تعليم الفيوم يحصد مركز ثاني جمهورية في مسابقة المعلمة الفعالة    ارتفاع محلي وانخفاض عالمي.. كم سجل سعر صرف الدولار اليوم الخميس 16 مايو 2024؟    أسعار السمك اليوم الخميس 16 مايو 2024 في أسواق أسيوط    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    هيئة شؤون الأسرى: ارتفاع حصيلة المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر ل 8755    محمد شريف يقود تشكيل الخليج المتوقع أمام الاتحاد بالدوري السعودي اليوم    أخبار الأهلي: التشكيل الأقرب للأهلي أمام الترجي في ذهاب نهائي أفريقيا    محامي سائق أوبر يفجر مفاجأة: لا يوجد دليل على كلام فتاة التجمع.. ولو ثبت سأتنحى عن القضية    السجن المشدد 15 عاما وغرامة 500 ألف جنيه لعامل لاتهامه بالإتجار بالمخدرات في قنا    «الداخلية» تكشف ملابسات مقتل سائق بالشرقية.. وتضبط مرتكبى الواقعة    أمين الفتوى: بهذه الطريقة تصادف ساعة الاستجابة يوم الجمعة    البحيرة: توريد 188 ألف طن قمح للشون والصوامع حتى الآن    حالات الحصول على إجازة سنوية لمدة شهر في قانون العمل الجديد    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    حزب الله اللبناني: أطلقنا أكثر من 60 صاروخا على مواقع إسرائيلية ردا على استهداف البقاع    تفاصيل الحالة الصحية لرئيس وزراء سلوفاكيا.. خضع لجراحة 5 ساعات    بوتين وشي جين يعتمدان بيانا مشتركا حول تعميق علاقات الشراكة    جامعة قناة السويس تصنف من أفضل 6.5 % جامعة عالميا وفقا لتصنيف CWUR 2024    نزع ملكية قطعة الأرض رقم «27س» لإقامة جراج متعدد الطوابق عليها    تمهيدا لإعلان الرحيل؟ أليجري يتحدث عن لقطته مع جيونتولي "سأترك فريقا قويا"    أخبار الأهلي: موقف الأهلي من التعاقد مع أحمد حجازي في الصيف    صدام جديد مع ليفربول؟.. مفاجأة بشأن انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر    «الري»: إعادة تأهيل وتشغيل الممر الملاحي لترعة الإسماعيلية بالتعاون مع «النقل» (تفاصيل)    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    أستاذ طب وقائي يحذر من زيت الطعام المستعمل: مادة خطيرة تدخل في تبييضه    مصرع شاب أثناء محاولته إرجاع مركب انقطع وتيره في المنوفية    «مترو الأنفاق» يُعلن انتطام حركة القطارات بالخط الثاني    «الداخلية» تواصل الحملات على المخابز للتصدي لمحاولات التلاعب في أسعار الخبز    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    يسري نصر الله يحكي تاريخ السينما في مهرجان الفيمتو آرت الدولي الثالث للأفلام القصيرة    ختام فعاليات مهرجان المسرح بجامعة قناة السويس، اليوم    الأحد.. الفنان عمر الشناوي حفيد النجم كمال الشناوي ضيف برنامج واحد من الناس    توريد 188 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    «الرقابة الصحية»: حل 100% من شكاوى المنتفعين ب«التأمين الشامل» خلال أبريل    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان مشروع إنشاء مستشفى منفلوط المركزي    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين في اليمن    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    بوتين يصل إلى الصين في "زيارة دولة" تمتد ليومين    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعرة المغربية نجاة التمسماني
نشر في شموس يوم 09 - 01 - 2015

