الكاتبة والشاعرة الفلسطينية أمال قزل، فلسطينية من فلسطينيي العام 1948م، الذين بقوا في أراضيهم وممتلكاتهم، ولم يغادرونها رغم بطش اليهود الصهاينة المحتلين، وهي شخصية تمتاز بذكائها وموضوعيتها، وبعمق ثقافتها، وسعة اطلاعها،، وجديتها ومثابرتها، وتظهر من سيرتها الذاتية أنها شخصية عصامية، وتمتاز بتنوع ميولها الإنسانية والاجتماعية والسياسية، جل كتاباتها عن المرأة وحقوقها للرفع من معنوياتها، والعمل على الأخذ بيدها، ومساعدتها بكافة المجالات، أمال قزل عضوة في الكثير من الجمعيات الناشطة، وهي ناشطة اجتماعية، تكتب بقلم ماسي ومداد ذهبي، تأسرك بكتاباتها الشعرية وأفكارها المتنورة، وأسلوبها الممتع والسلس في الكتابة، تحمل فكراً تقدمياً وعقلانياً ومتفهما للكثير من الأمور، لا تتعامل مع احد من البشر على أساس عنصري أو من منطلق عرقي او ديني. كعادتي مع كل من التقيهن من السيدات وممن أتحاور معهن، كان سؤالي الأول لها هو: @من هي الكاتبة والشاعرة أمال قزل، أرجو التعريف بشخصيتك من حيث الحالة الاجتماعية، والعمل، والمستوى التعليمي، ومكان الإقامة، والهوايات المفضلة؟؟؟؟ آمال قزل فلسطينيه، من عرب الداخل، من بلده تقع في الجليل، أسمها "المغار" في العقد الرابع من العمر، متزوجة، ولها أبناء، وتحمل شهادة دبلوم لاهوت وفلسفة الديانات، من كلية العلوم بالقدس، وثلاث شهادات في الطفولة المبكرة، وشهادة" القيادة النسائية في المجتمع العربي، من جامعة حيفا، وشهادة في "التغيير المجتمعي" وأيضاً، تحمل شهادة "موجهة مجموعات" من كلية اورانيم في حيفا، ومَّرتْ في دورات عديدة، منها الاتصال، والديمقراطية، وحل النزاعات، وغيرها، تعمل في جيل الطفولة المبكر سنوات عديدة، وتعمل منذ سنتان أيضاً، موجهة مجموعات نسائية، وتقوم بتنظيم الرحلات، ولها في مجال التطوع الباع الكبير، فقد تطوعتْ في "الخط الدافئ" للرد على فتيات في ضائقة، وعملت أيضاً، كمتطوعه في عدة جمعيات للرفع من مكانة المرأة، منها "جمعية المناهل" "وجمعيه الأهالي من أجل الأولاد " ولا زلت أعمل بها، وفي المراكز الجماهيرية والشؤون الاجتماعية ببلدتي، وفي جمعية مكافحة السرطان، فقد رأيت أن من واجبي أن أقوم بأعمال إنسانية تجاه هذا المجتمع. عضوة في اتحاد الأدباء الفلسطينيين، وعضو في جمعية نيسان للشعر العالمي التي أقيمت للتعايش ولقاء الحضارات، حيث يشارك بها شعراء أجانب وفلسطينيون ومحليون، ومن المملكة الأردنية أيضاً، من هواياتي حب الموسيقى جداً، وأتذوقها، واعشقها، وأعيشها، خاصة الموسيقى الرومانسية، الهادئة والحالمة، حيث تأخذك لجزر الأحلام، وتعيدك لشواطئ الهيام، حتى في الحزن تريح الأعصاب. أحب السفر والترحال، لان التنقل يزيد الإنسان حيوية ونشاطا، ويعطيك فرصة للتعرف على ثقافات وشعوب متنوعة، فالسفر راحة للنفس، وتنفيس عن الضغوطات الحياتية، وحتى لو لم أسافر جسدياً، فإنني أسافر بأحلامي وبخيالي، واعبر مسافات من التأمل والتفكير، واقطع أميالاً في رياض الفكر، فترتاح النفس، وتنطلق على سجيتها. تلقيت شهادات تقديريه من عدة أماكن، منها مشاركاتي في الندوات الشعرية، وفي محاضرات في المدارس العربية، تخص المسيرة الشعرية، والدعم من أجل لغة الضاد، وشهادات من جمعيات نسائية للعمل المتواصل من اجل الرفع من مكانة المرأة في مجتمعي. @هل أنتِ مع حرية المرأة اجتماعياً وسياسياً واستقلالها اقتصادياً، وهل أنتِ مع الديمقراطية وحرية التعبير، واحترام الرأي والرأي ألآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع؟ أنا مع حرية المرأة اجتماعياً، لكن في نطاق المحدود، وحسب المقاييس والمعايير الاجتماعية، نحن نريد أن نغير من نظرة المجتمع اتجاه المرأة، لا أن ننسلخ عن هذا المجتمع، الذي هو كياننا وتبعيتنا، وامتدادنا، على المرأة أن تتعلم، ويكون لديها إلمام في جميع المجالات، لأن المرأة المثقفة، تبني ولا تهدم، وتساعد برقي مجتمعها، وتكون أم تعي ما معنى الأمومة، وما تحمل من مسؤوليات الحنان، والعطف، والاحتواء، هذه منحه بيولوجيه من الله سبحانه، لكن التربية السليمة الواعية، الهادفة التي تصقل شخصية الطفل، وتؤهله ليكون رجل المستقبل الواعد، والمرأة الغد التي لا تخاف عليها، ويمكن أن تتكل عليها في جميع النواحي، هي تلك الإنسانة والأم الواعية التي تدرك أنها تعد جيلاً، يفهم ما معنى الحياة، أن المرأة التي نالت حريتها اجتماعياً، تكون واثقة من نفسها، تتحدث، ولا تخاف، تناقش، وتحاور، تبدي برأيها دون قلق، تثق بقدراتها الفكرية، ومعنوياتها عاليه. وعلى الصعيد الاقتصادي، على المرأة أن تعيش استقلالية اقتصادية واكتفاء، ولا تكون عالة على زوجها، كما يظن هو، أو إن كانت عزباء على أهلها، وأخوتها، فالاستقلالية الاقتصادية تعطي المرأة الهدوء النفسي، والارتياح والفرصة واتخاذ قرارات مهمة لاقتصادها، ولا تشعر بأنها ضعيفة او بحاجه لأحد، والمرأة التي تنتظر زوجها ليعطيها مصروفها، تبقى مستعبده، وكأنها تطلب الصدقة، لكن هناك نقطة يجب أن أنوه لها، بالنسبة لعمل المرأة وساعات الدوام في عملها، فأنا أفضل عمل المرأة ألأم في ساعات النهار الأولى، خاصة إذا كان أولادها صغارا،ً أو في جيل مراهقة، وليس ورديات. أو ساعات طويلة، فالزوجة قبل أن تكون عاملة، فهي أم، والأم يجب أن تمنح الحنان والدفء لأسرتها، وخاصة أطفالها الذين هم بحاجه ماسة، إليها في هذه السنوات المبكرة، لأن تحتويه بكل طاقاتها، ولا يوجد حضنُ ادفأ من حضن ألأم، وان أطالت ساعات العمل، تعود متعبة مرهقة، لا تقوى أن ترد حتى على احتياجات أبناءها جميعها، أو ينامون بعد عودتها بقليل، والطفل في هذه الفترة يريد ألام الرءوم التي لا زلنا نتذكر لمساتها، وعنايتها وحنانها، وحتى سن المراهقة، هذا السن المتغير الحساس، والمتأثر بكل ما حوله، خاصةً العالم التكنولوجي، ويجب أن يكون هناك رقيباً دائماً له، ينتبه لكل صغيرة وكبيرة، وإلا ضاع الأولاد وانتهى عصر التربية، فتندم حيث ُ لا ينفع الندم، لهذا يجب على الأم تقصير ساعات الدوام، حتى توفق بين عملها وبين أسرتها، وإلا تصدع هذا البناء، وهذا البيت، الذي حلمتِ أن يكون صرحاً، لعبت المرأة في السابق دوراً سياسياً كبيراً، واتخذ رأيها السديد في كثير من الأمور السياسية، كالملكة كليوباترا، وزنوبيا ملكة تدمر، وبلقيس ملكة سبأ، وانديرا غاندي وبونازير بوتو، وفي أوروبا المرأة الحديدية مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا، واليزابث ملكة بريطانيا، والى آخره من رئيسات وملكات شغلن مناصب مرموقة في سياسة بلادهن. المرأة لها الحق أن ترشح نفسها أسوةً بالرجل، وهل يكفي أن نجُر وراء الرجل حتى ندلي بأصواتنا!! ولماذا مجتمعنا لا يتقبل فكرة ترشيح المرأة؟ بالرغم أنها خرجت للعمل، وتعمل بجانب الرجل، فهي الطبيبة والمحامية والقاضية والممرضة والمربية والسكرتيرة، فما العيب أذاً أن تعمل في مجال السياسة؟ ومتى نلتمس الديمقراطية تلك الديمقراطية العادلة بين المرأة والرجل، بين دولة ودولة، بين شعبٍ وشعب، بين ديانة وديانة، فالديمقراطية ترسي السلام والعدل والمساواة وتمنح الإنسان حقوقه الشرعية والاستقرار، والأمن، أينما كان، وأينما حلَ، وتعطي حرية التعبير دون خوفٍ، أو كبت، أو قهر أو معاناة، فلا ديمقراطية دون تعدديه سياسية، لان التعددية تعطي المجال لطرح أفكار جديدة، ووجهات نظر وعدالة ومساواة في الحقوق، وطبعاً في الواجبات. أؤمن بحرية الأديان، ولكل دين حقه الشرعي في ممارسة طقوسه، وعاداته، ولا يمكن أن أفرض ديني على دين أخر، لأن هذا كفر وإجحاف وخطيئة، لا تُغتفر، لان الله سبحانه هو الذي أنزل الديانات، حتى نعبده، وكلٌ على طريقته، فمن أنا لأتدخل في شؤونه، جل جلاله. ومن حق الإنسان أن يؤمن بمن يريد، ومن هنا يأتِ دور التسامح، نحن بشر " وجل من لا يخطئ" فلماذا لا نسامح بعضنا؟؟ لنعيش سعداء على هذه" البسيطة فالعفو عند المقدرة." @ماذا يمثل الرجل في حياتك كسيدة ؟ وماذا يهمك به؟ الرجل يمثل أشياء كثيرة ايجابية، لأنه الأب والجد والزوج والابن والأخ، ولا غنى عنه، انه يعني لي الكثير، فالرجل الذي يقّدر المرأة ويآُزرها، ويقف معها في السراء والضراء، ويشجعها أن كان من الناحية الثقافية او الاجتماعية، والاهتمام بها، سواء في البيت أو خارجه، يحمل مسؤولية عصامي، يرعى أولاده بالشكل الصحيح، حضاري، يحب الحياة، يسعي لتقدمه من كل النواحي، كريم، صادق، يشعر، مؤدب، لا يكذب، ولا يخدع، هذا بالنسبة لى الرجل المثالي، والذي نتمثل به...لكن عندما أرى رجالاً في مجتمعنا، ومنهم الكثير، وللأسف، يستهزئون من المرأة القوية الواعية المدركة لنفسها، الرجل المخادع، والملون، والأناني، والذي يرفض ولا يتقبل أن للمرأة حق كما هو في الحياة. يسقط الرجل من عيني عندما أراه واسمعه يتكلم بالسوء عن هذه أو تلك، 'يسقط الرجل من عيني، عندما يفكر أن المرأة ضعيفة ولا موطن للقوة بها، يسقط من عيني الرجل البخيل بعواطفه، لان المرأة لا تستطيع ان تعيش من دون عاطفة، واحتواء صادق، وأيضا البخيل مادياً لبيته وأسرته، وأمام مجتمعه، فهذه نقطة مهمة في سعادته الزوجية، يسقط من عيني عندما لا يهتم بأولاده، ويتركهم فقط في رعاية الأم، وكأنها هي التي أنجبتهم وحدها! وإهماله لبيته وعدم مسؤوليته، يسقط من عيني عندما يكون مدمناً لشرب الكحول، فهذا خراب ودمار لصحته ولاقتصاده، وعلى أولاده الذي يشكل رمزاً كبيراً بالنسبة لهم، وبالتالي يشعرون بالخجل أمام المجتمع، ولا سيما الزوجة، التي تتحمل الإهانات والشتائم والضرب، بسبب هذا الإدمان، يسقط الرجل من عيني عندما يخون ولا يهتم ولا يأبه بالعلاقة المقدسة التي تربطه مع زوجته، يسقط من عيني عندما يشعر أن المرأة كقطعة أثاث، امتلكها ويحق له التصرف بها كما يشاء، فهل هذا يستحق أن يكون أبا وزوجاً؟؟؟؟ @وما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟ والتي تقول المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع أدم الأعوج، وجسمها عورة وصوتها عورة وحتى أسمها عوره، وما ولى قوم أمرهم إمرأة إلا وقد ذلوا، والمرأة وإن وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ؟؟؟ أسمح لى هذا تفكير منحط وجاهل، لا يعي ما يقول، وما يفعل، المرأة ظلمتْ في كثير من التعابير التي لا تمت لها بشئ، هذه التعابير، قد جعلتها في أسفل السلم، وجعلت منها في تفكير الرجل، أنها محظية وجارية، وأَمة، وعبدة ذليلة، ليس في كل الأماكن طبعاً، إنما في مجتمعات عشائرية، لا زالت تحمل الطبائع الجاهلية، من وأد، واستغلال، وتفكير دوني، هذه المجتمعات لا زالت قائمة، ولا زالت تحكمها العقلية القبلية، ولا زالت المرأة مستغلة جنسياً، ومستعبدة، ولا زلنا نستغرب كيف عادت حروب العصابات، تستغل المرأة، هذه المجتمعات، أو الدول، تعامل المرأة كأيام المشربية، تنظر من خلال مشربيتها، ولا زلنا كمسلسل"باب الحارة". هذه مجتمعات ذكورية تخاف من المرأة، وليس عليها، فلو كان الرجل بالوعي الكافي، لما قال "ناقصة عقل ودين،" وإذا كانت المرأة جاهلة، فهم السبب في جهلها، وتخلفها، كما يدعون، فكيف لأمة يسودها الجهل والظلام، أن تنور على المرأة، (يا أمة ضحكت من جهلها ألأمم) . إن كان جسدها عورة، فلماذا خلقها الله سبحانه وتعالى، وألهمها بالستر والاحتشام، وهل هي عورة والرجل لا !! إنها منتهى الحماقة والجهل، وطالما في نظره هكذا، لماذا تزوجها؟ وأنجب منها! أليس قبل أن يتزوج، كانت له أماً وأختاً وجدةً، فكيف ينعتها بهذه النعوت الوحشية؟؟؟ لو كان الرجل بمنتهى العقلانية والتفكير السليم، ويحمل الأيمان، لنظر إلي فكرها وعقلها، وتفكيرها، وحتى لو أن المرأة نهايتها الحياة الزوجية، فهناك فرق كبير بين الإنسانة الجاهلة والمتعلمة، فالجاهلة لا تعرف في التربية شيئاً، ولا تهتم بالزوج، وتعامله بالقدر الكافي من الوعي، ولا احّملها هي السبب، لأن السبب هي البيئة التي عاشت بها، ونتيجة لذلك، تكون النهاية مؤلمة، إما بالطلاق، وهذا يؤدي لشرخ في العائلة، تكون ضحيته الأولى الأولاد، فالمرأة المتعلمة، ألتي تحمل سلاح العلم، تكون محصنة، تعرف كيف تتعامل مع الأسرة جميعها، وتُّكون بيتاً سعيداً. @هل أنتِ مع ظاهرة ألصداقه والحب والزواج عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟ وهل تعتقدين أن الشبكة العنكبوتية نعمة أم نقمة على ألإنسان؟؟ وبماذا خدمت الإنسان بشكل عام؟؟؟ عندما خلق الله الإنسان، تكاثرت البشر، ولم يستطع ألإنسان أن يعيش منفرداً، إنما عاش في مجموعات سكانية، حتى يشعر بالأمن والآمان، فقُرب الواحد من الآخر يشعره بالاطمئنان والراحة، ومن هنا، وُلدت الصداقة، إذاً فالصداقة، بدأت عندما بدأ الإنسان بالاستقرار، والعيش على هذه الكرة، وبالتدريج، بدأ التواصل والتعارف، إلى أن جاءت التكنولوجيا لتكون نقطة تحول في شكل الصداقة، فأصبحت الصداقة الالكترونية تأخذ حيزاً كبيراً