: بحق الشيطان الذي تأنس , أعتق رِقاب الشياطين البريئة فقط .. الشياطين كلها بريئة . و فُك اللِجام عن وسوسات أفواههم الناعمة .. القيود كلها ظالمة , ثم دَعهم . إن أردت لهم أمانا في الطريق , اطلب لهم المغفرة على حسابك أو كأسا من الرحيق . إن أردت أن تحقق لهم أمنية أخيرة , لا تُصلي .. حتى تُستجاب دعواتك , ثم ودِعهم . الشياطين بيضاء .. أو بلون النار و طعم الهواء , لا تكن عنصريا .. ارحمهم , إنك لإنسان صِديق , ارحمهم منك . الرجل القديم ينحت في المضاجع و المرأة العتيقة تُرسم في الروائع .. حتى الخربشات التي لا معنى لها , تظل شابة يافعة مهما شاخ الجدار و تغني للمُسِن الأصم .. كنتَ صغيرًا .. كنتَ صغيرًا يومًا ما .. ستبقى صغيرًا أبدًا ما .. أما أنت .. إنك لإنسان وديع , عيناكَ زجاج ديني , فرز دنيء , تشوه بهما صورة الله ... الله الذي نعرفه و لا تعرفه ... الله هو كل ما خُلِقنا , بتمام صحتنا و عِلَلِنا , الله هو ما نحن عليه .. بمنتهى البساطة ... بحق الله الذي تعبد , دُس بالمصاحف ما كُتب لك من سور , ما وُقع لك من وثائق دليل الحسنات و السيئات أو ربما .. صكوك غفران .. أي إثبات تزايد به علينا في الدين .. أي ثياب يريده مقاسك دينا ... إنك لإنسان وديع .. بل أيها الإنسانَيْنْ , إنك لإنسان وديع وضيع .. أنت و ظلك ... بحق العلف الذي تعلف , سأحيا كثيرا , سأتمنى أمانيك , سأتمنى خدمًا و خمرًا و حورًا إن وجدتك في نفس جنتي , سأحفر فيها قبرًا , و أموت كثيرًا ...