الشاعرة والكاتبة المغربية نجاة التمسماني، شخصية تتسم بالذكاء الحاد، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وأيضاً صدقها في كتاباتها، فهي أقسمت أن تكون صادقة، عندما تكتب، تملك شخصية عصامية، أحاديثها وأجوبتها منطقية وموضوعية، تمتاز شاعرتنا بعمق ثقافتها، ووعيها، وسعة اطلاعها، وتفهمها، وجرأتها، وصراحتها وتفاؤلها، كما أنها تتكلم اربع من اللغات، بالإضافة إلى اللغة العربية. بحكم عملها، فهي متنقلة بين دولتي فرنسا واسبانيا، وتعمل بالمجال السياحي، وهي عاشقة لكتابة الشعر، تؤمن بأنه يمكنها تطوير شخصيتها، من خلال الاجتهاد، والعزيمة، والإرادة القوية، والوعي الثقافي، والمهارات والخبرة. نجاة، إضافة لكونها شاعرة وكاتبة متألقة، فهي تملك صوتاً موسيقياً حالماً، وهذا يظهر جلياً عند إلقائها لقصائدها، لهذا نصحها البعض للعمل بمحطات الإذاعة و التلفزة، كعادتي مع كل من التقيهن من الأديبات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@أرجو أن نتعرف على الأستاذة نجاة التمسماني. من حيث الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والعمر وطبيعة العمل والهوايات الشخصية؟؟؟
تنحدر نجاة التمسماني، من عائلة مغربية عريقة، من شمال المغرب (طنجة)، تنتمي لقبيلة بني تمسمان الريفية، ذات الأصول الزناتية. وتميزت شجرة هذه العائلة، برجالات عدة، بصموا تاريخ المغرب في الفقه، والعلم، والشعر، والسياسة...الشاعرة تحمل في جيناتها خليط من العلم والفقه والشعر والسياسة. مولودة في الدار البيضاء (كازابلانكا)، وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي بهذه المدينة، انتقلت بعدها إلى الجامعة في فرنسا...وحصلت فيها على (الإجازة في الاقتصاد)، ودرست السياحة بإسبانيا، وأعمل حالياً في القطاع السياحي، وأقيم بين فرنسا وإسبانيا بحكم عملي...
أتكلم أربع لغات، أهوى الكتابة والقراءة والشعر والرياضة. تسعى دوما لاشراك الشباب في كافة الاعمال كي يثبتوا وجودهم واعكائهم الفرصة للتعلم.
@ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني بها، وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
هي مجموعة أفكار أومن بها، وليس فكراً معينا، وأدافع عنها..ومن أهمها إشراك الشباب في الحوار، على كل المستويات، والاتجاهات، حتى يتمكنوا من بناء فكر جيد نحو الرقي بأوطانهم..لأن شبابنا لا يملك الفرص الكافية، ليعبر من خلالها عن ذاته وأفكاره، لذلك نجد في مجتمعاتنا، أن نصف الشباب عندهم ضعف الشخصية، فبالمشاركة والحوار والاستماع لهم نبني مجتمعاً صالحاً، وفكراً خلاقاً....فيما يخص القيم التي أدافع عنها هي جزء لا يتجزأ عن مبادئي، فالقيم التي تربيت عليها، هي الإيمان بالله تعالى، لأن الإيمان، حصانة للمجتمع من الذوبان، مادامت القيم تنشأ مع الفرد، منذ نعومة أظافره، حتى كبره، وتتجسد في خوفه من الله، حينها، ينمو في جسده فكر نقي، وخلق قويم، لا يتبدل بتبديل المصالح، كما هو معروف، وجار في مجتمعاتنا اليوم، فأول والمباديء التي نشأت عليها هو قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، هي الأخلاق: (إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق)، فكل هذه العوامل والأفكار والقيم والمبادئ، تكمن في طبع الشخص، لأنها غرائز تتوارث داخل جميع المجتمعات، لأن كل الرسالات السماوية، كانت لإكمال ما ينقص هذه القيم والمبادئ، أو ما افتقدناه منها..لذلك أنا أومن دائماً، بالحوار والأخلاق والإيمان بالله .
