحوذ علي إعجاب الحضور بالتصفيق ، وطلب الإعادة لأبيات من القصائد . حديثي لا زال متصلا عن اللغة العربية أعني القصيدة العمودية كنموذج وحيد وعتيد لتراثنا العربي الذي ربما خلده حتي قبل القرأن الكريم ، قصيدة العرب العمودية ، فليس للعرب بصورة عامة نتاج مكتوب غير القصيدة العمودية ، فالعربية لا تعرف مكتوبا عربيا لا في المسرح أو الرواية بالمعني الأدبي المعروف ، فقصاري ما وصلنا " حكايا " مروية متوارثة سمعيا يحدو بها الرواة وتتناقلها الأجيال ، لذا تكون القصيدة العربية العمودية هي القياس والمرجع الأساسي للشاعر ، ومنها ينطلق إلي التحديث والتجديد في شكل القصيدة خارجا من النمطية التي تناولها فحول الشعر العربي القديم الذين أرسوا قواعدا وأصولا لبناء القصيدة كالوزن والموسيقي … الخ ، غير ان المتطلع شعريا للنتاجات الحالية من الشعر والشعراء يجد ان كثيرا منها يزيد من صعوبة إحتسابه أو توصيفه شعرا ليس لأنه هجر الشكل العمودي لكن بصفة خاصة لإخلال واضح وقاصر باللغة العربية من ناحية ، وتقصير بيّن في الإلمام بقواعد واصول " علوم بناء القصيدة " التي خلّفها لنا بناة القصيدة القدامي ، ناهيك عن مستحديثها من شعراء العقود الأخيرة في كل الوطن العربي وقراءة إضافاتهم ونماذجهم الشعرية المستحدثة . اكتفي بهذا لأفسح مجالا لقصيدة شاعرنا العراقي القدير / ضياء تريكو صكر ، بعنوان : عراقيّةٌ…. حبيبتي لو كلُّ حبِّ الناسِ يوماً يُجْمَعُ فالحُبُّ عندي يا صغيرتي أرفَعُ ما لي أرى ذاكَ الرقادَ بعشقِهم ولقدْ أقضَّ على رقاديَ مضجَعُ لحظاتُ عِشق ٍ طالما تنتابني لا الشيبُ لا تلكَ الوقارةُ تنفعُ وأبوحُ في فخر ٍ بكلِّ سرائري كالخافقَينِ فخافقي لا يهجَعُ حتى إذا خفقَ العليلُ بحبِّها فالقلبُ مُحتارٌ بنبضِهِ يظلَعُ إني بفرطِ النضجِ مُغرمُ غنجِِها فمُكَبّلٌ يهوى الجّوى، بلْ يطمعُ والقيدُ نُضجٌ مِنْ صفاءٍ بيننا حُبٌّ وعشقٌ واحترامٌ أروعُ إنْ كانَ خيطاً قيدُنا، فهوَ السّنا والأرضُ قد تفنى ولا يتقطّعُ شَغَفَ الغَرامُ فؤادَ مَنْ أنّتْ لهُ وَتَرُ الفئيدِ، مُعانِداً لا يسمَعُ ولعَلَّ وخْزَ الوجدِ نارٌ أو لظىً حتى استطابتهُ الحشا والأضْلعُ وأسائلُ النفسَ التي أفديتها أهوى مراشِفَها، إذنْ، هل أمنعُ ؟ وقصدتُها وِرداً بشهدِ رياقِها خجلت بلحظٍ فهي لا تتطلَّعُ كيفَ الوصوفُ وقد تباركَ وصفُها قدراً على تلكَ الجوارحِ يبرعُ آياتُ صمتٍ كالأثيرِ وصالُها ورخيمُ همسٍ للكليمِ مُفازِعُ مَلَّت صَحائفُ إن تشظَّت أحرفي والشّعرُ يرقى مِنْ شظايا أجْمعُ عَجَزَ القريضُ بأحرفٍ، فعذرتها مذهولةً في وصفها تتصّدعُ خَمْريّةٌ وخمارُها مِنْ بُصْرَة ٍ فملأتُ كأسي خمرَها، لا أشبعُ حنّاءُ فيحاءٍ خدودُ حبيبتي قُرط ٌ، " شناشيلٌ " بإذنِها تلمعُ صفوُ الفراتِ جبينُها، فمفاتنٌ ترقى بها، والحِلمُ فيها منبَعُ كَالبَانِ كالحَدباءِ عُودُ قوامِها عشتارُ بابلَ جذرُها المتفرّعُ كَرَّ البلاءُ على خطى خطواتِها فاخضوضرت في البادياتِ مرابعُ هيَ مَنْ على غدْر الصّروفِ تكابرت وعلى نزيفِ جِراحِها تترفّعُ آلاؤها في الرافدينِ صوامعٌ وسرارُها فكنائسٌ وجوامعُ بَلقاءُ نسْلٍ والحضارةُ هَوْدَجٌ وصُهَالُها عندَ الإلهِ تخشُّعُ ليلى وهندٌ والعنودُ وفاطمٌ عربيّةٌ، ومنَ العراقِ أبايعُ أيقونةٌ كرْديّةٌ وسِمَاتُها سحرُ الربيعِ على العوالمِ يرْبَعُ شهلاءُ مِن آشورَ قد أحببتها فينوسُ مِن سنجارَ قلبيَ يتبعُ قدّيسةٌ في الكاظمينِ بخورُها، نفحاتُها للأعظمينِ تضوُّعُ ضجّتْ بآلاءٍ وتلك مَحاسنٌ وعلى العراقِ شمائلاً تتبرعُ وحديثُها سِحْرٌ بعَذبِ سجيّةٍ لا ما اكتفت سُمّارُ دَجلةَ تسمَعُ فاحت بعطرِ إنوثةٍ وحدودُها في المشرقَينِ ومِن جهاتٍ أربعُ ومُنادماً أغفو، أهيمُ بعطرِها فالمسكُ مِنْ عَبقٍ لها يتضوّعُ ألقٌ يغلفُها وذاكَ نُضارُها إشراقُها وجهُ الثُريا يسطعُ وتكحّلت مُهْرُ البوادي عندها سبحانَ مَنْ أجزى بديعاً يبدعُ أوتعذرونَ منَ العراقِ متيماً بحِسانِ دجلةَ والفراتِ يشَايعُ ؟ لجَّتْ إذا ضجّتْ لواعجُ شاعرٍ يا ليتَ عذري في الَّلجاجةِ مقنعُ