كتبت فدوى عطية حالة أخرى تقترب منها تكتشف سحرها غموضها شفافيتها إنه عالم مختلفه طقوسه ومراسمه له فلسفته عشق سحر هذا العالم رصد مراحله كلها من بدايتها حتى نهايتها فهناك المحبين والمنتفعين والواصلين إنه مشهد زخم بتفاصيله حالة منفردة مختلف المعرض عن غيره من المعارض يرصد لحظات المولد لحظة لحظة إنه معرض (المولد ) للفنان عماد ابراهيم ففي عمل فني الدرويش بملابسه الرثة البيضاء متوسطا العمل الفني ويرتدي السبح المختلفة الألوان ويتعبد ممسكا بيديه أنواعا مختلفة من سبح أخرى ويرتدي فوق رأسه العمامة الخضراء مستبشرا بالأمل واقعية تعبيرية على خلفية ذات لون بنفسجي وملامح الوجه يرتسم الحزن باحثا عن أمل في الغد من خلال وقفته بتمعن فيما حوله فيكون الدرويش لوحة رائعة أوصلت تساؤلات متعددة من المولد وطقوسه ما بين الحركة وغيرها . وفي عمل فني آخر تجمعات مختلفة من الناس في المولد ما بين اللهو والجد والحركة والأضواء وخلفية البيوت والجامع خلف الناس في تكوين وعمق منظوري وقوة في التفاصيل الإنسانية بين اللعب في مراجيح المولد من خلال الدوائر والمثلثات المتوالية بجانب بعضها في الجانب الأيمن من العمل الفني وحركة الأجساد المتراصة في امتدادات أفقية تقترب من بعضها البعض فيصبح المولد دنيا وعالما آخر يبحث فيه الفنان بالواقعية التعبيرية مع تأثيرات الألوان بالمدرسة التاثيرية ويطرح حوارا متناغما بين الأجساد والوجوه بتباينات وتناقضات تظهر جمالا في العمل الفني. وفي عمل فني آخر حين تصبح الصلاة ويصلي بهم الإمام وخلفه الناس يصلون في روحانية وشفافية تقترب من روح الفنان الذي شعر بأهمية الصلاة ومن خلال وقفاتهم أثناء الصلاة والخشوع بين يدي الله تجعل المتأمل عاشقا لصلاته في تكوينات متتالية لأجساد المصلين ووقفاتهم بأبعاد رأسية متعامدة على خطوط أفقية بتوازي رائع في الخطوط الرأسية يجعلنا نحب ونقترب بالعبادة من الله .. ومن خلال ألوانه الزاهية البرتقالي والأصفر والأزرق وغيرها . وفي عمل فني آخر في الليل الرجلين يتوسطان العمل الفني أحدهما مسكا الدف والآخر يرد أمامه بتصفيق اليدين والأنوار المختلفة التوهج من أعلى اللوحة وأجساد الأشخاص الجالسين والواقفين منهم ممسكين الدفوف .. ومنهم من يندمج بحركة جسده منفعلا مع الدفوف في تلقائية شديدة وضربات من اللون الأبيض في ملابس الرجل الذي يتوسط العمل الفني ممسكا الدف والاخر الذي يندمج معه ملابسه زرقاء والتفاعل مستمر مع الامتداد النصف دائري بين أجساد الأشخاص ووجوههم ليعطي اندماجا بين الأجزاء كلها في اللوحة وتأكيدا على الصوفية في كل حالاتها وتشبع لدي الفنان بألوانه كلها ما بين الأزرق والأبيض والبرتقالي والأسود في تحديد الأجساد والوجوه ومن هذا المنطلق بنى الفنان عماد ابراهيم المولد بناءا متكاملا من أحاسيسه وألوانه وآرائه بعد تشبع واختمار وتفاعل نفسي مع فكرته وايمانا بها .. كل أعماله بالمعرض بشكل عام التي يبلغ عددها 23 عملا فنيا .. فالمولد لدي الفنان حياة بعثت روحه فيها واكتملت لديه خبرة التكوينات في مجموعات الأشخاص بأجسادهم وحالاتهم وحركتهم وفلسفتهم وعبادتهم ولعبهم وضربهم على الدفوف باستخدام الفنان المساحات المتباينة فوق بعضها من الألوان الزاهية الأزرق والبرتقالي والأحمر والزهري فوق بعضها بملامسها الناعمة ثم بعد أن يتم تجهيز خلفية العمل الفني كلية يرسم الوجوه والأجساد والملابس والحركة برؤيته الحالمة بالمولد على اختلاف الحالات ليلا ونهارا فيه النباتات والجوامع والدفوف والأضواء المتناثرة على اختلاف ألوانها ليحقق نجاحه حقا كفنان متميز درس بأسلوب تفرد به عن غيره به الحب والفرح والحزن واللعب للنظر نظرة مختلفة للمولد ليصبح فنانا من الفنانين القلائل الذين عايشوه عن قرب بامعان شديد لقد ذهب الفنان مولد السيد أحمد البدوي ثلاث مرات لمدة يوم واحد وأيضا زار مولد الحسن الشاذلي في حميصرة في حلايب وشلاتين لمدة ثلاث أيام وعاش معايشة أكبر في السيدة نفيسة والسيدة زينب حتى وصل لليلة الكبيرة في المولد أي لمدة أسبوع . وبدأ العمل في معرضه من عام2002 ليصبح المعرض حقا علامة تسجيل للمولد في الحركة التشكيلية المعاصرة برغم أنه عرض من قبل معرضا خاصا عن التحطيب عام 2012 .. وهكذا اعتقد أنه وصل المولد بروحه شكلا ومضمونا للمتلقى حين يرى أعماله المتلقي والمتذوق للفن ليصبح دراسة حقيقية واعية ومتانية وشاملة للمولد حقا نتيجة معايشة الفنان له بكل أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته لنعشق المولد في مصر ولا نقلق منه . وجدير بالذكر أن المعرض تم افتتاحه في قاعة الفن بالزمالك يوم16 نوفمبر وانتهى أمس يوم 8ديسمبرلنعرف ان الفنان عماد ابراهيم عشق المولد فأعطى ابداعا لاينتهي في فنه الذي رايناه.