من حياتنا، وهي ليست عيباً أو خطأ، لكن يجب أن يعرف الإنسان من الصديق ومن العدو، ومن وراء هذه الصفحات، وعبر هذه المواقع، وإلا وقع في شرك لا تحمد عقباه، فليس كل واحد عبر هذه المواقع صديقاً، بكل معنى الكلمة، فهناك من يدخل بحجة طلب الصداقة، ويتظاهر بذلك، "لغاية في نفس يعقوب" لهذا يجب الحذر. أما موضوع الحب والزواج، فهو أمر آخر، ومن جهتي مرفوض كلياً، لأن الذي يطلب الزواج من وراء هذه المواقع، لا تعرف أصله من فصله، وهل هو يحب بصدق أم لا، وقد حدثتْ قصص كثيرة، وابتزازات، وعلاقات فاشلة، قرأنا وسمعنا عنها، وكادت تهدم بيوت عامرة، لهذا يجب الحذر من هذه الناحية. الشبكة العنكبوتية أخترعها الإنسان لتخدمه، وتخدم مصالحه، ومن المفروض أن تكون نعمة علينا، إذا استعملناها بالشكل الصحيح، فهي تعطينا أي معلومة بكبسة زر، وقد أصبح العالم بفضلها نافذة، نرى من خلالها ما يجري في جميع المجالات الحياتية، وأنا شخصياً، أفادتني جداً، وعرف الناس هويتي الشعرية من خلالها، ففي الماضي، كان اسمي منحصراً في منطقتي فقط، والذين يقرؤون شعري في الصحف المحلية، أما اليوم، وعبر صفحتي على الفيس بوك، فان عدداً كبيراً من الناس يستطلعون ما اكتب. ولا ننسى خدمة هذه المواقع للإنسان اقتصادياً، من حيث البحث عن عمل، والاستطلاع على الأسواق المالية، وأيضاً من الناحية الاجتماعية، والبيئية وغيرها. أما إذا أسأنا استخدامها، أصبحتْ نقمة كبيرة علينا، وبالأخص على أولادنا، الذين لا زالوا يجهلون الحياة، وليس لهم تجارب، ومستوى تفكيرهم محدود، لهذا يجب الانتباه لهم ومراقبتهم، وتوعيتهم دوماً، حتى لا ينجرفوا وراء سلبيات هذه التقنيات، وكم من جهات شيطانيه تريد هدم الشباب، وتحطيمهم من ناحية الإدمان على المخدرات، أو مشاهدة الأفلام الإباحية التي تؤدي إلى الانحراف والتهور، وتحليل المحرم، ومن ثم الاغتصاب، ولا ننسى كم تلعب السياسة دورها، وتتلاعب على عقول البشر في هذه المواقع، التي تأتيِ بالفلتان الأمني، والبلبلة، والعداوة، وتصدع المجتمع، الذي ربى أولاده على القيم والمبادئ والأخلاق والأدب, ولا نتجاهل الصور التي تعرضها المواقع على شاشاتها، وتتباهى بالتعذيب، والتشويه، والقتل والعنف، فأين احترام حقوق الإنسان!!!! أتمنى أن تكون جميع المواقع، أداة للسلام، والإرشاد والهدى، والتعامل الإنساني، ومرجعاً للعلم والرياضة، وللفكر الراقي، وأن تكون جميع المواقع مراقبة من قبل مختصين، وأن تمنع وتغلق المواقع التي تعمل في تشويش العقل الإنساني. @ما هي في رأيك أهم مسببات الطلاق في المجتمع الفلسطيني لديكم ؟؟؟ أسباب الطلاق عديدة، وكل مجتمع لا يخلو من ظاهرة الطلاق، وانفصال الزوجين، ويعود هذا أحياناً لعدم ألتطابق الفكري، وعدم التفاهم، والتعامل السلبي بين الزوجين، والعنف على أنواعه، كالتجريح والحط من مقدار الزوجة، خاصة أمام ألأولاد والناس أيضا،ً مما يُشعر المرأة بأنها أقل منه مقداراً، ويشعر بالتالي أنه أفضل منها، بهذه المعاملة الدونية، فهي بنظره كقطعة أثاث لا أكثر ولا أقل، مما يسبب لها الإحباط والخوف، والضعف أمام الآخرين، والمجتمع، وقد ينتهي الأمر بالضرب الجسدي، الذي يحطم المرأة نفسياً، هذه المعاملة