لكي تصبح الشخصية قوية، فهذا شيء ليس بالصعب..إنني بنيت نفسي، وابذل جهداً ببناء المجتمع الذي أعيش فيه، كما أن تطور الشخصية لا يحتاج مالاً، او مساعدة من احد، يكفي أن كل هذه العوامل، التي ذكرتها تجمعت في العبد الضعيف، نجاة تمسماني، مما أعطتها قوة الشخصية...أما الجرأة، تجدها في كتاباتي الأدبية، والشعرية، وكانت بمثابة التميز لي، لأنني اكتب كل ما أشاهده، وأحس به، بجرأة كبيرة...أما فيما يخص الصراحة..فأنا أومن بالمثل الشعبي الذي يقول الصراحة راحة....والصراحة لا تفسد وداً، إنما تجعل مني إنسانة محترمة، واحترم الآخر، حين أصارحه، بدل من توجيه الطعنات وراء ظهره...أما فيما يخص الانفتاح الاجتماعي...عندي دائماً تكون له بعض الخطوط الحمراء...أنا أحبذ الانفتاح الثقافي، والتراثي، والعلمي، والعادات والتقاليد، لمختلف المجتمعات، واحترمها، وأحاول دائماً أن آخذ الجميل منها، وأتعرف على ثقافة بلدي، وحضارتها وثقافتها، حتى يكون التفتح متبادلاً...وأنا إنسانة متفائلة جداً...بغد جميل، ومستقبل زاهر، ولكل الناس بأذن الله.
@هل لك ان تحدثينا عن طبيعة وماهية عملك السياحي والدور الذي تقومين به بهذا المجال؟؟؟ وما الحافز الذي دفعك للعمل بهذا المجال؟؟؟
بالنسبة لعملي الحالي كمسؤولة عن توقيع الشركات، والدعاية والإعلان، للتعريف بالسياحة داخل جنوب اسبانيا، ما يعرف بمناطق الأندلس، كما أنني أتواجد الآن بفرنسا لتأسيس فرع لنا هناك، لتوسيع نطاق عملنا، وهذا راجع إلى الأزمة الحالية التي تعرفها اسبانيا، وبعض الدول الأوروبية..اخترت العمل في القطاع السياحي، لأنه متمم لعملي السابق كسيدة أعمال، مما يتيح لي السفر الدائم إلى دول العالم، وهذا ما ساعدني على تكوين شخصيتي، والتي اعتبرها شخصية مجدة، وحازمة في هذه الحياة..فالقطاع السياحي أو ميدان ألأعمال، إعطاني حافز قوي، للتعرف على ثقافة الشعوب، والتعامل مع كل جنسية حسب عقليتها، وثقافتها، وهكذا يكون الحوار بين الثقافات الأخرى، أسهل وأعمق.
@ ماذا يمثل الحب في حياتك، وماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا لي نظرية خاصة في الحب...أعتبره كالماء، فالحب والماء هما أصل الحياة بين البشر، وبين كل الكائنات....فإذا افتقدنا الحب بين البشر، فعلى الدنيا السلام....و هذا ما نراه الآن، وهو في تزايد...لذلك يجب علينا أن نتعلم الحب، وكيف نحب، فالحب له قدسيته...ولا يجب العبث به، لأنه من اسمي المعاني الإنسانية...الحب له معاني كثيرة، والحب له دلالات كثيرة، فكل شيء جميل في هذه الدنيا، نابع من الحب...حب الأولاد وحب الوالدين، وحب الله، وحب الوطن، وحب الأصدقاء، والعمل، والكفاح، والصلاة، والعطف على الآخر، ومساعدة الآخر، والإخلاص، كل هذه الأشياء وغيرها تكمن في كلمة واحدة هي الحب.
@-ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء العرب والمغاربة، وهل لديك مؤلفات منشورة او مطبوعة ؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام، ما هي مضامين كتاباتك الشعرية؟؟؟ وهل للمرأة والسياسة اهتماماً في كتاباتك؟؟؟
القراءة هي الطريق الوحيد لكل المعلومات، وبها نكتشف ما يؤمن به الآخر، وبها نقوم بتوسع دائرة المعرفة، والفكر الخاص بنا...نجد أهمية القراءة حين خاطب جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم، وقال له (اقرأ)، وهذا له دلالة كثيرة، وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للبشر...ويقال كذلك، أن أول مكتبة وضعت من قبل الفراعنة، كتبوا على بابها:(هذا غذاء النفوس وطب العقول)، إذا فالقراءة، كانت و لازالت هي أهم الغذاء للعقل البشري، وهي من تميز الشعوب المتقدمة عن الشعوب الأخرى، ففي الغرب مثلاً، نجد الأشخاص دائماً يحملون معهم كتاباً، يقرؤونه حتى داخل وسائل المواصلات، او في أي مكان عام، او حتى في المطاعم، يأكلون و بجانبهم كتاب يقرؤونه، مما يدل على أن القراءة أهم غذاء...فلا بد أن نربي ونعلم أبناءنا على القراءة..ولذلك، تجدني دائماً اذكر في كتاباتي، أن الكاتب هو صاحب رسالة..يجب عليه أن يكتب بكلمات سلسة، تكون في متناول الجميع، وأن لا يكون قاسي التعبير فيما يكتبه، ليتمكن من إعداد طفل المستقبل، وتطوير تحديات الحاضر والمستقبل، ولا تقتصر كتابته على التسلية، والهواية، والشهرة، بل يجب أن تكون ذات اتجاه تربوي فعال، قرأت للكثير من الكتاب، والأدباء العرب، والشعراء، أذكر منهم أنيس منصور، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، ونجيب محفوظ، وكثيرون من العالم العربي طبعاً، ومن المغاربة رحمهم الله والذين تركوا بصمة لدي، الذين تركوا بصمة في الأدب العربي، والمغربي المرحوم محمد شكري، الروائي الكبير، والمرحوم د. المهدي المنجرة الاقتصادي وعالم الاجتماع المستقبلي و د. محمد عابد الجابري و هو من أهرامات النقد في الفكر العربي وغيرهم.
لي ثلاثة دواوين، اثنان منها طُبعت في مصر، وأخرهم طبع في المغرب، وهم: (امرأة هذا الزمان) و(الفجر البعيد) و(رفات كرامة)، وألآن تحت الطباعة:(متى تصبح سيوفنا سنابل؟)، كما أكتب في أجزاء حالياً عن أدب الرحلات، وذلك بحكم سفري الكثير لدول العالم. كانت بدايتي في القراءة، منذ صغري..فكنت أعشق القراءة، وخصوصاً القصص...مما وأحاول أن اكتب قصصاً لي، وأنا بالمرحلة الابتدائية، وشعراً باللغة الفرنسية، وظلتْ هذه الموهبة تسافر، وتكبر معي، أينما رحلتْ، إلى أن قررت الكتابة بصفة دائمة...لأن ذلك المخزون الكبير من المشاعر المتناقضة، التي تسري بداخلي، وداخل أفكاري، استطعت ترجمتها إلى أحاسيس في كتاباتي...فكنت تلك المرأة المتمردة أحياناً، والمطيعة أحياناً أخرى. أجلْ، فأنا عاشقة للكتابة،، بل أتنفسها..حتى دائماً أردد: (ليت قلمي يعشقني، مثلما عشقته أناملي)، وكتبت مرة: (حمداً للذي وهبني قلماً نيراً....و شكراً للتي أرضعتني حبراً..)، وربما هذا راجع بالوراثة كذلك. لأنه عبر التاريخ، إلى وقتنا الحاضر، أجد كتاب وأدباء في الفقه، والأدب، والترجمة، و الشعر، والفلسفة لأشخاص من هذه العائلة (التمسماني).
أكتب عن المرأة بشموخ وبكبرياء، لا أحب المرأة الضعيفة، وأدافع عن حقوقها...كما قلت في (امرأة هذا الزمان)، لا فضل لك علي..ولا فضل لي عليك...أنا الليل، وأنت النهار....لا فضل بيننا إلا بما فضله الرحمن...المرأة مهمة في كتاباتي، لأنها هي المجتمع، هي الأجيال القادمة، وليست نصف المجتمع، هي المجتمع كله...فلابد ان نعطيها كامل اهتماماتنا في كل الميادين، الصحية والثقافية، والوظيفية...حتى تستطيع أن تبني لنا مجتمعاً صحياً خالياً من الأوبئة..أما السياسة، فهي جزء من حياتنا ....لا تحتاج لكتابة، بقدر ما تحتاج لثقافة ووعي وفهم....لكن أذكر في أسوأ ما فيها، حتى نستطيع معالجتها.