هي أحد ألأسباب الرئيسية للطلاق، وطريقة الزواج، ما يعرف "بزواج البدل،" يعنى الأخ يبادل بأخته، والأخت تبادل لأخيها، ونادراً ما يكون هذا الزواج ناجحاً، وحتى يجد الأهل لأبنتهم زوجاً، قد يتبعون هذه الطريقة، وأن قّلت نوعاً ما، لأن أحد الأطراف يُظلم بهذه الطريقة، مما يَخلق النزاعات والتوتر، وبالنهاية يؤدي إلى الطلاق، وأحياناً يساهم حتى في خراب أسرتين، ولا ننسى الوضع الاقتصادي والبطالة، التي تكون أحياناً سبباً في الطلاق، وعندنا مثل بالعامية يؤكد هذا الوضع يقول:(الفقار يولد النقار) أي النزاعات، وهناك قضية السكن في العائلة العربية، التي بسببها، يضطر الابن للسكن مع أهله، مما يولد خلافات في الأسرة خاصة" الحماة والكنه" . الزواج المبكر أيضاً يسبب الطلاق، خاصة في سن المراهقة، حيث المشاعر تكون متقلبة ومتغيرة، حيث سرعان ما تتغير العواطف، بعد سنوات، وقلة الخبرة في الحياة الزوجية، تؤدي إلى الطلاق، ولا ننسى الفارق في السن، بين الزوجين، حيث لا يوجد توافق بالمرة، فكيف لطفلة أن تكون أهلاً لهذه المهمة!!! @ ما هي أهم معاناة المرأة الفلسطينية في فلسطينالمحتلة في العام 1948م ؟؟ في رأيك الشخصي بصورة خاصة؟ معاناة المرأة العربية ألفلسطينيه كبيرة جداً، فكيف لشاعرة أن تنسى أو تتناسى الموضوع الوطني، فالمرأة والوطن توأمان، ولا يمكن فصلهما الواحد عن ألآخر، وعندما أكتب بلغة ألأنثى عن الموضوع الوطني، يتفجر ينبوع الشعر ثائراً غاضبا،ً سرعان ما يتحول إلي بركان ملتهب، يقذف بحممه ليحرق ألأخضر واليابس، وكشاعرة فلسطينية، أكتب لبلادي وعنها، فالشاعر والأرض روحٌ واحدة، ونبضٌ واحد، وكيف لا أكتب وأنا أرى الأراضي تصادر، لبناء المستوطنات على أرضي وأرض أجدادي، هذه الأرض هي انتمائي، وكياني، وهويتي، وعنواني، كل ذرة من ثراها لا يُقدر بثمن، أكرمتنا، وعلينا أن نكرمها ونحرسها بعيوننا، وندافع عنها، بكل ما أوتينا من قوة، عندما نتنزه في ربوعها، نشعر بالفخر، عندما نستنشق هواءها، نزداد صحة وعنفواناً، تظللنا بزيتونها، نسائمها عليلة، جمالها ورائحة زعترها يرد الروح، وعبير صفصافها وحورها، وماؤها يشفي العليل، فكيف لا نعاني ونتألم ونبكي لاغتصابها؟؟؟ عندما نرى يد المحتل تمتد اليها كالسرطان، ألأرض تبكي، ونحن معها نبكي، تتألم، ونحن نتألم، معها، تستغيث ونحن نثور، ما أصعب أن ينسلخ ألإنسان عن وطنه، ويعيش غربة نفسية. @كلمة أخيرة تودي قولها ولمن تقدمينها؟؟؟ كلمة شكر أقدمها لحضرتك دكتور أحمد لأنك:آزرت المرأة ودعمتها معنوياً لتصل إلى ما تبغي، لأنك:آمنت بأن لا يوجد مجتمع متحضر إن لم تكن المرأة جزءاً منه. لأنك:رأيت أن مجتمعنا لا زال مثل الدول النامية في نظرته للمرأة. لأنك:آمنت أن المرأة جناح، والرجل الجناح الآخر، وكما قال الزهاوي: " وهل الطائر إلا بجناحيه يطير"!!! لأنك:آمنت بأن المرأة ليست ضلعاً قاصراً، وأن القوه العقلية تكمن بها. لأنك آمنت أن الحضارة، كما قال الشاعر نزار قباني أنثى، فشكراً جزيلاً لك، على هذه المحاورات الرائعة والهادفة، التي تُظهر أدب المرأة، الذي حلقَّ عالياً، متحدياً، صارخاً، يكسر أغلال عبوديته، ويفك قيوده، ليتحرر وينطلق، كالعصفور نحو مبتغاها.