@كيف تتمخض ولادة القصيدة الشعرية لديك؟؟ وهل هي من خيالك أم أنها تعبر عن حدث خاص مررت به او مرَّ به بعض معارفك، وأصدقائك والأهل مثلاً؟؟؟ وكم تأخذ معك القصيدة من الوقت حتى انجازها؟؟؟
. ليست لي طقوس معينة عند الكتابة، فكتاباتي وليدة اللحظة، عيني وقلبي يرصدان ويراقبان ما يطرأ من تغيرات جذرية، سواء في البنية السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.......الخ .لأن روح الشاعرة التي تسكنني، أحس بأنينها المتواصل، يبزغ من أعماقي في أي مكان، وزمان، وفي أي وقت كان، بسبب التوترات الضاغطة. تأخذ القصيدة ً أربعة أيام، وأحياناً، تكون في نفس الساعة، حين اكتب في موقف معين حصل أمامي حينها.
@ما هي نصائحك المناسبة للشاعرات المبتدئات بكتابة القصائد الشعرية، حتى يبدأن الكتابة بقوة وعزيمة وثقة؟؟؟؟
أهم نصيحة هي الاستمرارية في القراءة، والصدق...لأن الصدق يجعل القراء يهتمون بكتاباتنا، ونصنع من خلال الصدق المصداقية لمواضيعنا...فأنا شخصياً، أقسمت لقلمي حين بدأت الكتابة وقلت:عاهدتُ نفسي أن أُطهرها وأٌطور أشياء فيها أولاً..قبل أن أبدأ الممارسة في ميدان الكتابة..فطهرتها من الخبث، والشر، والتمييز، والعنصرية. أقسمتُ بقلمي أن لا أقول إلا الصدق، وأن لا يكون خاضعاً في زمن الخضوع...ويظل عوناً لجميع الربوع...بأسلوب مُتطور، ومبسط، لتكون رسالتي مهمة ومفيدة للجميع...دون تحيز لطرف دون الآخر. أقسمْتُ أن الكتابة أخلاق، وسلوك, ووعيٌ، وأمانة وصدق وثقة والخوف من الله. حين استجاب عقلي لهذه العوامل القوية العادلة، ظهرت موهبتي الصادقة، لاْن قلمي صادق.
@ هل تعتقدي أن هناك ما يعرف بالأدب الأنثوي والأدب الذكوري؟؟ أم أن مثل هذه التسميات غير موجودة على ارض الواقع؟؟؟
هذا المنظور (للأدب الأنثوي..والأدب الذكوري، هو مفهوم لا اعترف به، أنا شخصياً، لأنه يحد من أولويات المرأة، لا لشيء فقط، لأنها أنثى، وهذا المصطلح ليس بجديد، لقد ظهر في الفكر الغربي سنة 1895م...فمكانة المرأة الثقافية والفكرية والثقافية، لا تقل عن الرجل، مهما حاول بعض النقاد أن يصفوا الرجل بالعقلاني، والمرأة بالعاطفية ..لكن لا يجب أن ننسى أن المرأة المغربية بصفة خاصة، تفوقتْ في كل المجالات، و كذلك المرأة في دول عربية، وفي نظري هذا المصطلح، هدفه تقزيم المرأة...المرأة عموماً، عبرتْ في كتاباتها عما تقاسيه من تهميش، وظلم، داخل المجتمعات، لا مساواة في كل الميادين، وفي الحقوق، وهناك بعض الكاتبات َّ بجرأة في حرية المرأة لجسدها، لأنه ملك لها، وليس ملك لأحد سواها، فكلما تحررتْ المرأة جسداً، وفكراً، وثقافة بما يرضي الله...كلما احترمها المجتمع، وقلَّتْ ظاهرة التحرش الجنسي، وجرائم الاغتصاب، ولا يبعن في سوق الزواج المبكر....ونجد أن التسوية الليبرالية، خير دليل، إذ أعطت اتجاهاً صحيحاً يؤمنون به، لمعالجة التسوية بين الأدب الأنثوي والأدب الذكوري، وجعلت من الكاتب نفسه، يتمسك بشعار المساواة الثقافي لدى المرأة لتخطي هذه الاختلافات.
@-هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أم نقمة على الإنسان، وخاصة على المثقفين العرب بشكل عام؟؟؟
الصداقة على موقع التواصل الاجتماعي، هي علاقة افتراضية، قبل كل شيء، وتسمح للأشخاص أن يكونوا صداقات بالآلاف، وللشخص حرية اختيار أصدقائه، وحذفهم متى شاء، وهناك من لا يعرف حتى أسمائهم الحقيقية، ولا جنسيتهم، ولا صورهم، فهذا الدولاب مختلف طبعاً عن الواقع، لكنه يضم معظم الأسماء مستعارة..أن أغلبية هذه الصداقات ليست صادقة، ولا أمينة، أنصح بتوخي الحذر منها، مع العلم و بحكم تجربتي الخاصة، تعرفت على أناس محترمين جداً، من أصدقاء وصديقات، و علاقتنا استمرت لأعوام، حتى أصبحت صداقة شخصية، تعرفنا على بعض في الواقع، وأصبحت لنا زيارات عائلية، وهي ناجحة جداً، حين يكون هذا الصديق محترماً، و صادقاً مثلك. ربما هذا الحب قد يتوج بالزواج...وربما يتوج بعواقب وخيمة، لا تحمد عقباه..لأن هذه المواقع ليست سهلة، بل فيها كثير من الصعوبة..فهي مؤشر مساعد، وليس أساسياً...الحب بهذه الطريقة، يجب أن يكون في نطاق الأدب، و الأخلاق، أن تخرج هذه العلاقة بسرعة إلى ارض الواقع...لأن العالم الافتراضي مخيف جداً..فعلى الطرف ألآخر، طرق الباب بسرعة...وهناك كثيرون من نجحوا وأثمر حبهم في علاقة زوجية ناجحة، وهناك من فشلوا...وظاهرة الزواج ليست بجديدة...ربما كما ذكر الشاعر بشار بن برد (الأذن تعشق قبل العين أحياناً) مع العلم أنا أعتبر الزواج عبر مواقع الاتصال عملاً فردياً، وليس عملاً اجتماعياً، لأنه لا يتم تحت مراقبة العائلة وشروطها. الشبكة العنكبوتية في حد ذاتها سلاح ذو حدين...إذا وظفناها في غير محلها...أو في أغراض تؤذي الآخرين، أو إشاعات أسقطت الآخرين، فأول ضحية ستكون هي الحقيقة، لأن أصحاب النفوس الضعيفة، ومرضى العقل، يبثون سمومهم بغرض تشويه سمعة الآخرين، ومعظمهم نجدهم وراء أسماء مستعارة...وأحياناً تكون الشبكة العنكبوتية، سبباً في تفكيك أسر وضياع مستقبل....وتكون نعمة حين تخرج من دائرة الشر، وتتحول إلى تبادل الرؤى والأفكار...فتسافر بنا، بدون تأشيرة، إلى كل العالم، مما تزيد في رصيدنا المعرفي والثقافي، مع استيعاب مفهوم الصراعات السياسية، والاجتماعية، فهذه الشبكة، تشير إلى مدى التطور التقني، الذي لحق بالتكنولوجيا في ميدان الاتصالات، قبل كل شيء...أما المثقف العربي، فقد جعل منها أداة للإنتاج والاستهلاك، والتوزيع، والترويج لفكره، وكتاباته، والتي عادت عليه بالنفع، فعبر بها الحدود..إلى قطاعات واسعة من المتلقين، والمتذوقين، خاصة في ضوء متغيرات العولمة، كما أحس أن الوقت حان للاهتمام بلغتنا العربية، وبالرجوع بها إلى ما كانت عليه..لأن الشبكة العنكبوتية، ليست فقط للتواصل، لكنها كذلك تهدف إلى إقصاء ثقافة الآخر، في المقام الأول...والحمد لله، لدينا ثقافة قوية، نقدمها للعالم، وعبر النت، ستكون المهيمنة، وليس المهيمن عليها، وسيكون للمثقف العربي دوراً مشرقاً في صناعة الثقافة.
@-ما هي أهم مشاكل الكتاب والأدباء العرب، التي يعانون منها من وجهة نظرك الشخصية، خاصة في المغرب؟؟
مشاكل الكاتب المغربي هي مشاكل اقتصادية بالدرجة الأولى، ومشاكل النشر، و التوزيع أيضاً، لذلك نحن مجلس مثقفات مغربيات العالم، ومقر المجلس بألمانيا نسعى جاهدات، أن نعمل للحد من هذه المشاكل بأذن الله.
@-هل تعتقدي أن الشعر ودوره الحالي في المجتمعات العربية، تراجع عما كان عليه في العهود الماضية، وما هو دوره الآن، وما هو السبب في رأيك الشخصي؟؟؟
بالفعل نلاحظ تراجعاً كبيراً في الكلمة الجميلة، والرسالة الهادفة، فالشعر عموماً، كان لتوعية الضمائر في خضم التغيرات الهامة، التي تسود العالم عبر الأزمان....وعلاقة الشاعر بالمجتمع العربي، لها علاقة تاريخية من قديم الزمان، فكل ما يحصل او حصل في المجتمعات العربية، لم يكن يوماً معزولاً عن الشعر...أما تراجع الشعر، فراجع ربما إلى لغة العصر السلسة، التي يفهمها الجيل الجديد، فلذلك، انصح الشعراء أن يكونوا حريصين في نفس الوقت، على جمال الكلمة، وإبداعها، حتى لا يصبح عدد الشعراء أكثر من القراء...وأتمنى أن يكون الشعر، حلاً لهمومنا، ومشاكلنا، وليس ترفيها ذهنياً، كما قال عميد الأدب العربي د. طه حسين، أما الشعر في نظري، هو من الكماليات وليس من الأساسيات، وتراجع الشعر أيضاً، بسبب عدم التركيز على الأدب بكافة فروعه، وأن نهتم بالثقافة بمفهومها الشامل، لأن الشعر وحده، لا يرقى بالمجتمع ليواكب العصر، في الميدان الصناعي، والتكنولوجي والاقتصادي.
@-ما هي أهم التحديات التي واجهتيها في الحياة، وكيف تغلبت عليها؟؟؟ وماذا اكتسبت من الحياة من تجارب ومهارات؟؟
الحياة، هي تحدي قبل كل شيء...وعشتها مثل باقي الناس، بحلوها ومرها، لكن استطعت التغلب على جميع مشاكلها، بفهم طبيعة الحياة، وكيفية التعامل معها، حتى في أكبر المشاكل التي عشتها، وجدت سعادة، لأن السعادة تكمن فقط في القناعة، و أن ترضى بما قدره وكتبه الله لك...والحياة معمل تجارب، فلا نحصل على ما نتمناه بدون سعي، وإصرار، واجتهاد، تعلمت الكثير في هذه الحياة، وتعلمت من أخطائي، و من أخطاء الآخرين...وحسب خبرتي فيها، لا يجب أن نركز كثيراً على المستقبل، لأن الحياة دين، ودنيا، حتى نستطيع إسعاد من هم حولنا...وأن نهتم بهم، وكل ما كنا صادقين مع أنفسنا، والآخرين، كلما حصلنا على مكانة مرموقة داخل المجتمع.
@ ما هو تعليقك سيدتي على هذه المقولة، وبصراحة:إذا كنت في المغرب فلا تستغرب؟؟؟؟؟
هو أن هذا البلد الجميل، بتضاريسه، وطبيعته، وحضارته، وتقاليده، وسحر سمائه...وتنوع ثقافته، يجمع بين سحر الشرق، وجمال الغرب..لأنه الوحيد بين دول العالم، من يجمع هذه الأشياء المتناقضة فعلاً، انه جنة الله في أرضه.
@-ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها؟؟؟
طموحي هو أن يعم السلام العالم، وأن يكون الكتاب خير رغيف للمجتمع..في الحقيقة هي طموحات لا تعد ولا تحصى، وأولها الحفاظ على كرامة الإنسان العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.